حشد لتجنيدهم بصفوفه فقوبل بنتائج صادمة.. هذا ما جناه نظام الأسد من استقطاب طلاب الجامعات لـالفيلق الخامس
26 فبراير، 2017
علي الأمين – خاص السورية نت
لم تأتي نتائج حملات تطويع الشباب السوريين في “الفيلق الخامس” مرضية لنظام الأسد، رغم ما حشد لها من إغراءات وتعهدات ووعود، وسجل النظام فشلاً جديداً بعد توجهه مؤخراً إلى الجامعات السورية التي ينظر إليها على أنها خزان بشري لقواته، ليواجه رفضاً واسعاً من الطلاب الذين لم يستجيبوا لدعوات التطوع.
واعتمد نظام الأسد في تجنيد الشباب الجامعي ضمن صفوف “الفيلق الخامس” – الذي تدعمه روسيا – على “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”، وفرع “حزب البعث”. ووفقاً لمعلومات حصلت عليها “السورية نت” من داخل جامعة دمشق، فإن إحجام الطلاب عن التطوع في الفيلق أثار استياءً من فروع “حزب البعث” المنتشرة بالجامعات.
وقالت مصادر متعددة لـ”السورية نت” – طلبت عدم الكشف عن اسمها – أن عدد المتطوعين من داخل الجامعات لم يتجاوز 20 شخصاً فقط، من أصل قرابة 300 ألف طالب ضمن التعليم النظامي، وبرنامج التعليم المفتوح.
“البعث” يطالب بالأسباب
وشهد الاجتماعات الأخيرة لفروع “حزب البعث” مناقشة الأسباب التي جعلت الطلاب لا يبالون بموضوع التطوع في لواء البعث ضمن “الفيلق الخامس”، وطالب الحزب من المكاتب التنفيذية والهيئات الإدارية بتقارير توضح أسباب هروب الشباب من التطوع.
ووجه في الاجتماع لوم كبير على “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”، وتهديد مبطن لهم بسحب الامتيازات منهم، ومن المكاتب التنفيذية في “حزب البعث”، في حال لم يستطيعوا أن يستقطبوا الشباب للقتال ضمن نظام الأسد. في حين، طالب الاتحاد بمنح مهلة جديدة له حتى يتمكن أكثر من إقناع الطلاب.
“لا نثق بهم”
ومن خلال استطلاع وجهات نظر بعض الطلاب في جامعة دمشق، فإن رأياً سائداً يشير إلى فقدان ثقة الطلاب – بمن فيهم المؤيدون للنظام – للقتال ضمن صفوف “الفيلق الخامس”، سيما بعد تخفيض رواتب زملاء لهم في الكتائب في وقت سابق إلى 35 ألف بعد أن وعدوا بأكثر من ذلك، إضافة لتأخير رواتبهم أيضاً لمدة 6 أشهر.
كما تسود الشكوك حيال الفترة المحددة للتطوع المحددة من قبل النظام سواء في “الفيلق الخامس” أو غيره من التشكيلات العسكرية، ويعتقد طلاب أن مصيرهم لن يختلف عن مصير زملائهم ممن تم إجبارهم على الالتحاق بالكتائب أو بالخدمة الاحتياطية، حيث أن معظم هؤلاء لا يحصلون على رواتب مجزية، ولا يتم تسريحهم.
وتضاف إلى مخاوف الطلاب خشيتهم من وضعهم في خطوط القتال الأمامية بمجرد الانضمام لصفوف قوات النظام قبل تدريبهم بشكل كافٍ على القتال.
وقال محمد وهو طالب علوم سياسية ومن المؤيدين للأسد: “لم ولن نثق بهم مطلقاً، سيحدث لنا كما حدث لزملائنا، ستسرق مخصصاتنا، وسيُضحك علينا، لن نتطوع معهم إطلاقاً”.
وزعم نظام الأسد أنه يقدم ميزات قال عنها أنها “عرض خاص”؟!، أهمها مدة العقد عام ونصف للطلاب تحسب من الخدمة الالزامية، كما يعتبر الطالب الذي يقضي مدة العقد كاملةً قد أدَّى الخدمة الإلزامية ويمنح وثيقه بذلك ويجدد العقد بناءً على رغبته.
أما لغير الطلاب فحدد عام واحد، على أن تجري تسوية أيضاً لأوضاع المطلوبين للخدمة الاحتياطية والمتخلفين عنها، وتضمنت الميزات المزعومة، راتب وقدره 200 دولار أميركي وما فوق شهرياً، حسب المؤهل العلمي وطبيعة المهام المكلف بها.
وتأتي هذه العروض من النظام، في وقت تشهد شوارع دمشق ازدحاماً على الحواجز، وحالات تفتيش واسعة، إضافة إلى وجود الدوريات الأمنية في مناطق الاكتظاظ والحركة، كجسر الرئيس وكراجات الست، وشارع الثورة، وساحة المرجة، ودوار مشفى المواساة، إضافة لتواجد بعض الدوريات بعد بعض المساجد المكتظة بعد صلاة الجمعة.
وتوقع الناشط علي الشامي من دمشق، أن نظام الأسد قد يلجأ إلى الخيار الأخير مع مؤيديه في “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”، و”حزب البعث” قائلاً: “سيجبرهم على القتال ضمن صفوفه فهو لم يعد يستطيع أن يجذبهم طوعاً.
يشار إلى أن عشرات آلاف الشباب السوري يمتنعون عن الالتحاق بالخدمة العسكرية أو الاحتياطية، وتفيد تقديرات أن العدد يقارب 90 ألف في مدن وقرى الساحل.
في حين يمتنع أكثر من 30 ألفاً في السويداء، عن تأدية الخدمة الإلزامية والاحتياطية، ويطالب جزء كبير منهم أن تكون خدمته ضمن منطقته، في حين لا يستطيع نظام الأسد القيام بحملات داخل السويداء مشابهة لما يجري في دمشق لخصوصية المنطقة.
[sociallocker] [/sociallocker]