إعلام الأسد يُزور رسالة البابا فرنسيس .. والإعلام الثوري يبلع الطعم بـ”طيب خاطر”
14 ديسمبر، 2016
إياد عيسى – ميكروسيريا
أثارت رسالة البابا فرنسيس إلى بشار الأسد جدلاً واسعاً أقرب إلى الإدانة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي بعض مواقع “الإعلام الثوري”، الذي يديره بجدارة يُحسدون عليها خريجو مدرسة “الأسدين” الصحفية وفق نظريات “المؤامرة الكونية” و”عتم على الخبر” و”مو وقتها” و “جئناكم بالطبل أو الذبح”. بل أن البعض وصل إلى حد اعتبار أن قداسته ارتكب واحدة من الكبائر، بإرساله الكاردينال ماريو زيناري مناشداً القاتل وقف القتل والسحل والتدمير، في محاولة للحفاظ على ما تبقى من سوريا مهد المسيحية والرسائل السماوية والعيش المشترك، وكأن المطلوب من البابا إرسال كاردينال انتحاري لتصفية القاتل حتى يرضى عنه “ثورجيو الفيسبوك” والرفاق السابقون في الإعلام الممانع.
النكتة في أن هؤلاء، استندوا في هجومهم ودسائسهم الصحفية الرخيصة على البابا فرنسيس إلى ما نقله “إعلام الأسد”، مع أنهم أبناؤه الشرعيون في النميمة والكذب والإدعاءات الفارغة، دون أن يكلف أحدهم نفسه عناء البحث و التدقيق.
المؤكد أن الكاردينال السفير، لم يحمل تهديداً من بابا الفاتيكان للوريث القاتل، لكن المؤكد أيضاً أنه لم يؤيده، بل طالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية، وباحترام القانون الإنساني والدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية، وهذا ما أسقطته “سانا” من “خبرها” عمداً، وحين يُسجل البابا إدانته لكافة أشكال التطرف والإرهاب إنما يُدين أول من يدين بشار الكيماوي قاتل الأطفال والنساء، ومن خلفه جماعة “يا لا ثارات الحسين”، وهذا ما رفضه الوريث القاتل، وأشارت إليه “سانا” في خبرها حين نقلت عن بشار الأسد ” أن سوريا مصممة على استعادة الأمن والاستقرار وهي ماضية في إنجاز المصالحات التي تشكل الطريق الأمثل نحو تحقيق هذا الهدف” وهي عبارة أسقطها “الإعلام الثورجي” بدوره، ومن خلفه “إعلام اللحى”، تماماَ كما أسقطوا وتجاهلوا عمداُ وليس سهواً ما قاله البابا فرنسيس، وتناقلته وكالات الأنباء قبل يوم واحد من استقبال بشار للكاردينال، حيث أعلن قداسته يوم الأحد 11 كانون الأول/ ديسمبر، قبيل صلاة التبشير الإلهي في الفاتيكان:
” يجب أن لاننسى أن حلب هي مدينة وفيها أناس .. عائلات وأطفال وشيوخ ومرضى، مضيفاً أمام وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان: للأسف قد اعتدنا على الحرب والدمار، ولكن يجب علينا ألا ننسى أن سوريا هي بلد مليء بالتاريخ والثقافة والإيمان، ولا يمكننا أن نقبل بأن يتم محو كل هذا بالحرب التي هي تراكم للظلم والأكاذيب. وإنني أناشد لبذل كافة الجهود من أجل التوصل إلى خيار حضاري : لا للدمار، نعم للسلام ، نعم لأهل حلب وسوريا”.
لا يملك قداستة إلا المحبة، وهو ما عبر عن أسماها وأرفعها خُلقاً وشرفاً بتقبيله أقدام لاجئين منهم مسلمين وسوريين، وهذا ما فعله أكثر من مرة.
لا يملك البابا فرنسيس نفوذ بابوات أيام الحرب الباردة، ولا صواريخ وطائرات القيصر بوتين، ولا براميل الأسد المتفجرة، ولا قلة شرف أوباما ، ولا قذارة كيري، ولا تقية إعلام اللحى .. ولا مزايدة الإعلام الثورجي .. ولا دموية الخليفة البغدادي، ولا نفاق “الخليفة المنفاخ” .. لا يملك إلا رسائل التسامح يرسلها عن طيب خاطر، ويلوكها سفهاء “الفيسبوك” على موائد ثرثرتهم اليومية عن سبق إصرار و ترصد لكل تفاهة .