وسيم درويش: المصدر

شيّع حشد من الموالين، وعناصر الدفاع الوطني (الشبيحة)، ظهر اليوم الجمعة، الفنان السوري “رفيق سبيعي” الذي وفاته المنية مساء أمس الخميس، بعد صراعٍ مع المرض.

وتناقلت صفحات موالية، صوراً لجثمان الفنان “سبيعي” ملفوفاً بعلم الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأعلام النظام، محاطاً بعناصر يرتدون الزي العسكري، أمام جامع الأكرم بدمشق.

وفور انتشار خبر وفاة “سبيعي” تناقل قياديون في الحزب القومي صورةً له تجمعه مع قياديٍّ في الحزب الذي تقاتل ميليشياته بجانب قوات النظام.

وسبق للحزب ذاته منح “سبيعي” وسام “الصداقة” قبل نحو عامين، في حفلٍ أقيم في مقر الحزب بدمشق، أو ما تسميها أدبيات الحزب “منفذية دمشق”، لتكريم “أبو صياح”.

وقال الفنان الراحل إن علاقته مع هذا الحزب السوري القومي قديمةٌ جداً، منذ كان في الثالثة عشر من عمره، مبدياً إعجابه بسياسيات الحزب وشخصية قياداته وخاصة زعيمه الراحل “أنطون سعادة”، القائد المؤسس.

ويُعرفُ عن الفنان “سبيعي” الذي يلقّب بـ “أبو صياح” أو “فنان الشعب” موقفه المؤيد للنظام في سوريا، ورأس الهرم بشار الأسد، بخلاف ابنه الفنان “عامر سبيعي” الذي انحاز للثورة منذ انطلاقتها، وبقي في صفها حتى توفّي العام الماضي في مصر.

وتلقّى السوريون الخبر، بين معزٍّ بالوفاة، وبين متحدّثٍ عن موقفه ضد الثورة، وتأييده للنظام، وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بفيديو يظهر فيه الفنان سبيعي، وهو يغني لبشار الأسد مرتدياً الزي العسكري.

ساهم رفيق سبيعي بتأسيس عدّة فرقٍ مسرحية بعيد استقلال سوريا عام 1946، وشارك في عروضٍ شهيرة للمسرح القومي، وكان من أول الوجوه التي ظهرت على التلفزيون السوري منذ تأسيسه مطلع ستينيات القرن الماضي حينما رآه مؤسسه، صباح قبّاني، على أحد مسارح دمشق بشخصية “أبو صياح”، واستدعاه ليبدأ المسيرة التلفزيونية مع “نهاد قلعي ودريد لحّام”.

واستمرت مسيرة سبيعي مع الدراما التلفزيونية، لسنواتٍ طويلة، قدّم خلالها عشرات الأدوار، كان آخرها مشاركته بمسلسل “حرائر” عام 2015، للمخرج باسل الخطيب، ولطالما حاول “سبيعي تقديم أدوارٍ يؤكد فيها حضوره كممثل بعيداً عن صورة “أبو صيّاح”، ويظهر ذلك عبر تقديمه لشخصية “طوطح” اليهودي في مسلسل “طالع الفضّة” عام 2011، من إخراج ابنه سيف الدين سبيعي.

قدّم “رفيق سبيعي”، سينمائياً ما يزيد على 50 فيلماً، أحدثها “سوريّون.. أهل الشمس” في عام 2015، للمخرج باسل الخطيب، ومن أبرز مشاركاته السينمائية، دوريه في فيلمي السيدة فيروز الشهيرين “سفربلك” و”بنت الحارس”.

أما إذاعياً، فكان سبيعي أحد أبرز الأصوات الحاضرة في مسلسلات إذاعة دمشق، وبرامجها، ومن البرامج “حكواتي الفن”، الذي روى فيه لأكثر من عقد بعضاً من أسرار الفن السوري والعربي وكواليسه وذكرياته.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]