قوات النظام تفك الحصار عن (الرحيبة) في القلمون الشرقي
7 فبراير، 2017
محمد كساح: المصدر
فتحت قوات النظام معابر بلدة الرحيبة إحدى بلدات القلمون الشرقي بريف دمشق، بعد إغلاقٍ استمر خمسة عشر يوما، ودخلت البضائع والمواد الغذائية، لكن لا يزال هناك شح كبير في مواد التدفئة والأغذية، بسبب منع النظام لدخولها.
وقال “أبو زيد الرحيباني” مدير تنسيقية الرحيبة، والإعلامي في المجلس الثوري للبلدة، إن الوضع لايزال غير مستقر في الوقت الراهن، متوقعا خلال حديث لـ “المصدر” أن يتم إغلاق المعابر في أي وقت.
وتقع الرحيبة على بعد 50 كم شمال شرق العاصمة دمشق، في منطقة القلمون الذي يتبع لمحافظة ريف دمشق، وتتاخم عدة بلدات ومدن مثل القطيفة والمعضمية والضمير وجيرود وجبل القلمون.
وتحدث “أبو زيد” عن الأسعار المرتفعة لمواد التدفئة بسبب منع دخولها للبلدة من قبل النظام، موضحا أن سعر كيلو الحطب بلغ 110 ليرات سورية، ولتر المازوت 500 ليرة.
عدا عن مواد التدفئة، ارتفعت أسعار العديد من السلع الغذائية الضرورية، حيث يباع الطحين بمبلغ يتراوح بين 500 إلى 600 ليرة للكيلو الواحد، بينما تجاوز شعر كيلو الرز 300 ليرة، والسكر 400 ليرة للكيلو الواحد.
خلية أمنية
وعزت مصادر من داخل البلدة سبب فرض الحصار على البلدة في اعتقال خلية أمنية تابعة للنظام، تراوح عددها حوالي 40 شخصا.
وقال “أبو أحمد الرحيباني”، وهو ناشط إعلامي يدير صفحة “الرحيبة نبض الشارع”، إن من بين المعتقلين 4 من أبناء المنطقة الشرقية، كانوا يقاتلون تحت قيادة “أبو برزان السلطاني” قائد أسود الشرقية التابعة لقوات النظام.
وأضاف “أبو أحمد” لـ “المصدر”: “بعد اعتقال الخلية على يد جيش الإسلام – الفصيل الرئيسي في المنطقة – بدأ الحصار عن طريق إغلاق الحواجز والسماح للطلاب والموظفين فقط بالمغادرة والدخول “، وتابع قائلاً “تم منع دخول جميع المواد الغذائية والمحروقات إلى المدينة”.
وأشار إلى رفع الحصار منذ يومين عندما سلم جيش الإسلام المعتقلين الأربعة لأسود الشرقية التي سلمتهم بدورها للنظام.
خط الغاز
على الرغم من محاولاته المستمرة في الضغط على أهالي وثوار الرحيبة عبر إغلاق الطرقات ومنع دخول أو خروج أي إنسان، إلا أن النظام لم يتمكن من الحصول على ما يريد لتهديد فصائل الثورة بقطع خط الغاز المار من المنطقة، إضافة لكون “جيش الإسلام” وهو الفصيل الرئيسي في البلدة في حالة حرب مع تنظيم “داعش” المتاخم للمنطقة.
وقال “أبو زيد” مدير تنسيقية الرحيبة، إن النظام يريد الضغط على فصائل الحر لإطلاق سراح خلايا درع القلمون ودرع العاصمة التي تم القبض عليها داخل المدينة، والتي كانت تعمل على إدخال النظام للرحيبة.
من جانبه أشار “أبو أحمد” إلى قيام النظام باعتقال اثنتين من نساء البلدة، ما حدا بجيش الإسلام إلى إغلاق خط الغاز، الأمر الذي “اضطر النظام لإخراج النسوة وتم فتح صمام خط الغاز وعادت محطاته للعمل”.
وعزا “أبو أحمد” حاجة الناس لغاز المحطة المذكورة إلى قلة الفيول عند النظام بسبب سيطرة تنظيم “داعش” على الحقول في المنطقة الوسطى.
ووفقاً للمعلومات التي أدلى بها “أبو أحمد”. يقع خط الغاز في منطقة تسمى ملاحة جيرود المحاذية لمنطقة البترا، ويستخرج من آبار في المنطقة الشرقية إلى عقدة الغاز في منطقة الفرقلس، ثم يوزع عن طريق خطوط للمحطات حيث ينتهي الخط بمحطة الناصرية.
وأشار “أبو أحمد” إلى تجارة الغاز بين النظام وتنظيم “داعش” التي بدأت من ثلاث سنوات، على حد قوله، وأضاف بأن معظم الخط يقع تحت سيطرة تنظيم “داعش”، والموظفون العاملون ضمن محطة الغاز يتبعون للنظام ويعملون تحت إشراف تنظيم “داعش”.
ولم يتسن التأكد من مدى صحة هذه المعلومات من مصدر مستقل، لكن “أبو احمد” أشار إلى كونها “معلومات منتشرة ومعروفة للجميع وليست بجديدة” وفقاً لتعبيره.
وتشهد الرحيبة معارك مشتعلة بين الثوار وتنظيم “داعش”، وبين الأخير والنظام، وتفيد المعلومات التي قدمها كل من “أبو احمد الرحيباني” و”أبو زيد الرحيباني” بأنه ليس هناك مصالحة معلنة بين الثوار والنظام في البلدة، وإنما وقف لإطلاق النار دون شرط أو قيد.
كما لم يعلن النظام عن مصالحة حتى اللحظة، نظراً “لخصوصية المنطقة ووجود تنظيم داعش، فالمعارك لم تهدأ على محور الجبل بين الثوار وداعش من جهة، وعلى أوتوستراد دمشق بغداد ومطار السين بين النظام وداعش من جهة”.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]