بعد ترفيع ماهر الأسد إلى لواء .. المنحبكجية يهتفون “نريد رؤية القائد الشبح”

3 يناير، 2017

عماد أبو سعيد – ميكروسيريا

يشهد جيش الأسد  ترفيعات روتينية لضباط  جيشه مرتين في مطلع الشهرين الأول والسابع من عام، لكن ترفيعات هذه السنة صاحبتها بروباغندا مُبالغ فيها لأسباب تتعلق بزيادة منسوب الشحن المعنوي لمريدي بشار الأسد وعناصر قواته، خصوصاً أنها جاءت بعد معركة حلب التي سقطت بتفاهم إقليمي – دولي، وأنعشت آمال الأتباع مجدداً بالنصر الساحق الماحق على “الشركاء”، وهي آمال ستبلغ ذروتها بلا شك لتصل إلى حد اليقين إذا ما اقترنت بأسماء لها وقعها مثل ماهر الأسد، وسهيل الحسن، وحافظ مخلوف، لدلالاتها على ثبات خيارات المافيا الحاكمة باسمهم، وأن ست سنوات لم تُغير أو تبدل فيها، إضافة إلى محاولة تسف كل الشائعات التي اقترنت بأشرس العائلة المالكة “ماهر حافظ الأسد”.

لكن بعد “واجب” المباركة للشبيحة والقتلة والمنحبكجية ثمة سؤال عن اللواء ماهر، من باب الاطمئنان على صحة أحد أهم رموز الشركاء في الوطن لا أكثر، وإذا ما تم تقليده الرتبة الجديدة التي عادة ما يحرص “الضباط الأمراء” على أن تكون من الذهب الخالص، على البزة العسكرية أم على البيجامة الرياضية التي وعدونا بأنه سيخلعها منذ أوائل اندلاع الثورة 2011 ، لكن ما حدث أن الرجل ذاته تحول إلى شبح عفريت، وها نحن نسمع بسيادة اللواء الشبح، ولم نكحل أعيننا برؤيته بشحمه ولحمه وقوامه نصف الفارع، منذ أن كان برتبة عميد، باستثناء صورة مع المطربجي  جورج وسوف في 18-6-2014، نشرها في صفحته على فيسبوك، ثم أعاد نشرها المذيع اللبناني “نيشان”، مدعياً أنها التقطت قبل أربعة أيام 14-6، وقبلها  صورة مع الشبيح الإعلامي رفعت علي عيد ، إضافة إلى بعض الصفحات الفيسبوكية التي أطلقها المؤمنون بالقائد الشبح، والتي لا تشبع فضولاً ولا تُطمئن محباً على صحة وسلامة سيادته ولا يمكن التحقق من صحة تواريخها ، يُضاف إليها “فيديو” مُلتبس مزور، تم تصويره عن بعد، ووضعه على يوتيوب 13/8/ 2015، وتداوله بشكل واسع، على أنه للعميد ماهر الأسد مُتفقداً “جورين” بريف حماة، قبل أن تنكشف الحقيقة بأن بطل الفيديو هو “النمر” سهيل الحسن وليس “الأسد” ماهر.

في عصر كاميرا الموبايل واليوتيوب والفيسبوك، وفي زمن أحداث مفصلية في تاريخ عائلة الأسد، يختفي أحد أهم زعمائها وكأنه “فص ملح وذاب” تاركاً جنوده وشبيحته يواجهون القتل بمفردهم تصاحبهم الآمال بظهور المنقذ الذي بات مثل “المهدي المنتظر” سيظهر يوماً يا ولدي.

لم يٌقتل ماهر الأسد في ما يعرف بتفجير خلية الأزمة،  لأن من دبر التفجير بشكل شبه مؤكد هو بشار الأسد وربما بالشراكة مع شقيقه المُغيب “ماهر” بهدف الخلاص من الصهر المرعب آصف شوكت. لكن ثمة شكوك قوية على أن ماهر الأسد أصيب باستهداف موكبه على طريق الصبورة بريف دمشق، ما أدى إلى  بتر ساقيه، أو شلله بحسب شائعات تم تداولها على نطاق واسع.

ورغم تلك الأقاويل والشائعات وحساسيتها بالتزامن مع انتكاسات جيش التعفيش آنذاك إلا أن ماكينة دعاية الأسد، لم تبادر كعادتها إلى نفي وتكذيب تلك الشائعات ، في حين أنها سارعت إلى فعل ذلك في دحض شائعات أخرى طالت شخصيات أقل شأناً بكثير من ماهر الأسد من خلال  إظهارها تلفزيونياً “صوت وصورة”، مثل تكذيب خبر انشقاق “نائب الرئيس” فاروق الشرع، وخبر مغادرة  أسماء الأخرس الأسد للبلاد مع أبنائها. وكذلك نفي شائعة اعتقال وقتل رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، عبر ظهور تلفزيوني غير معتاد خلال استقبال بشار الأسد، خلال استقباله وفداً سياسياً، وغيرهم. مثل وزير عدل بشار “نجم الأحمد”، الذي ظهر على تلفزيون الأسد، لينفي “فوراً”، وعلى الهواء مباشر. ما أشيع عن اختطافه، على يد جيش الإسلام.

