دعوات في درعا لإطلاق حملات توعية بمخاطر الألغام
6 فبراير، 2017
طارق أمين
يترصد الموت المجاني حياة كثيرين في ريف درعا الغربي، بسبب الألغام التي زرعتها قوات النظام عندما كانت تسيطر على المنطقة قبل نحو عامين ونصف؛ ما دفع الناشطين من أبناء المنطقة إلى توجيه دعوات لإطلاق حملات توعية في صفوف المدنيين، بهدف الحدّ من احتمالات الإصابة، إلى حين توفر الأدوات اللازمة لنزعها.
فقدت فاطمة، من مدينة نوى، ساقها نتيجة انفجار لغم أرضي، في أثناء عبورها إحدى الطرق الزراعية القريبة من المدينة، وهي اليوم بساق واحدة، وتدعو الجميع إلى نزع الألغام من محيط نوى حتى لا يتعرض شخص آخر إلى ما تعرضت له. تختزل قصة فاطمة مآسي كثيرين من ضحايا الالغام، ممن فقدوا حياتهم أو عادوا إلى أهلهم مبتوري الأطراف.
يُقدّر بعض العسكريين في الجبهة الجنوبية، عدد الألغام التي زرعتها قوات النظام في محيط مدينة نوى بنحو عشرة آلاف لغم، زرعتها في أثناء حصارها المدينة قبل عامين، ولم يجري نزعها كاملةً حتى اليوم، على الرغم من مساعي الجيش الحر بأدوات بسيطة لتفكيكها.
تفتقر سرايا الهندسة التابعة للجيش الحر، إلى الأدوات اللازمة لتفكيك وإزالة الألغام، ولذلك؛ لا تجد مناصًا من استخدام أدوات بدائية جدًا، وأشار الناشط مفيد الحمد، من بلدة نوى، إلى أن أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه العاملين في نزع الألغام تتمثل في “اتساع رقعة الأراضي الخارجة عن سيطرة النظام والمزروعة بالألغام في محافظة درعا، فعرض المنطقة المزروعة بالألغام في محيط نوى، يبلغ نحو 13 كيلومتر عرضًا بطول 5 كيلو مترات”.
وقال أبو فالح، من منطقة زيزون في ريف درعا الغربي، بأن المنطقة “شهدت انفجار عديدة لجرارات زراعية، خلال عمليات حراثة الأرض، وخلّفت قتلى وجرحى”، مشيرًا إلى أن “بعض المزارعين توقفوا منذ عامين تقريبًا عن زراعة أراضيهم وجني محصول الزيتون؛ لخوفهم من انفجار الألغام”.
من جهة ثانية يشير الممرض ضياء العبد لله، إلى أن عدد ضحايا الألغام المسجلين بمحافظة درعا، بلغ نحو 250 شخصًا خلال النصف الثاني من عام 2016 وحده”، وأكدّ “افتقار المنطقة إلى المراكز الطبية التي يمكنها تقديم المساعدة والدعم الطبي للحالات المتضررة”.
يرى ناشطون من درعا، أن ارتفاع عدد ضحايا انفجارات الألغام، يجعل من تشكيل مجموعات هندسية محلية، تُحدد أماكن زراعة الألغام ضرورة مُلحّة، إذ يجب أن تجري عمليات مسح تقني، تترافق مع وضع خرائط للمناطق التي يُعتزم تنظيفها من الألغام، ووضع علامات لتحديد المناطق غير المأمونة، وتوثيق المناطق التي جرى تطهيرها، وطبعًا لن يُنجَز ذلك مالم تتوفر الأدوات اللازمة. ويرى الناشطون أهمية أن يترافق ذلك مع إطلاق حملات توعية من مخاطر الألغام، تركز على تعليم التصرفات الآمنة للتعامل مع الأجسام الخطِرة.
[sociallocker] [/sociallocker]