الأردن لن يدعو سورية إلى القمة ومصر تؤكد أن لا حاجة إلى «وساطة» مع السعودية

9 فبراير، 2017

كرر الأردن أمس التزامه الموقف السابق للجامعة العربية في خصوص تجميد عضوية سورية، مؤكداً بذلك أنها لن تشارك في أعمال القمة العربية التي يستضيفها الأردن أواخر آذار (مارس) المقبل، في حين شددت مصر على أن قنوات الاتصال مفتوحة مع المملكة العربية السعودية وليس هناك حاجة إلى وساطة بينهما. وصدر الموقفان الأردني والمصري على هامش المحادثات التي أجراها وزير الخارجية المصري سامح شكري مع كبار المسؤولين في عمّان.

وتسلم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حملها الوزير شكري تضمنت دعوة العاهل الأردني لزيارة القاهرة. وأفاد الديوان الملكي أن الملك عبدالله عرض مع ضيفه المصري أهمية انعقاد القمة العربية «في ظل تحديات استثنائية تمر بها الأمة العربية»، وضرورة تنسيق المواقف إزاء المحاور والقضايا التي ستركز عليها القمة، بما يسهم في مأسسة العمل العربي المشترك. وأوضح بيان الديوان أن اللقاء تناول زيارة العاهل الأردني أخيراً لواشنطن، وتطورات ازمة سورية، والأوضاع في العراق وليبيا واليمن وجهود «الحرب على الإرهاب».

وكان شكري التقى في وقت سابق في اجتماعين منفصلين رئيس الوزراء هاني الملقي ووزير الخارجية أيمن الصفدي وأجرى معهما محادثات ركزت على التحضيرات للقمة العربية التي ستنعقد في منطقة البحر الميت في 29 آذار (مارس). وأكد الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع شكري أن الأردن دولة مضيفة للقمة وهي ملتزمة قرارات الجامعة العربية السابقة في ما يتعلق بمشاركة سورية، في إشارة إلى عدم توجيه دعوة لها لحضور أعمال القمة المقبلة، وذلك تنفيذاً للقرار المتخذ منذ العام 2011 بتجميد عضوية دمشق في الجامعة.

وحول مشاركة الأردن في لقاء آستانة حول سورية يوم الإثنين، قال الصفدي إن «المشاركة الأردنية تأتي بناء على دعوة من موسكو بهدف تثبيت الهدنة في سورية»، مؤكداً أن اتصالات الأردن الدولية في شأن سورية «تتم في إطار المرجعيات، ولا اتصال مباشراً مع طهران» التي حضرت لقاء آستانة إلى جانب روسيا وتركيا «ضامني» وقف النار السوري. وشدد الصفدي على أن حماية الحدود الأردنية الشمالية تمثل أولوية مطلقة و «الجيش الأردني قادر على ذلك».

أما وزير الخارجية المصري فشدد على ضرورة استمرار الجهود الدولية لتثبيت وقف النار في سورية من أجل المضي قدماً في العملية السياسية، مضيفاً أن «مصر لطالما طالبت بوقف النار، ونحن على مشارف مشاورات سياسية تضم كل الأطياف».

وفي معرض رده على سؤال حول أنباء عن طلب مصر وساطة لإصلاح العلاقة مع السعودية، أكد شكري «أن الموضوع ليس بحاجة لوساطة، فقنوات الاتصال مع السعودية قائمة في مختلف المجالات، ولدى مصر القدرة على السير قدماً بهذه العلاقة مع الأشقاء في السعودية». وأضاف: «علاقتنا مع السعودية قائمة، ونتواصل لتحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية التي يتطلع إليها الشعبان».

وبحث الصفدي وشكري خلال محادثاتهما التحضيرات للقمة العربية والعلاقات بين البلدين. وقال الصفدي في هذا الإطار: «لمصر مكانة خاصة بالنسبة لنا، وقد تحدثنا في مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهناك فهم مشترك لبناء الأمن والرخاء والاستقرار في المنطقة». وتابع: «نواجه تحديات مشتركة نتصدى لها بشراكة، وهناك فرص للتعاون تُسهم في تحقيق ما يطمح إليه شعبانا». أما شكري فقال: «مصر حريصة على أن تظل علاقتنا بالأردن علاقة تعاون ومراعاة للمصالح المشتركة.

وشدد الصفدي وشكري على التعاون الوثيق بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. وقال الصفدي إن الانتصار على الإرهاب يتطلب تنسيقاً أمنياً وعسكرياً وجهداً فكرياً للرد على المروجين للإرهاب، فيما قال شكري: «نشترك مع الأردن في التحالفات الدولية لمكافحة الإرهاب، ويوجد تنسيق وثيق، أمنياً واستخباراتياً وسياسياً».

وأعاد الوزيران تأكيد موقف بلديهما في خصوص إدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفض أي إجراءات من شأنها تغيير الوضع القائم في الأراضي المحتلة. وقال الصفدي: «ندين ونرفض أي عمل أحادي يهدد الهوية العربية للأراضي المحتلة بما فيها القدس، وندين الاستيطان الإسرائيلي، ونتعاون مع الأشقاء المصريين لمنع هذه الإجراءات التي تحاول إسرائيل فرضها والتي من شأنها تهديد حل الدولتين». بدوره أوضح شكري أن الاستيطان «غير مشروع»، مشيراً إلى قرارات دولية وتوافق دولي على ذلك.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]