‘واشنطن بوست: الميليشيات الكردية تنشر فكر أوجلان بين عرب سورية’
1 فبراير، 2017
جيرون
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تحقيقًا مطولًا عن ممارسات المليشيات الكردية في شمالي سورية، وما أسمته استخدام المساعدات الأميركية لنشر إيديولوجيا أوجلان بين المقاتلين العرب.
أكدّ تحقيق الصحيفة -ترجمه موقع “الرقة بوست” الإثنين- ومن خلال شهادات حيّة من داخل مراكز تدريب المقاتلين العرب في صفوف ميليشيا ما يسمى “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة أميركيًا، لقتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة الرقة، أنه يجري دفع المقاتلين العرب إلى تعلم واعتناق أيديولوجيا عبد الله أوجلان، المُستمدة من الفكر الماركسي الذي يختلف مع السياسة الأميركية، وعلى الرغم من أن تركيا وأميركا تُصنّفان أوجلان زعيمًا لمنظمة إرهابية، إلا أن ذلك لم يَحل دون أن تبني المليشيات الكردية علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية، ما ساعدها في الاستيلاء على مناطق كانت خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ترى الصحيفة أن تقدم المليشيات الكردية في مناطق مأهولة بأغلبية عربية ساحقة، يُهدّد بإثارة عداوات عرقية، قد تستمر طويلًا، كما أن هذا الدعم الأميركي يثير حفيظة تركيا، التي طالبت من الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب وقف دعم المليشيات الكردية، وتحاول واشنطن التخفيف من حدّة هذه المخاوف، لكن الصحيفة نقلت عن قادة عسكريين أميركيين قولهم: إن المجندين العرب يتلقون دروسًا في النظرية السياسية الكردية، قبل التدريب العسكري الأميركي، كما أن المليشيات الكردية تبسط هيمنتها على هذه القوات، وهي من توجه وتدير القتال على خطوط الجبهات، ما يجعلها أكبر المستفيدين من تلك المساعدات.
وفي هذا الصدد، قال الصحافي السوري محمد أمين، ابن محافظة الرقة، عن تحقيق “واشنطن بوست” لـ (جيرون): “لا يُفاجئ ما ورد في الصحيفة الأميركية المتابعين للمشهد السوري، ولكنه دليل آخر، يُضاف الى سلسلة قرائن وأدلة تؤكد الدور الخطِر الذي تلعبه (وحدات حماية الشعب) الذراع العسكرية لـ (حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي، وخاصة في شمالي، وشمالي شرقي سورية، لجهة تغيير هوية المنطقة التي يشكّل العرب أغلبيتها الساحقة، مستغلة أوضاعًا إقليمية ودولية، وحالة الفوضى واختلاط الاوراق في سورية؛ بفعل الحرب على السوريين التي باتت هذه الوحدات أحد أذرعها”.
وأضاف: “ما أوردته الصحيفة يُدّلل على أن الحزب المذكور لم يعد يخفي أجندته التي تسعى إلى إقامة كيان كردي انفصالي في شمالي، وشمالي شرقي سورية، وهو ما ترفضه تركيا وتحاول تقويضه، ولكن اللافت هو التغاضي الأميركي المُتعمد عن ممارسات هذه الميليشيات، المتهمة من (منظمة العفو الدولية) بارتكاب عمليات تهجير ممنهج، وارتكاب مجازر بحق العرب والتركمان في مناطق واسعة من شمالي سورية، بذريعة محاربة الإرهاب التي باتت ذريعة سهلة للقتل والتهجير للنظام وحلفائه، ومنهم الميليشيا الكردية التي هجّرت آلاف العرب، والتركمان، والكرد في سبيل ترسيخ كيان قائم على أفكار اوجلان، وهو ما يُعدّ نسفًا للحدود بين دول المنطقة؛ ما يُهدّد بحروب مدمرة طويلة الأمد، أكبر الخاسرين فيها هم الأكراد في سورية، والعراق، وتركيا، وإيران الذين يرفضون ممارسات وأوهام هذا الحزب الذي يتبنى سياسة اقصائية لكل خصومه. إن ممارسات هذا الحزب تُفخّخ العلاقة التاريخية الراسخة بين العرب والأكراد، وتؤسس لنزاعات -ربما- تؤدي إلى احتراب دموي يدخل المنطقة كلها في نفق مظلم، نحتاج إلى عقود للخروج منه”.
وتطرق تحقيق “الواشنطن بوست” لرأي المدربين الأكراد في تطبيق رؤية أوجلان، في عالم بلا حدود، داخل سورية وخارجها، وانتشار صور أوجلان في الساحات العامة بالطريقة ذاتها التي تنتشر فيها صور الأسد في مناطق سيطرة النظام، كما جرى التطرق إلى سيطرة القادة العسكريين المجلوبين من جبل قنديل الذين يقاتلون في صفوف ميليشيا “حزب العمال الكردستاني” على إدارة الشؤون المدنية في المناطق ذات الأغلبية العربية، إضافة إلى استهداف الميليشيات الكردية للأشخاص المؤيدين للمعارضة السورية، وللأحزاب الكردية المعارضة لهم، وكيف يجري إعداد المقاتلين العرب؛ من أجل قتال مقاتلي المعارضة السورية، وهو ما تعده الصحيفة تناقضًا مع توجهات الولايات المتحدة التي تدعم عددًا من فصائل المعارضة المعتدلة في سورية.
من جهته يؤيد الصحافي عبد العزيز الخليفة، من محافظة الحسكة، ما جاء في تحقيق الصحيفة، وقال في حديث لـ (جيرون): إنه من “المؤكد أن (حزب الاتحاد الديمقراطي) يعمل على نشر ثقافة (حزب العمال الكردستاني) في سورية، مستغلًا الدعم المادي والعسكري، فصور عبد الله أوجلان تنتشر في جميع مناطق سيطرته، إضافة إلى استبدال المنهاج التربوي في المدارس، في محاولة لنشر مبادئ الحزب، وثقافته الشيوعية الشمولية، أما بالنسبة للمكون العربي فيجري إرضاخه بالقوة، فأي قرية ترفض الإذعان، تهددها الميليشيات الكردية بقصف طيران التحالف الدولي، كما أن أي عربي ينشق عن ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية”، يُعرّض جميع أفراد عائلته إلى الخطر، وفي كثير من الحالات يُهدم منزل المنشق، كما يُجبر الناس على الخروج بمسيرات تنادي بمشروعات الحزب، ومهاجمة الجيش الحر على وجه التحديد، وتعدّ تهمة الانتماء إلى الجيش الحر أخطر من الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.
يُذكر أن الميليشيات الكردية، وبمساعدة طيران التحالف الدولي، سيطرت خلال العامين الماضيين، على مناطق عربية شاسعة في أرياف محافظات حلب والرقة والحسكة، وهي تعمل -بالتعاون مع طيران التحالف الدولي- السيطرة على محافظة الرقة ذات الغالبية العربية الساحقة، من خلال عملية أطلقت عليها ما يسمى (غضب الفرات).
[sociallocker] [/sociallocker]