لم يكن من الصعب على وسائل إعلام الأسد إراحة الشارع الموالي على وضع “ماهر”ب تصويره مثلاً وهو يتفقد أحد المواقع  أو حضوره عرضاً عسكرياً. أو مناورات حربية لتشكيلات قوات الأسد، جرى بعضها بالفعل وبٌث إعلامياً، أو من خلال  تسريب فيديو لمثل هذه النشاطات أو غيرها والادعاء أنها صورت خلسة في زمن كاميرا الموبايل وما فعلته من عجائب، قلبت الدنيا رأساً على عقب لكنها ظلت بعيد عن “اللواء الشبح ماهر الأسد” منذ عام 2011، ولعل المثير أن الكاميرا ذاتها رصدته وهو يرتكب مجزرة سجن صيدنايا في 5 تموز 2008، وتم تسريب الفيديو رغم ما يشكله من توثيق لارتكابه جريمة ضد الإنسانية والإشراف عليها.

لكن اللافت بالمقابل، أن ماكينة الدعاية الأسدية، حرصت دائماً على التأكيد  النظري لسلامة  “اللواء” ماهر سواء بتدبيج أغاني هابطة من سوية ” نور ونار .. يا ماهر أنت الإعصار”. التي تدعو له بالعمر المديد “ربي بعمرك يزيد وبنصرك تعمر ها لدار”، أو بإعطاء الضوء الأخضر لـ “شارل أيوب” صاحب جريدة الديار، كي يُطلق مخيلته وما يجود فيه الويسكي المضروب من ترهات في فبركة عشرات الأخبار عن “القائد المنتظر ماهر الأسد” منها التبشير بتوليه وزارة الدفاع مثلاً، وأخرها عسكرته على أبواب حلب قبل سقوطها مدعياً قيادته المعارك، وإصراره على أن يكون أول الداخلين المُظفرين إليها، وهو ما لم يحدث طبعاً، ولن يحدث على ما يبدو.

كل ذلك اللغط والأقاويل، لم يستأهل من ماكينة الأسد الإعلامية رداً مباشراً ورسمياً، ما خلا إشارة عابرة “يتيمة” من بشار الأسد، تطرق إليها أوائل شهر تشرين الأول 2013. حيث صرح بأن شقيقه موجود، وعلى رأس عمله، وبصحة جيدة، في حوار مع قناة “هالك” التركية، وهي إشارة لا تنفي إصابته نفياً قاطعاً إذ بإمكانه أن يطلق أوامره بالقتل والتدمير من على كرسي متحرك، أو بالاتكاء على عكازين، وهو بالفعل ما ألمحت إليه مجلة “الجرس” اللبنانية” في الشهر التاسع 2013، لصاحبتها الشبيحة “نضال أحمدية” الشهيرة بقربها من الأجهزة الأمنية لمافيا الأسد، حيث نقلت عن ما وصفته بـ “الشخصية البارزة:، في نظام الأسد تزور لبنان بشكل متقطع ، أكدت أمام أصحاب الثقة لديها، بأن ماهر الأسد لم “يمت”. لكنه تعرض لضربة قاسية في قدميه. وعاد إلى سوريا، بعد رحلة علاج طويلة في موسكو. وأنه لم يعد بكامل قواه. لكنه يُدير العمليات من مكان إقامته الآمن. وهو من يرسم الخرائط العسكرية. كما يُدير بعض العمليات العسكرية الكبرى. لكن من على كرسيه المتحرك، بيد أن المجلة التي لم تستبعد إصابة ماهر الأسد استدركت ” بأن هدف تلك الشخصية “المخابراتية”و “ما تهمس به” ربما يكون  إيقاع الصحفيين بمعلومات كاذبة، ضمن خطة تسويقية دفاعية ذكية، تابعة للمدرسة الإعلامية – الإعلانية، الأشهر في أمريكا، وفق رأيها.

حينذاك، كان ماهر الأسد برتبة “عميد” وجيشه بحكم المهزوم أما اليوم صار سيادة العميد لواءً في جيش يدعي انه انتصر، لكن هذا الترفيع وذاك الانتصار المزعوم لا يكفيان لإسقاط شعار “الشبيحة يريدون رؤية اللواء الشبح” بشحمه ولحمه وبالطول الكامل.

الفيديو المسرب لماهر الأسد يشرف على مجزرة صيدنايا

3 يناير، 2017