‘رئيس حزب الأصالة المصري لـ صدى الشام: إذا نجحت الثورة السورية ستنجح المصرية.. والشرعية لا يمكن اختزالها في رئيس أو برلمان’
15 ديسمبر، 2016
رغم الاختلافات بين ظروف سوريا ومصر وتأثيراتها على تطور ثورتيهما فإن العديد من النقاط وأوجه التشابه تجمع نظامي الأسد والسيسي خصوصاَ وأن تناغمهما على أكثر من صعيد لم يعد خافياً في الآونة الأخيرة.
من هنا فقد جاء الحوار مع رئيس حزب الأصالة في مصر “إيهاب شيحة” ليحيط بالتجربة المصرية خلال الثورة والتي أصبحت درساً ونموذجاً في تاريخ الثورات والثورات المضادة، وأسلوب التعاطي مع الأنظمة المستبدة وطرق إسقاطها أكان ذلك من خلال الشارع أو عبر وسائل أخرى.
بعد قيام الثورة المصرية في 25 كانون أول 2011 تشكل عدد من الأحزاب و شاركت في الانتخابات البرلمانية إلى أن حدث الانقلاب العسكري وما تلاه من ملاحقة للمعارضين الذين لجأ عدد منهم إلى متابعة نشاطه السياسي في الخارج.
ومن بين هذه الأحزاب حزب الأصالة الذي يُعرّف به رئيسه إيهاب شيحة” بالقول إنه “ليس جماعة دعوية منظمة” وإنما كان في البدء عبارة عن مجموعات من الشباب أصحاب التيار المتقارب تقابلوا في ميدان التحرير ليشكلوا لاحقاً حزباً سياسياً طبقاً للقوانين في الدولة المصرية إلى أن وقع الانقلاب العسكري.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته صدى الشام مع “شيحة”.
ـ هل من خطوات تقومون بها لاستعادة الشرعية؟
نقوم بخطوات مع أعضاء الاتحاد الوطني لدعم الشرعية ولدينا من يمثلنا في مصر ودول أخرى، كما نشارك في كيانات تضم كل التيارات للوصول إلى كيان وطني واسع يتخطى الإيديولوجيات والخلافات السياسية ليكون لدينا هدف محدد لإسقاط هذه السلطة التي سيطرت على مصر، فاستعادة الشرعية تبدأ من داخلنا لأنها لا يمكن اختزالها في رئيس أو برلمان أو دستور.
ـ هل تكفي الاصطفافات السياسية في الخارج؟
قناعتنا أن الدولة تتكوّن من مجتمع وشعب وأرض وسلطة ومؤسسات وعندما تصل إلى قناعة قوية لن يعنيك من في السلطة، نسعى للوصول لهذا التكتل شعبي الرافض للانقلاب لنطرح عليه رؤية للمستقبل لأن المواطن المصري البسيط في كثير من الأحوال هو بعيد عن شؤون السياسة.
يجب أن نخاطب الشعب بما يريد فهو يحتاج الأمن والمستقبل والحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية وتوزيع عادل للثورات، وبالتالي ينبغي أن نخرُج من الحديث عن فشل السيسي والمستقبل ما بعد السيسي.
نسعى إلى استكمال هيكلة تيار الجماعة الوطنية المصرية وطرح المشروع الوطني الجامع الهادف إلى بناء مصر جديدة وإسقاط الانقلاب العسكري وذلك جزء من هذا المشروع الكبير.
وقد يقول البعض أن هناك سلطة لديها السلاح والقوة ولن تسمح بذلك، نقول إن هذا الكلام صحيح لكن بتكاتف الشعب سيتهيّب النظام. غير أننا لم نصل بعد إلى مرحلة الاصطفاف الكامل وما زالت تسيطر علينا اختلافاتنا السياسية.
