معابر ومحاولات اقتحام… السيناريو الروسي في تهجير حلب يبدأ في غوطة دمشق

4 فبراير، 2017

حذيفة العبد: المصدر

في تكرارٍ لتجربة حلب، والحملة الإعلامية التي بدأتها روسيا وقوات النظام في المدينة من حيث فتح معابر آمنة من الأحياء المحاصرة باتجاه مناطق سيطرة النظام، والتي انتهت باتفاق تهجير حلب قبل شهرين؛ أعلنت سلطات النظام في دمشق أمس الجمعة (3 شباط/فبراير) عن فتح معبرٍ مماثلٍ يربط العاصمة دمشق بغوطتها الشرقية، مدعيةً سماحها لأهالي الغوطة بالعبور نحو العاصمة، تزامناً مع هجمةٍ للنظام على مواقع كتائب الثوار هناك.

في هذا السياق، أوردت شبكة “دمشق الآن” المقربة من أجهزة النظام الأمنية أن مركز المصالحة الروسيّ حدّد مخيم الوافدين المجاور لمدينة دوما، معبراً لخروج المواطنين، مدعيةً أن الأهالي يستطيعون “دفع النقود” الخروج “بشكل سهل بعد إجراءات التفتيش الروتينية”، كما يمكن لـ “المسلحين ممن يرغب بتسليم أسلحتهم” الخروج من هذا المعبر.

وأشارت إلى أن هذا المعبر يعمل لمدة ستّ ساعات ولمدة أحد عشر يوماً فقط، بدأت أمس الجمعة، وتنتهي يوم الاثنين المصادف للثالث عشر من الشهر الجاري.

ونوّه مركز المصالحة إلى أن “الوضع في الغوطة الشرقية أصبح صعباً للغاية على المدنيين، الأهالي في الغوطة الشرقية يرغبون بإنهاء الوضع الذي يعيشونه وإتمام المصالحة مع سلطات النظام”، وتجاهل إعلان المركز الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام على غوطة دمشق منذ أكثر من ثلاثة أعوام، مدعياً أن من أسماهم “قادة المجموعات المسلحة” في الغوطة الشرقية يلجئون إلى “إخافة المواطنين من كبار السن والنساء والأطفال لمنعهم من إتمام المصالحة”.

وادّعى الإعلان أيضاً أن “القادة” الذين يمنعون الأهالي من الخروج ينتمون إلى “جبهة النصرة”، تبريراً للهجوم على غوطة دمشق، بينما كان إعلام النظام ذاته ينسب في وقتٍ سابقٍ أي تجاوز يحدث في غوطة دمشق إلى “جيش الإسلام”، بينما يشير أهالي الغوطة الشرقية إلى أن القوة العسكرية الأولى هناك هي لـ “جيش الإسلام”، وبالدرجة الثانية هي لـ “فيلق الرحمن”، وبعدهما تأتي حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام المنضوية مؤخراً في هيئة “تحرير الشام”.

“محلٌّ للسخرية”

وفي أولى الردود على المعابر (الآمنة)، أصدرت تنسيقية مدينة دوما في الغوطة الشرقية بياناً أكدت فيه أن وعود نظام “بشار الأسد” للأهالي بالأمان والتسوية والعودة لحضن الوطن، أصبح محلاً للسخرية لدى الجميع، “فقد عرفوا بنكث العهود وخرق المواثيق”، على حدّ تعبير البيان.

وشدد البيان على رفض التهجير القسري المماثل لما جرى في داريا وغيرها، في حين يختلف الأمر في الغوطة الشرقية، فرغم الحصار المتواصل منذ سنوات، ما تزال المعارك مستمرة على معظم جبهات الغوطة منذ نحو 200 يوم جرت خلالها الكثير من محاولات الاقتحام الفاشلة.

كما أكد البيان أن أهالي الغوطة الشرقية، “الذين تحملوا الويلات بسبب القصف والحصار” لن يقبلوا بالخروج من مدنهم، و”لن ينسوا دماء الشهداء التي بُذلت في سبيل إبقاء المجرمين خارج أرضهم، خصوصاً بعد رؤية التجارب الفاشلة التي شهدتها كثير من المناطق بريف دمشق”.

محاولات اقتحام

وإمعاناً في الضغط على الأهالي في غوطة دمشق للخروج منها كما جرى في حلب، شهدت جبهات متعددة في الغوطة الشرقية محاولات اقتحامٍ لقوات النظام، مجددةً اليوم السبت، استهدافها لمدن وبلدات المنطقة في إطار الحملة العسكرية التي تشنها.

وأشار ناشطو “تنسيقية دوما” إلى استهداف الأحياء السكنية في مدينة حرستا بالمدفعية الثقيلة، رافقها قصف استهدف الأحياء السكنية في مدينة زملكا وبلدة عين ترما، أسفر عن أضرار مادية، فيما تعرضت بلدة حوش الضواهرة لقصف بصواريخ أرض-أرض.

ودارت اشتباكات وصفت بـ “العنيفة” بين الثوار وقوات النظام في محاولة النظام التقدم باتجاه بلدة حزرما من جهة كتيبة الصواريخ، رافقها قصف ثقيل من قوات النظام استهدف منازل المدنيين هناك.

كما أعلن جيش الإسلام عن تصدي مقاتليه لمحاولة اقتحام على جبهتي حوش نصري وحوش الضواهرة بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف، مؤكداً عطب دبّابة لقوات النظام على الجبهة الأولى.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]