‘“إخوة حلب” ينقلبون على بعضهم .. أحرار الشام تُفقس “جيش الأحرار”’
11 ديسمبر، 2016
سعد هائل – ميكروسيريا
تم الإعلان عن تشكيل “جيش الأحرار” بقيادة أمير حركة أحرار الشام الأسبق المهندس هاشم الشيخ “أبو جابر”.
ويتألف الجيش الجديد، من 16 لواء وكتيبة منها “الجناح الكردي، لواء المدرعات، لواء المدفعية والصواريخ، لواء التمكين، لواء أجناد الشريعة، لواء أنصار الساحل، لواء أنصار حمص .. “، وهي تابعة أساساً لحركة أحرار الشام، الأمر الذي دفع بـ “الشيخ” إلى الاسراع للتعليق عبر حسابه في تويتر قائلاً: “أسأل الله أن يقر بهذا الجيش أعين المستضعفين ويفك به أسر المحاصرين ويدفع به عدوان الصائلين”.
أضاف “الشيخ” أن “جيش الأحرار، نواة اعتصام، ولن يكون مشروع انشقاق عن الحركة، فالحركة بيتنا فيها تعلمنا الاعتصام والتضحية والعطاء”.
هذا التطمين، لم يكن كافياً على ما يبدو، لإسكات الأصوات المعترضة على الجيش الجديد، إذ سارع الشرعي السعودي موسى الغنامي، المعروف بقربه من “أحرار الشام”، إلى تسمية ما حدث “بالانشقاق” بل زاد بأن وصف “جيش الأحرار “بالناكثين”، وبأنهم تيار يميل إلى نهج تنظيم القاعدة، وهو أمر “حذر منه سابقاً ووقع بالفعل”، وفق قوله .
ولم يكن الغنامي وحيداً بانتقاد ما حدث، حيث اعتبره الشرعي السعودي ماجد الراشد “أبو سياف” بمثابة الانشقاق قائلاً: “تقسمون المقسم ثم تكذبون وتقولون للاعتصام؟ بايعوا فتح الشام إن لم يعجبكم ترخّص الأحرار”، مضيفاً : “اليوم تعلنون انقلابا وتشقون الصف باسم وحدة الصف والاعتصام، وغدا تقاتلون إخوانكم بحجة جمع الكلمة، والأيام بيننا”. فيما سجل عضو مجلس شورى الحركة، “أبو البراء معرشامين” موقفاً انتقادياً ممائلاً بقوله: “كان جيش الشام بنظرهم “جيش ضرار .. والآن اعتبروا جيش الأحرار خطوة مباركة”.
بالمقابل رأى أبو الفتح الفرغلي “مصري الجنسية”، ويشغل مدير مكتب الدراسات في هيئة الدعوة والإرشاد في حركة أحرار الشام، إن “من أهم أسباب تكوين جيش الأحرار، رفع الكفاءة العسكرية لإنقاذ حلب”.. ثم تابع في رد على الأصوات المعترضة قائلاً “الكل يعرف الأسباب جيداً، فلا يزايدن أحد علينا”.
من جانبه، بارك أبو محمد الصادق، الشرعي العام السابق لحركة أحرار الشام تشكيل الجيش الجديد بقوله : “نسأل الله أن تكون خطوة باتجاه رص الصفوف وإقامة العدل والحفاظ على الحركة وفكرها ومشروعها “.
وتعكس هذه المواقف المتناقضة شرخاً كبيراً داخل واحدة من اقوى الفصائل الإسلامية المقاتلة، ويبدو واضحاً أن التيار الذي يقوده
أبو جابر الشيخ وآخرون غير راض عن اختيار “أبي علي العمر”، قائدا جديداً للحركة، بل يتهمونه بأنه يمثل تياراً يختلف عن التيار الذي قاد الحركة بعد مقتل مؤسسها “أبي عبد الله الحموي”.
أبو جابر الشيخ “يمين” وابو صالح الطحان “وسط”
وأبو جابر الشيخ هو أول رئيس لحركة “أحرار الشام الإسلامية” بعد عملية الاغتيال الجماعي، التي طالت قادة الحركة الخمسين، في أيلول/سبتمبر 2014 في ريف إدلب. كما أسس قبلها “كتيبة مصعب ابن عمير” في مدينة مسكنة، مسقط رأسه في ريف حلب الشرقي، قبل أن تتحول الكتيبة إلى لواء انضم إلى حركة “الفجر الإسلامية”، والتي اندمجت لاحقاً مع حركة “أحرار الشام” في آذار/مارس 2013. وتعتبر لحظة الاندماج تلك، المحطة الأبرز في تاريخ التوحد بين الكتل الإسلامية التي أسسها معتقلون سابقون في سجن صيدنايا.
يُذكر، الشيخ وهو مهندس ميكانيكي من مواليد عام 1968، قضى ست سنوات في سجن صيدنايا ، إثر اعتقاله عام 2005 بتهمة تجنيد المقاتلين لصالح الجماعات الجهادية في العراق، وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات، قبل أن يخرج بعفو خاص، شمل العشرات من معتقلي هذا التيار في أيلول/سبتمبر عام 2011.