لم يعد حكراً على الموالين… (التعفيش) يطال المؤسسات الخدميّة في ريف إدلب
6 يناير، 2017
شاهين الأحمد: المصدر
ترزح معظم المؤسسات الخدميّة في حالة موت سريريّ في المناطق التي خرجت عن سيطرة نظام بشار الأسد في إدلب وريفها بعد تكرر استهدافها من قبل الطيران الحربي متسبباً بتوقّفها عن العمل. الأمر الذي أفسح المجال لانتشار سرقة بعض الآليات والمعدّات من العديد مع المؤسسات الخدمية.
وكان انقطاع التّيار الكهربائي عن بعض المناطق في بداية العامين 2014 و2015 دافعاً لبعض اللصوص لقطع كابلات الكهرباء وخاصة خطوط التّوتّر الكهربائيّة الرئيسة من النوع ( 400 فولط و 250 فولط) وبيعها بحجّة تأمين ذخيرة وسلاح.
وكانت معظم الكابلات التي تم قطعها من محطّة زيزون الحراريّة، بعد قطع التغذية عن العديد من المناطق في ريف ادلب وريف حماة، وكان يستخرج منها مادة الألمنيوم ويتم صهرها في معامل صغيرة خاصّة، ومن ثم يتم بيعها على شكل سبائك.
وبعد خروج محطّة القطار في زيزون عن الخدمة، ومع تعرّض المحطّة الحرارية لغارات طيران الرّوس وطيران النظام والقذائف الصاروخية، خرجت المحطّة عن الخدمة، وتم سرقة العديد من المحولات ذات الاستطاعة الكبيرة، والكثير من المعدّات.
وكما توقّفت محطّة القطار في زيزون وتوقفت حركة القطار الذي كان يغذّي المحطة الحرارية بمادة الفيول، وكان هذا أيضاً دافعاً لبعض العناصر من فصائل ثورية لفكّ سكّة الحديد وقطع أجزاء كبيرة منها قرب مدينة محمبل في الريف الغربي لإدلب.
وتنتشر في ريف ادلب، أماكن لبيع وشراء الخردوات، ويتم فيها شراء المواد المعدنية، وبعض الأثاث المنزلي المعدني القديم من الأبواب والنوافذ المعدنية وخزانات المياه المعدنية، والتي تعرضت للقصف. كما انتشرت مصانع صغيرة تقوم بصهر المواد المعدنية ضمن سبائك خاصة، حيث يتم ضغط الحديد المستعمل، ضمن قوالب خاصّة ومن ثم يتم بيعها.
وفي حديث لـ “المصدر” قال قاضٍ في محكمة ثورية، فضل أن نعرف عنه بالرمز (م . ص): “تم توقيف العديد من العناصر بتهمة قطع كابلات كهربائية وبتهمة سرقة محتويات مؤسسات الدّولة الخدمية مع بداية سيطرة الثوار على مدينة ادلب، والعديد منهم حتى هذه اللّحظة في السجون”.
ورداً على سؤالٍ حول الجهة التي تقف وراء تفكيك سكة القطار في الريف الغربي لإدلب قال “ليس لدينا علم عن تفكيك سكة القطار، وهذا يعتبر تعدٍّ على المؤسسات الخدميّة، ولا نقبل به، ويتم توقيف أي شخص يقوم بذلك”.
وتظهر صّورٌ حصلت عليها “المصدر” أماكن تفكيك سكة الحديد قرب مدينة محمبل في الريف الغربي لإدلب، وكذلك مكان لشراء الخردوات المعدنية في ريف ادلب، الأمر الذي يعتبره معظم الأهالي هناك تعفيشاً لا يختلف بشيء عن تعفيش ميليشيات النظام للمناطق التي تستبيحها.
ويعتبر أهالي إدلب أنها ظاهرة جديدة انتشرت مع أواسط الثورة في سوريا، لتشارك بذلك فيها المناطق الموالية لنظام بشار الأسد، وهي السرقة العلنية من بعض ضعاف النّفوس، ويقوم فيها عناصر مسلّحة انضمت فقط من أجل التغطية على نفسها.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]