نزوع إيراني لخلط الأوراق في وادي بردى
1 يناير، 2017
جيرون
تحاول إيران، من خلال ذراعها المتمثل في ميليشيا حزب الله اللبناني، تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار في سورية الذي جرى باتفاق تركي-روسي، ووافق عليه مجلس الأمن الدولي، أمس السبت، حيث يستخدم حزب الله اللبناني نفوذه كاملاً في منطقة وادي بردى، محاولًا التغلغل أكثر في المنطقة، واستفزاز المعارضة السورية المسلحة للانقياد إلى رد الفعل المماثل باستخدام السلاح؛ ما سيُعطّل الاتفاق بطبيعة الحال.
ولعل الغاية الأهم في تعطيل هذا الاتفاق، هو أن إيران لم تكن طرفًا فاعلًا في هذا الاتفاق من جهة، ولأن الاتفاق إجمالًا يخالف تصوراتها حول نفوذها المستقبلي في سورية، ولا سيما أن هناك أنباء عن اتفاق تركي-روسي مُضمر، يتضمن إخراج جميع المليشيات غير السورية التي تقاتل في صفوف، أو لصالح، نظام الأسد من جهة ثانية.
يؤكد الناشط الإعلامي رامي حناوي، المقيم في وادي بردى، أن “ميليشيا حزب الله شنّت (الجمعة)، بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار في سورية، هجومًا برّيًا قرب عين الفيجة في وادي بردى من ريف دمشق الغربي”، وأن المنطقة “تعرّضت للقصف من جديد”، متسائلًا عن “ضمانات الدول الراعية لاتفاق إيقاف إطلاق النار؟”.
ويضيف حناوي لـ (جيرون)، أن عناصر “حزب الله” اللبناني المتمركزة في جبل هابيل، “حاولوا التقدم برًا نحو قرية الحسينية ودير قانون، لكن مقاتلي المعارضة استطاعوا إيقافهم بقوة نارية كبيرة، وجرى ذلك الهجوم، على الرغم من إعلان روسيا وتركيا وقف إطلاق النار في كل أنحاء سورية”، وتابع “ليس حزب الله -وحده- من انتهك وقف إطلاق النار، بل إن الطيران الحربي والمروحي التابع للنظام السوري، لم يتوقف عن قصف قريتي عين الفيجة وبسيمة طوال اليومين الماضيين”.
وكانت وكالة (الأناضول) قد قالت في وقت سابق: إن “مروحيات النظام ألقت في اليوم الأول من تطبيق الاتفاق براميل متفجرة، على قرى وبلدات وادي بردى، غربي ريف دمشق، كما قصفتها قوات ميليشيا حزب الله اللبناني، بالمدافع والصواريخ”.
وحول الأنباء الواردة عن انسحاب عناصر “حزب الله” اللبناني من المنطقة، قال المحامي اللبناني مدير “المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان” المعروفة اختصارًا (لايف)، نبيل الحلبي، لـ (جيرون): إنه “لا صحة لانسحاب أي قطع أو وحدات عسكرية تابعة لتنظيم (حزب الله)، إنه -وفق معلوماتنا- ينتظر القرار الإيراني، ولم ولن يلتزم إلا به”.
وعدّ الحلبي أن “حزب الله” “لن يلتزم بأي اتفاق ليست إيران طرفًا فيه، لذلك؛ حاول منذ مساء الخميس خرق وقف إطلاق النار أكثر من مرة، كما حاول سابقًا خرق هدنة حلب، وتخريب الاتفاق التركي- الروسي حول حلب، واعترض قافلة المدنيين وقتل بعض النازحين وخطف آخرين، قبل أن يأتي الإنذار الروسي”.
وفق الحلبي؛ فإن “روسيا لن تسمح للحزب بالاستمرار بهذا الأسلوب، وستستخدم معه العصا الغليظة”، مشيرًا إلى أن حزب الله حاول “فرض معادلة جديدة، قضت بإجلاء مدنيين من كفريا والفوعة للمناورة، لكنه فشل بعد الإنذار الروسي، ولا أعتقد أن روسيا ستسمح بخرق الهدنة قبل مفاوضات الأستانة، وهي التي لم تتردد في قصف معاقل الميليشيات الشيعية المتشددة الموالية لإيران منذ شهر في نبل والزهراء، بعد أن أقدمت طائرة إيرانية بدون طيار على قصف موقع للجيش التركي ضمن منطقة عمليات درع الفرات”.
لا يتضمن الاتفاق المُبرم بين قوات المعارضة والنظام، برعاية روسيا وتركيا، أي بند مباشر يُشير إلى شمول (حزب الله) والميليشيات التابعة لإيران في اتفاق وقف النار، وفق ما قال قيادي في المعارضة المسلحة لـ(جيرون)، إلا أنه عدّ “التصريحات التركية التي تؤكد ضرورة خروج كل هذه الميليشيات من سورية لم تأت من فراغ”.
وأضاف القيادي في “جيش الإسلام”، قائلًا: “لابد من أن هناك توافقًا روسيًا – تركيًا خاصًا خارج الاتفاق المُعلن، يُشير إلى شيء من هذا القبيل، فروسيا، ومن خلال المفاوضات، شعرت بالقلق من التوسع الإيراني غير المنضبط، والذي لا تستطيع هي نفسها السيطرة عليه إن استمر على المنوال نفسه”.
وكانت مجموعة من الفاعليات المدنية في وادي بردى قد أعلنت، في بيان رسمي، “استهداف المنطقة، بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بأكثر من 35 برميلًا متفجرًا، و10 غارات للطيران الحربي، مع محاولات اقتحام بري من عدة محاور، دون وجود أي خرق من طرق مقاتلي المنطقة الذين اكتفوا بالدفاع”. قبل أن يتوقف القصف ليل أمس بعد ضغوطات روسية على النظام.
[sociallocker] [/sociallocker]