‘الغارديان: مصالح روسيا وإيران ستتضارب في سوريا’

17 ديسمبر، 2016

اعتبرت صحيفة الغارديان في مقال تحليلي أن مصالح روسيا وإيران في سوريا ستتضارب في المستقبل، بسبب مواقف كل دولة وعلاقاتها في المنطقة ومع القوى العظمى.

ويوافق كلام الصحيفة عدة معطيات برزت خلال الفترة اﻷخيرة في حلب، منها إيقاف الغارات الجوية الروسية على محافظة حلب بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى الهجوم الثاني الذي شنته المقاومة لفك الحصار عن حلب، في حين أشارت معلومات متطابقة من غرفة عمليات فتح حلب أن طائرات سوخوي وطائرات ميغ والطيران المروحي وطائرات استطلاع إيرانية هي من أمنت الغطاء الجوي للميليشيات الإيرانية أثناء صد الهجوم على مشروع 3000 واستعادة مشروع 1070 وضاحية الأسد غرب حلب.

وشهدت مواقع حزب الله اللبناني في بلدة نبل بريف حلب الشمالي وقاعدة الحرس الثوري الإيراني في جبل عزان بريف حلب الجنوبي عددًا من الغارات الجوية الروسية قالت وسائل إعلامية موالية لنظام الأسد: إنها تمت بشكل خاطئ.

كما عرقلت ميليشيات إيرانية عملية إجلاء المُحَاصَرين من حلب رغم إبرام اتفاق روسي تركي وفرضت إدخال بلدة الفوعة ضمن العمليّة.

وتقول الصحيفة: إن روسيا وإيران ونظام بشار الأسد، يحتفلون، بعد سقوط حلب في أيديهم، بـ”نصر تاريخي”، يعتقدون أنه سيغير مجرى الحرب في سوريا، إلا أن ذلك لا يعني أن الصراع انتهى، لأن نظام اﻷسد لا يزال ضعيفًا ويعتمد، بشكل شبه كلي، على القوى الأجنبية.

ويذكر كاتب المقاتل أن هناك مؤشرات على أن “المنتصرين” “يختصمون اليوم مثل اللصوص على اقتسام ما نهبوه”.

وقالت الغارديان: إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيحتفظ بقواعده البحرية والجوية في سوريا، ولكنه سيكذب توقعات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بأن روسيا ستقع في مستنقع شبيه بمستنقع أفغانستان في الثمانينيات.

وفي المقابل -تقول الصحيفة-: إن تحالف روسيا مع إيران سيطرح إشكالًا، لأن إيران تعتبر النصر في حلب نصرًا على الولايات المتحدة وعلى السعودية والسنة، وأن الحديث يتجدد اليوم عن “الهلال الشيعي” الذي يمتد من أفغانستان عبر العراق واليمن إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، فطهران، عكس موسكو، ترى القضية من منظار طائفي بحت.

وكانت إيران قد رحّبت بالتدخل الروسي في سوريا مع تحفظها على التباين في المصالح بينهما، وسبق أن حذّر الدبلوماسي والمدير العامّ السابق لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية الإيرانية، جاويد قربان أوغلي، من أن “السياسة الروسية براغماتية مطلقة تبحث عن مصالحها، وقد تنقلب على حلفائها في طهران ودمشق”.