‘رحلة الدمشقيين إلى الشمال: مخاطر الشبيحة ودورات استتابة و(كوكتيل) من مناطق السيطرة’
18 يناير، 2017
محمد كساح: المصدر
قبل خروج باصات التهجير ناقلة مئات المقاتلين من خان الشيح بريف دمشق إلى محافظة إدلب في الثامن والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، خاطر عشرات الشبان بحياتهم فارين من الحصار والموت إلى الشمال السوري.
كانت الوجهة لدى البعض تركيا بينما آثر آخرون الاستقرار في إدلب أو الريف الشمالي الحلبي.
ومع أن هذه العملية جرت قبل أسابيع قليلة من تهجير مقاتلي تجمع خان الشيح إلا أن العديد من هؤلاء الشبان لم يصل بعد إلى مناطق الشمال، الوجهة الأخيرة قبل تركيا.
وحاول ” المصدر ” الحصول على معلومات حول الموضوع عن طريق شهادات أدلى بها أشخاص تمكنوا من الوصل لريف حلب وإدلب إضافة لأقارب شبان ما يزالون عالقون في مناطق سيطرة تنظيم “داعش” شرقي البلاد.
كوكتيل السيطرة
يقول الشاب العشريني “أسعد”، وهو من سكان الكسوة وخرج مع شبان من منطقته باتجاه الشمال إن الطريق – الذي قطعوه – طويل وخطر و يمر بمناطق متنوعة تقع تحت سيطرة جهات عديدة.
ويضيف في حديث لـ “المصدر” أن الطريق يمر بمناطق تقع تحت سيطرة المعارضة في اللجاة بدرعا وصولا إلى مناطق سيطرة النظام في السويداء والقلمون وحتى بادية حمص التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”. وتأتي المرحلة الأخيرة في الخروج من سيطرة التنظيم لتكون الوجهة مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة كتائب الثوار.
وتابع أسعد متحدثا من محافظة إدلب “أنا مررت بجميع هذه المناطق و تمكنت من المجيء إلى إدلب من إعزاز مرورا بعفرين الواقعة تحت سيطرة ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، و ربما أستقر الآن في إدلب”.
مخاطر كبيرة
لا يتجاوز عمر حسان (اسم مستعار) عقدين من الزمن، وقد أتى من خان الشيح مستخدما نفس الطريق الذي تحدث عنه “أسعد”. وقال “حسان” الذي استقر أيضا في إدلب إن الطريق من ريف دمشق وحتى بادية حمص استغرق عدة أيام “تأخرنا عند وصولنا إلى مناطق تنظيم الدولة الذي يمتلك جهازا أمنيا ذا خبرة عالية، لقد استجوبونا لمعرفة ما إذا كنا قد شاركنا في القتال ضدهم”.
وأوضح “حسان” الذي وصل إلى إدلب منذ عشرة أيام تقريبا إنه وغيره من الشبّان تعرضوا للاستجواب من قبل محققين ينتمون لتنظيم الدولة و حين تأكّد من عدم انضمامهم لفصيل محارب للتنظيم خضعوا لدورة شرعية – تدعى دورة استتابة – قرابة شهر واحد ثم أعطوهم ورقة تسمح لهم بالمرور من حواجز التنظيم.
وقال إن المحقق تمكن من فحص هاتفه النقال واسترجاع الملفات التي اعتنى أسعد بحذفها قبل رحلته الطويلة، مضيفاً “كان في الهاتف صور لمقاتلين من الجيش الحر لذلك خضعت للاستجواب ثم دورة الاستتابة”.
ونفى كل من “أسعد” و “حسان” أن يكون عناصر التنظيم عاملوهم بأي قسوة في حين أكد كلاهما بشكل منفصل مدى العناية في الطعام و الخدمات و المعاملة الحسنة التي قوبلوا بها.
ولم نتمكن من الحصول على معلومات حول مصير من ثبتت مشاركته في القتال ضد التنظيم من هؤلاء الشبان لكن “أسعد” أشار إلى قيام عناصر التنظيم بإعدام شخصين كانا في نفس القافلة – يعتقد أسعد انهما من درعا و لم يشاهد عملية الإعدام لكنه سمع عنها من رفاقه.
مصير مجهول
يتحدث “جواد” القادم من ريف دمشق أيضاً إلى محافظة إدلب عن قريبه الذي انطلق منذ شهرين في نفس الرحلة ولم يصل حتى اللحظة. و يقول خلال لقاء مع ” المصدر ” إن قريبه “مروان” ما يزال في مناطق سيطرة تنظيم داعش، ورصدت “المصدر” معلومات عن عدة شبان خرجوا في نفس القافلة ولم يصلوا بعد ومنهم مروان.
ويضيف “جواد”: تمكنت من التواصل مع مروان عبر الإنترنت، وأخبرني أنه ربما يخرج من البوكمال في وقت قريب، حيث يخضع لدورة شرعية وبعدها سيعطى ورقة تسمح له بالمرور بأمان”.
وتسير قافلة المسافرين من ريف دمشق بصحبة أحد المهربين لقاء مبالغ معينة يتقاضاها المهرب.
و دفع مروان – وفقا لقريبه جواد – مبلغاً يتجاوز 200 دولار أمريكي، ويقول كل من أسعد و حسان إنهما دفعا مبلغا مماثلاً
[/sociallocker]