غيث الخالد: المصدر

في حادثة فريدة من نوعها، تعرّض محافظ حماة الجديد “محمد الحزوري” للإهانة بالإضافة لكيل من الشتائم والتهديد من قبل ميليشيات النظام (الشبيحة) في بلدة قمحانة شمال حماة، وذلك لدى خروجه قبل أيام لمداهمة أحد المستودعات داخل البلدة التي تسيطر عليها قوات النظام وميليشياته الموالية.

وقال مصدر مقرب من ميليشيات قوات النظام في البلدة (فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) لـ”المصدر” إن محافظ حماة محمد الحزوري الذي استلم مهامه مؤخراً توجّه إلى بلدة قمحانة على رأس قوة أمنية بعد توارد معلومات مؤكدة عن وجود مستودعات غير نظاميّة لمواد غذائية مـهـربـة في البلدة.

وأضاف المصدر أن المحافظ أشرف بنفسه على عملية المداهمة، وعند وصوله إلى قمحانة ودخوله إلى أحد تلك المستودعات الكائن شرق البلدة بالقرب من جبل زين العابدين قام عناصر “الشبيحة” بمحاصرة البناء غير آبهين بوجود أعلى سلطة أمنية في المحافظة.

وتابع المصدر الذي تحدث من داخل البلدة، أن عناصر الميليشيات انتدبوا المدعو حيدر النعسان (أحد أكبر مسؤولي النظام في مطار حماة) وذلك للتفاوض على خروج المحافظ سالماً وطيّ ملف المستودعات، وعزوا إصرارهم ذلك بوجود عشرات المستودعات المشابهة في مناطق الساحل ولا أحد يجرؤ على الحديث عنها لمجرد الحديث.

وأشار إلى أنه بعد مفاوضات استمرت لمدة تخللها كيل الشتائم للمحافظ والتهديد بالتصفية لو أصر على موقفه من مستودعات المواد المهربة لينتهي الأمر بعودة المحافظ إلى مدينة حماة “خائباً ذليلاً صفر اليدين”، على حدّ تعبير المصدر.

ويشار إلى أن محافظ حماة محمد الحزوري من مواليد قرية “أبو طلطل” التابعة لمنطقة الباب في ريف حلب، وانتخب عضوا في مجلس الشعب في الدور التشريعي الثاني عام 2016، وعمل مديرا لصحة حلب قبل أن يعين محافظاً لحماة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي خلفاً لغسان خلف.

وتقع بلدة قمحانة في ريف حماه الشمالي ويسيطر عليها “شبيحة” النظام وتتقاسم السيطرة على البلدة كل من قوات الدفاع الوطني وقوات الأمن الجوي وكتائب حزب البعث وقوات الأمن العسكري وكتائب الفدائيين وكتائب تابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي ومجموعات أخرى، وسيطرت عليها القوات الموالية للنظام الرديفة في بدايات عام 2012 بعد اقتحام الجيش للبلدة واعتقال عدد من المعارضين له وتشريد عدد كبير منهم.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]