جيش الثورة.. هل يمهد لقيادة موحدة بجنوب سوريا
17 فبراير، 2017
إثر حملات إعلامية عدة بمشاركة ناشطين في محافظة درعا جاء التشكيل العسكري بتوحيد فصائل الجيش الحر والعمل معا لإعادة المحافظة الجنوبية إلى الساحة، في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها العديد من المناطق في سوريا، خاصة في حلب وريف دمشق.
مثل اندماج أربعة فصائل لقوات المعارضة السورية في درعا وتشكيلها لجيش الثورة بعد مشاورات واجتماعات مكثفة بارقة أمل جديدة في تشكيل جسم عسكري متحد بالمنطقة الجنوبية يعيدها إلى صدارة المواجهات مع جيش النظام.
وقال القيادي العسكري في الجيش السوري الحر إن عددا من الفصائل البارزة والكبيرة في المنطقة تنازلت عن مسمّياتها، وتنازل قادتها العسكريون عن قيادتهم في سبيل الخروج بجسم عسكري متّحد، يعتمد على أشخاص يتمتعون بالكفاءة، سواء كان على المستوى الإداري أو العسكري.
وأوضح أبو أيهم أن توحيد فصائل درعا والقنيطرة سوف يعود بالنفع على المنطقة الجنوبية عموما، وقد يُسهم ذلك في الاتفاق على قيادة عسكرية مشتركة، مهمتها إعادة هيكلة المجموعات القتالية في المنطقة التي تشهد هجمات مستمرة من قبل قوات النظام، واستعادة مبادرة الهجوم بدلا من الدفاع.
وكانت أربعة من أبرز فصائل المعارضة التابعة للجيش السوري الحر في الجنوب السوري أعلنت الأحد الماضي عن تحالفها ضمن تشكيل عسكري جديد، أطلقوا عليه اسم تحالف “جيش الثورة”. وذلك بعد مناقشات ومشاورات واجتماعات استمرت حوالي شهر ونصف.
وأدرج التشكيل الجديد، الذي يتكون من جيش اليرموك وجيش المعتز ولواء المهاجرين والأنصار ولواء الحسن بن علي، قتال جيش النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية، ضمن أهدافه الأساسية، وذلك بالتنسيق وتوحيد الجهود بين فصائل التشكيل والفصائل الأخرى، وترك التحالف الباب مفتوحا للفصائل الراغبة بالانضواء ضمن التشكيل.
وجاء التشكيل العسكري إثر حملات إعلامية عدة، بمشاركة ناشطين إعلاميين في محافظة درعا، بتوحيد فصائل الجيش الحر والعمل معا لإعادة المحافظة الجنوبية إلى الساحة، في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها العديد من المناطق في سوريا، وأبرزها حلب وريف دمشق.
عقبات وصعوبات
لكن اتفاق الفصائل بينها وطرح مبادرة التوحيد على الطاولة، أمر قد يواجه بعقبات وصعوبات عدة، أبرزها اختلاف الأجندة بين الفصائل وتعنت بعض القياديين ورفضهم التنازل عن مناصبهم،.
وعن ذلك أوضح مصدر عسكري قيادي في الجيش الحر، رفض الكشف عن هويته، أن مبادرات توحيد الفصائل طرحت في العامين الماضيين أكثر من خمس مرات على الأقل، وبعد مشاورات ولقاءات تستمر لأسابيع في كل مرة، يفشل المشروع لأسباب محلية وخارجية.
وقال المصدر للجزيرة نت إن أجندة العديد من الفصائل في جنوب سوريا وعلاقاتها مع غرفة العمليات العسكرية في الأردن وارتباطها مع جماعات خارجية تحول دون توحيد المنظومة العسكرية في درعا والقنيطرة، وإن اضطرت هذه الفصائل إلى الدخول ضمن تحالفات عسكرية تبقى محافظة على هيكليتها الخاصة ويكون التوحيد بالاسم فقط.
وحسب المصدر فإن “قوات النظام السوري استغلت في العامين الماضيين تشتت الفصائل المعارضة وعدم وجود قيادة عسكرية مشتركة تربط بينها، وسيطرت على العديد من المناطق، وأصبحت مؤخرا تتقدم ببطء تجاه بعض المناطق التي لا يتواجد فيها ثقل للجيش الحر، ودون أي مواجهة من قبل الأخير، كما يحصل قرب بلدتي إبطع والفقيع بريف درعا الشمالي.
يذكر أن الفصائل المعارضة في محافظتي درعا والقنيطرة لم تحقق أي تقدم عسكري استراتيجي على مواقع النظام السوري منذ حوالي عامين، ولم تتمكن من إحداث خرق في مناطق سيطرة تنظيم الدولة بريف درعا الغربي، رغم المعارك العديدة التي شنتها الفصائل على مواقع الأخير في الأشهر الثمانية الماضية.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]