‘نوفل معروف الدواليبي: رسالة مفتوحة إلى الرئيس (دونالد ترمب)’
17 ديسمبر، 2016
نوفل معروف الدواليبي: المصدر
فخامة الرئيس: أنني اخاطبكم اولا كإنسان يخاطب إنسانا اخر وكلنا نؤمن بالله ونؤمن أن الأديان كلها تدعو إلى التعاون على إنقاذ الإنسان وتحسين أوضاعه المعيشية وكلها تدعو إلى السلم والعدل والوقوف في وجه الظلم والظالمين.
أما الآن فإنني اخاطبكم كرئيس مقبل لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية وما ستكون مسؤوليتكم كإنسان أمام هذه المسؤولية الكبرى التي ستتولونها لمدة الأربعة أعوام القادمة وربما أكثر من ذلك.
وإنني اخاطبكم كرئيس دولة تدافع عن المبادئ التي نؤمن بها نحن كاغلبية سورية وهي الحرية والعدل والمساواة والسيادة على ارضنا والعمل على ارساء السلم الأهلي والدولي ضمن مصالح دولية ، طالما هذه المصالح لا تؤدي إلى ارتكاب جرائم في حق الانسانية والإبادة الجماعية كما نراها بأبشع الأشكال في سورية وقد طغت مصالح بعض الدول على أي مبدء إنساني وضربت بعرض الحائط كل القوانين الدولية والتي كان المفروض ان يدافع عنها مجلس الأمن الدولي العاجز.
ومهما كانت ظروفنا ومهما كانت مناصبنا فكلنا مسؤولون بما وضع الله بين أيدينا من مسؤولية….ولقد وضع الله بين أيديكم مسؤولية كبرى كرئيس لاعظم دولة في العالم وإنني متأكد من شخصكم المرموق كمسيحي يؤمن بيوم الحساب أن أعمالكم ستكون على مستوى أيمانكم بانسانيتكم التي سيحاسبكم به الله وشعبكم والمجتمع الدولي.
نعم تجري الآن أبشع الجرائم في حق الانسانية في سورية والتي تجاوزت بمراحل جرائم النازية والتي سببت الحرب العالمية الثانية…فاننا نرى في سورية تدمير منهجي لجميع مدنها وقراها وقتل المدنيين من أطفال ونساء ورجال وتدمير المدارس والمستشفيات والأسواق وتهجير سكانها وتغيير ديموغرافي باستيراد مجرمين من إيران ولبنان وشرق آسيا بضوء أخضر من ملالي ايران والاتحاد الروسي ….نعم الاتحاد الروسي الذي يرتكب افظع إبادة جماعية للشعب السوري بأسلحة ممنوعة دوليا وهو الحامي لأكبر مجرم في تاريخنا الحديث بشار الأسد.
ان استمرار هذا الوضع الخطير بما يجري في سورية وايضا في الشرق الأوسط وتمدد ملالي ايران باجرامهم اللامتناهي وبعدم استحياء لن يؤدي إلا الى تازم الأوضاع في الشرق الوسط وتغذية النزاعات الاثنية والمذهبية والقومية وتزايد العنف والإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وتأثيره على دول محيط البحر الأبيض المتوسط اي الدول الأوروبية التي تعتبر تاريخيا حليفة للولايات المتحدة الأميركية حليفة سياسية وحليفة اقتصادية وحليفة جيو استراتيجية أمام المعسكر الشرقي المتمثل بروسيا والصين وكوريا الشمالية.
وهنا نريد أن نشير أن إدارة الرئيس أوباما المنتهية ولايته كانت كارثية لما سببت من الوصول الى هذه الاوضاع الحالية والتي تهدد سلم المنطقة ومنه السلم العالمي.
ان أغلبية الشعب السوري ذات الحضارة التاريخية يؤمن بالمبادئ الإنسانية والاجتماعية التي تؤمن بها الولايات المتحدة الأميركية ونأمل من شخصكم كرئيس للولايات المتحدة التعاون مع من يمثل الأغلبية السورية الحضارية في سياساتكم القادمة والتي تخص الشرق الأوسط لإعادة الأمن والاستقرار لهذه المنطقة وكذلك السلم العالمي.
ونحن نؤمن بالمصالح المتبادلة بين الدول ولكن ليس على حساب دماء الشعوب …إنها عندئذ جريمة في حق الإنسانية والتاريخ سيحاسبنا جميعا. وإنني أتوجه في الختام بتحياتي الإنسانية من إنسان إلى إنسان راجين من الله ان ينور طريقنا وطريقكم لما فيه خير للانسانية .
نوفل معروف الدواليبي.
المنسق العام لحركة الوحدة الوطنية لتحرير سورية المنسق العام للمحور الوسطي السوري.
[/sociallocker]