ـ هل تعتقد أن الأخطاء المتراكمة للسيسي من الممكن أن تُحدث بعض المخاوف فيما يخص عسكرة الثورة؟
المصريون مصرّون على سلميّة الثورة والحراك السلمي والحفاظ على مؤسسات الدولة لأنها ليست ملك للسيسي بل هي ملك لـ 92 مليون مصري. لذلك لا نعطي فرصة للسيسي وقوى الإرهاب للظهور في السلطة كما حدث في سوريا والعراق.
ـ لكن من الممكن أن يصنع النظام الإرهاب ليسوّق لنفسه؟
أتصور أن يفعل السيسي ذلك لكن لا أتصور أن تشاركه كل مؤسسات الدولة في هذا كما حدث مع النظام السوري. في سوريا أدى استحواذ طائفة على مؤسسات الدولة إلى تمكين بشار من أن يكون ممثلًا لكل النظام.
في مصر رغم تسييس القضاء ما زال هناك قضاة شرفاء ورغم توريط الجيش وكثير من قياداته في الدماء ما زال يوجد شرفاء هم أبناء مصر فليس لدينا الإشكالية الطائفية التي استخدمها بشار الأسد للتسويق لفكرة محاربة الإرهاب في حين لا يستطيع إعلام النظام في مصر شيطنة الثورة، ويبقى التخوف من كيان صنيع مثل داعش في مصر.
في الحالة المصرية النظام يحاول اختزال السلطة كلها بنفسه.. ألا تعتقد أن الإخوان المسلمين يحاولون اختزال الثورة بحركتهم؟
السيسي ونظامه يفعل ذلك والإخوان للأسف فعلوا ذلك في أبواب كثيرة وبالتالي تشاركا في إحداث ثنائية الصراع بين العسكر والإخوان وهي ليست كذلك.
ونحن لن نسمح باستمرار هذه الثنائية التي يصر الطرفان عليها ونؤكد أن الشعب المصري يريد الحرية والعدالة وثورة مضادة.
ـ إلى أي مدى تعوّلون على الدول الإقليمية والكبرى؟
التعويل على الله ثم على الحراك الشعبي ولن تتحرك القوى الإقليمية والدولية إلا بعد أن تتحرك أنت. ثورة 25 يناير لم يدعمها أحد وإنما عندما وقف الشعب وقفة حقيقية خرجت كل القوى تبارك للثورة المصرية وتقول للعالم انظروا للمصريين ماذا فعلوا. وعندما خرج الانقلاب بالسلاح وقتل الآلاف ثم ارتكب مجزرة رابعة بقيت المنظومة الدولية تمسك العصا من الوسط وتقف مع الأقوى في النهاية.
ـ إذا كانت القوى الكبرى تسعى لمصالحها فقط والإرادة الدولية مع الإبقاء على نظام السيسي فإلى أي مدى تستطيع الإرادة الشعبية أن تقف في وجه ذلك؟
الإرادة الشعبية عندما تقف في وجه السلطة ستدعمها القوى الدولية لأنها في النهاية تريد الحفاظ على علاقاتها في المنطقة. ولكننا لا ننتظر دعم من قوى دولية ونحن متشرذمون وفي ثنائية العسكر والإخوان، الثورة الشعبية ستدعمها القوى الدولية ولكن ثورات التيارات لن يدعمها أحد لأنها ستتحول إلى صراع سلطة وهو ما يرفض الجميع في المشاركة فيه.
ـ هل لديكم تواصل مع المعارضة السورية؟
نعم نتواصل مع المعارضة السورية ولدينا شراكات معهم بتياراتها المختلفة الموجودة في الداخل والخارج، والقضية السورية ليست قضية محلية وخاصة بل هي جزء من قضيتنا، وأكاد أجزم أن الثورة المصرية لو كانت استمرت ما كنا لنسمع أو نتحدّث الآن عن بشار الأسد.
