تنظيم الدولة الإسلامية عصا النظام في السويداء
28 ديسمبر، 2016
حافظ قرقوط
شهد الطريق الواقع بين بلدة القصر وتل صعدة، في الريف الشمالي من محافظة السويداء، اشتباكات بين عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية، وقوات النظام، وذلك بعد تقدم عناصر التنظيم، لسحب سيارة لهم، تعرّضت في وقت سابق لقصف من قوات النظام.
وذكرت صفحة (السويداء 24)، أن سيارة تابعة للتنظيم استهدفتها قوات النظام صباح الإثنين، “دون ورود معلومات عن مصير من كان بداخلها”.
يتحرك عناصر التنظيم في تلك البادية بحرّية واضحة؛ حتى في نقل الأسلحة والتهريب، على الرغم من أنها منطقة جغرافية مكشوفة، وتوجد قربها نقاط عسكرية تابعة للنظام السوري، ومطار “خلخلة” العسكري لا يبعد عنها سوى كيلو مترات قليلة، ويمكن لمدفعية الحماية الخاصة بالمطار وحدها، أن تستهدف تلك المنطقة التي يتحرك فيها عناصر التنظيم.
يرى ناشطون في محافظة السويداء، أن النظام يرسم حركة التنظيم في الشمال والشمال الشرقي للمحافظة، فعندما “يريد تحذير الأهالي أو ترويعهم، يتيح لعناصر التنظيم أن يتحركوا في تلك المنطقة كما يريدون، دون أي ردة فعل عسكرية على تحركاتهم”.
وتحدث أحمد (ن)، من الريف الشمالي للمحافظة، إلى (جيرون) عن “شراكة تجمع قوات النظام باللجان المحلية التابعة له، لتهريب وتجارة السلاح والوقود من البادية إلى محافظة درعا”، مؤكّدًا أن الاشتباكات التي تجري في تلك المنطقة “مُصطنعة ومتفق عليها بين الطرفين مُسبقًا؛ بهدف ترهيب السكان المحليين، أو تكون للتمويه على مرور شحنة تهريب، وبعضها قد يكون بسبب خلاف على توزيع الغنائم، بين عصابات متشاركة ومتخصصة في تلك العمليات”.
وأضاف “إن عناصر من بدو المنطقة، هم من يُطلق النظام عليهم صفة (داعش)، وهم يتحركون بأوامر من أفرع الأمن، وسبق أن هدّدت بهم مستشارة الأسد الإعلامية، لونا الشبل سابقًا، في حال لم يلتحق أبناء السويداء بالخدمة العسكرية، وفشلت مساعيها تلك”.
في سياق آخر، تفاعلت صفحات التواصل الاجتماعي، في الأيام الماضية مع صورة لشيخ يرتدي الزي الديني للدروز، في أثناء ظهوره في أحد الأحياء الشرقية المُدمّرة في مدينة حلب، حيث يقف أمام آلية عسكرية، ويحمل بيده بندقية روسية، وهو من أهالي مدينة شهبا بالريف الشمالي للمحافظة، وتناولت صفحات الناشطين تلك الزيارة بشيء من السخرية، وكذلك اللوم والتحذير من مخططات النظام لخلق ردود فعل طائفية يستثمرها في حربه ضد السوريين.
ورأى (ن) أن اختيار النظام “لرجل من صناعته، ويتبع لمدينة شهبا بالذات، هي رسالة داخلية للمحافظة، مفادها أن تلك المدينة التي شهدت تظاهرات ضده، وما زال فيها نشاط سياسي واضح، هي في قبضته، وهي -أيضًا- رسالة يُريد منها النظام اللعب على الوتر الطائفي بين السوريين، ليستكمل مشروعه في تفتيت المجتمع السوري”.
بينما يرى الدكتور منصور خزعل على صفحته في فيسبوك أنها “محاولات بائسة لتحميل الآخرين وزر جرائمهم باستخدام هؤلاء، من لفّات ولحى مشبوهة، في إثارة النعرات الطائفية البغيضة، التي يقتات عليها هذا النظام المجرم”.
فيما قالت صفحة (السويداء 24) التي نقلت الخبر والصورة: إن مدير (مركز الدراسات والبحوث التوحيدية)، القاضي ربيع زهر الدين -أحد أتباع النظام- نشر صورة الزيارة لشيخ يُدعى جهاد عامر، “ما أثار استهجان أهالي السويداء” وعدّت الصفحة “أنها محاولات لجرّ السويداء إلى صراعات طائفية” من خلال استعمال “الزي الديني”.
ولفتت (السويداء 24) إلى أن القاضي زهر الدين، “هاجم بكلمات وألفاظ نابية، معظم الشبكات الاخبارية التي انتقدت هذا التصرف، حتى أنه هاجم عددًا من اﻷهالي الرافضين لهذه الخطوة”.
توجه اتهامات للمركز بنشر “التشيع في السويداء”، وأشارت الصفحة إلى “اجتماعات عُقدت في مدينة شهبا، ضمّت شخصيات من آل عامر، الذي ينتمي إليهم الشيخ صاحب الصورة، استنكرت بشدة هذا التصرف؛ لأنه قد يسهم في زيادة الشرخ الطائفي بين أبناء البلد الواحد.
[sociallocker] [/sociallocker]