حملة غير مسبوقة للتحالف الدولي على فتح الشام.. واستنكار واسع
6 يناير، 2017
نعت جبهة فتح الشام القياديَّ البارزَ في صفوفها “يونس شعيب”، المقلب بأبي الحسن تفتناز، بعد تعرُّض منزله لقصف من طائرات بدون طيار تابعة للتحالف الدولي، بحسب ما أكدته مراكز المراقبة الجوية، كما قضى في القصف ابنُه وقريبه “كمال شعيب”.
وتنقَّل “شعيبٌ” في عمله ضمن صفوف “فتح الشام” بين مهام عديدة، شرعية وعسكرية ورقابية، كان أحدها قائد الجبهة في قاطع حلب، ومندوبًا عنها لدى غرفة عمليات جيش الفتح، وينحدر من بلدة تفتناز بريف إدلب الشمالي.
وشهد الأسبوع الفائت غاراتٍ مكثفةً للتحالف الدولي على مواقعَ تابعةٍ لفتح الشام في محافظة إدلب، حيث استهدفت طائرات بدون طيار مطلعَ الشهر الحالي آلياتٍ عسكرية بالقرب من بلدة سرمدا بريف إدلب، مما أدى لمقتل 5 عناصر على الأقل من الجبهة، بالإضافة إلى القيادي “خطاب القحطاني”، كما نعت الجبهة 25 عنصرًا تابعين لها قبل يومين، في قصف للتحالف الدولي على مقر رئيسي في الشمال السوري يقع بالقرب من بلدة كفردريان.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أفادت في تقرير لها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، أن الرئيس المنتهية ولايتُه “باراك أوباما” أعطى أوامرَ بنشر المزيد من الطائرات بدون طيار من أجل تعقُّب واستهداف قيادات فتح الشام، معللًا هذه الخطوة بمنع الجبهة من شنِّ هجماتٍ في أوروبا.
وجُوبهت حملةُ التحالف الدولي على “فتح الشام” باستنكار واسعٍ في الأوساط الثورية، وعبَّر عنه عددٌ من القيادات والنشطاء في تغريدات لهم على موقع تويتر، وتراوحت آراء المغردين بين رافض لتلك الحملة ومطالبٍ للولايات المتحدة باستهداف الميليشيات المدعومة إيرانيًّا في سوريا.
وقال الناشط الإسلامي السوري “رامي دالاتي” في تغريدة له: “من يفرح لقتل قيادات فتح الشام (على بغيهم) فهو نذل اجتماعيًّا، وساذج سياسيًّا، وخائن وطنيًّا، فهم يخلعون أنيابنا ويتركون أظافرَ النظام وحلفائه الطائفيين”.
واستنكر “أبو عزام الأنصاري” القيادي البارز في أحرار الشام وعضو مجلس الشورى استهداف فتح الشام قائلًا: “على خلاف ميليشيات إيران وروسيا والنظام، فلم تقم فتح الشام بأي عملية -إرهابية- بمفهوم الغرب نفسه، ومع ذلك فالموت لهم والأمن للنظام وأسياده، لن يمنعنا قتل الإخوة في فتح الشام من استمرار العمل الجهادي المشترك معهم، وسورية تتسع لكل أبنائها، ما دام الخلاف بينهم للوصول إلى الحق”.
واعتبر الإعلامي السوري “أحمد موفق زيدان”، مدير مكتب الجزيرة في باكستان، أن استهداف الجبهة هدفه منع اندماج الفصائل معها، حيث قال: “فيتو أمريكي بتزويد الثوار بمضادات طيران كلَّفنا قتل وجرح وتشريد الملايين، واليوم فيتو أمريكي على أي اندماج مع فتح الشام، وإلا فالقتل مصيركم”.
وتوعَّد الناطق باسم “فتح الشام” حسام الشافعي بإكمال الدرب، رغم عمليات الاستهداف المتكررة، مشيدًا في الوقت ذاته بالقيادي الراحل “أبو الحسن تفتناز”، واصفًا إياه بـ”الباذل في سبيل الله، والجاد في السعي لإقامة دينه”.
يذكر أن “فتح الشام” فقدت خلال الأشهر القليلة الماضية عددًا من رموزها الشرعيين والعسكريين، جرَّاء عمليات التحالف الدولي الجوية ضدها، وأبرزهم القائد العسكري “أبو عمر سراقب”، والوجه الشرعي المعروف “أحمد سلامة مبروك”، و”أبو الأفغان المصري”.