ـ هل من الممكن أن نتحدّث عن علاقة بين نظامي السيسي والأسد؟
أول ما ظهر نظام السيسي بدأت مؤشرات غير معلنة وكنا نلاحظ تقارب أو دعم لنظام الأسد وتم الحديث عن إرسال طائرات مصرية إلى سوريا رغم أن الأسد ربما ليس بحاجة هذا الدعم.
قيادة الجيش المصري على علاقة وثيقة سابقة بالقيادة السورية حتى قبل الثورات، وهذا الكلام تم كشفه للجميع كون قيادة الجيش كانت تتواصل مع الأمريكان والسعودية وسوريا، وعلمنا أن هناك أزمة كبيرة داخل الجيش لأن الرئيس السابق محمد مرسي أعلن دعمه للثورة السورية.
لكن لاحقاً ومنذ أكثر من سنة أنا أعرف بمشاركات رمزية من الجيش المصري في معارك نظام الأسد في سوريا.
أريد أن أذكّر بما قيل عن وفاة اللواء “عمر سليمان” بأنه قُتل في تفجير في سوريا، إذ كانت الأخبار كثيرة في ذلك الوقت عن مساعدات من النظام العسكري في مصر للنظام السوري لأنه كان يرى منذ اليوم الأول بأن سقوط الأسد هو انتصار كامل لثورات الربيع العربي ونهاية لحكم العسكر في المنطقة، ولم يكشف بعد عن قضية مقتل “سليمان” ولكن الأيام كفيلة بإثبات أنه كان له علاقة وتواصل كبير مع نظام بشار الأسد.
تحدثنا منذ أكثر من سنتين أن هناك صواريخ مصرية يستخدمها النظام السوري ضد المعارضة، ورغم إنكار نظام السيسي إلا أن سوريا لم تنكر هذا الشيء، ونشير هنا لجلسات مجلس الأمن والدور المصري الداعم للأسد.
إذاً فالثورات متكاتفة مع بعضها وإذا نجحت الثورة السورية ستنجح المصرية والعكس صحيح.
ـ الجيش المصري له تاريخ قومي.. أليست المشاركة بقتل السوريين انحراف لهذا الجيش عن تاريخه الوطني؟
أنا لا أنكر أن الجيش المصري عظيم وفيه كفاءات ووطنيين ولكن يجب أن نشير إلى أن قيادات الجيش لا تصل إلى منصبها إلا بعد دورات من كلية الحرب الأمريكية.
حالات القمع التي تحدث ضد المصريين لم يشهدها المجتمع والدولة المصرية في عهدها الحديث، وما زال الشباب ينزلون ضد النظام ويستمر في قمعهم، وأنا أعلم أن هذه التحركات ليست من سيسقط النظام ولكنها كالشعلة المتقدة لتبقى الثورة مستمرة حتى تعلوا وترتفع في مصر وكل المنطقة.
ويجب أن ينتقل هذا الحراك من شباب واعٍ إلى شعبي وحينها لن يستطيع لا النظام الدولي ولا الإقليمي الوقوف بوجهه.
ـ من خلال تجربة الثورة السورية.. كيف يمكن مواجهة العنف والقتل بسلمية؟ أشعر أن هناك ثقة زائدة في الحالة؟
نحن أمامنا بدائل محدودة ومعروفة، نعرف أن الثورات المسلحة لم تنجح بنسبة كبيرة، في حين أن الثورات السلمية كانت الأكثر نجاحاً منذ القرن التاسع عشر، وهذا لا يعني أن نظامي السيسي وبشار ينطبق عليهما هذا الكلام.
حالياً يوجد قوى سياسية مصرية ومشروع لطرحه على الشعب لتكون ثورته ثورة شعبية، وإن لم يخرج الشعب المصري سنبقى ثائرين لكن لن نصل لمرحلة إسقاط إنقلاب بهذه القوة وهذا الإجرام، لذا نحن نسعى لكسب الشعب المصري وتحييد مؤيدي السيسي عبر آليات مختلفة.
[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]