العربي ، جيرون، المدن … مؤسسات السبوبة وأكل العيش يحب الخفية

2 مارس، 2017

حكم البابا – المصدر

إذا صدقت المعلومات التي نشرت أمس عن الفساد المالي والإداري في تلفزيون العربي (تملكه قطر ويبث من لندن) فنحن أمام المشكلة الأقل أهمية التي تعاني منها هذه المؤسسة وعدد من شقيقاتها من المؤسسات الإعلامية والبحثية والسياسية التي تمولها وتديرها نفس الجهة المشرفة على تلفزيون العربي، وهي الفشل الذريع في أداء المهات التي أنشأت من أجلها، وهي النجاح في ايجاد مكان لها بين نوعها وصنفها من المؤسسات وخلق جمهور متابع لها ولبرامجها (أو بعضها على الأقل) ولذوقها الفني ومحتواها الفكري.

أي متابع لتلفزيون العربي منذ انشائه وحتى اليوم، وهذا اذا كان يستطيع متابعته طوال تلك الفترة في ظل التنوع اللامحدود من المحطات المعروض أمام المشاهد، سيكتشف من دون بذل جهد أنه تلفزيون مركّب بمن حضر وما حضر، خلطة من القنوات العامة المتنوعة للتلفزيونات الرسمية في مصر وسوريا والأردن، ببرامج من كل بستان زهرة، يغيب عنها التشويق وملائمة روح العصر وتبدل ذوق المشاهد وما أدخله التطور السريع للسوشال ميديا على اهتماماته، وتغليف ذلك بإدعاءات ثقافية وفكرية لا تساوي قرشاً واحداً في موازين المشاهدة والمتابعة، ولهذا السبب قلت أن أبسط مشاكل هذه المؤسسة هو الفساد المادي والإداري.

ومايحدث مع تلفزيون العربي يحدث بنفس الآليات مع اختلاف في التفاصيل لباقي المؤسسات الشقيقة له التي تمولها وتشرف عليها نفس الجهة، بدءاً من موقع المدن الذي يديره ساطع نور الدين وتحظى مواده بأقل قدر من القراءات والمتابعات بين مثيلاته من المواقع، (وهو مايقدمه عداد موقع أليكسا بسهولة لأي راغب في معرفة عدد قراء ومتابعي أي موقع الكتروني) ومروراً بمؤسسة ميتافورا التي أنتجت مسلسلها الوحيد “وجوه وأماكن” أحد أكثر المسلسلات السورية مللاً، والذي لم يجد شاشة لعرضه سوى تلفزيون العربي المملوك لنفس الجهة، ومركز حرمون للدراسات الذي يديره حازم نهار الذي يبحث عن دور سياسي لم يتمكن من الحصول عليه عبر المؤسستين الحزبيتين اللتين أنشأهما سابقاً وفشلتا فشلاً ذريعاً وأقصد تيار المنبر الديمقراطي وحزب الجمهورية،  ويجرب حظه اليوم في العثور على هذا الدور تحت واجهة البحوث والدراسات والندوات، وعبر موقع جيرون الالكتروني، جيرون الذي يشرف عليه باسل العودات وينافس شقيقه موقع المدن في قلة المتابعة وعدد القراء.

تُختصر فكرة انشاء هذه المؤسسات كلها في ذهن أصحابها على فكرة السبوبة ومفهوم أكل العيش يحب الخفية، وتعتمد في بناء جماهيريتها المتواضعة على الطريقة التي كان فيها حزب خالد بكداش الشيوعي السوري يكسب جماهيره، عبر ارساله 5000 آلاف طالب كل عام للدراسة في الاتحاد السوفييتي على حساب هذا الأخير، وعلى الرغم من أنه كان يخسرهم مع عوائلهم بعد خمسة أعوام عند تخرجهم، إلاّ أن استمرار ارساله للطلاب في منح سنوية يجعل عجلة المتعاطفين معه مستمرة في الدوران، ونفس بهذه الاستراتيجية تحافظ المؤسسات المستمرة في دفع المكافآت على المقالات والدراسات والندوات كالمدن وحرمون وجيرون على المائتي متابع لكل منها، في حين لاتجد مؤسسات العربي وميتافورا مشاهدين، لأن الادارة المشرفة عليها لم تبتكر حتى اليوم طريقة للدفع على المشاهدة.

طبعاً يستطيع حازم نهار أن يسود مئات الصفحات عن نجاح مركزه حرمون، وأن يظهر نفسه أمام مموليه بأنه الابن المطيع العاقل المدبّر الذي لايصرف الليرة في غير محلها، ولكن عليه أولاً أن يبرر لهم للناس المبالغ الطويلة العريضة التي صرفت على انشاء وعقد مؤتمرات ودعوة ضيوف لمؤسستيه الحزبيتين الفاشلتين اللتين قام بتأسيسهما وأعني المنبر الديمقراطي وحزب الجمهورية، قبل أن ينتقل خطوة إلى الأمام وينشأ حركز حرمون بدلاً من مراجعة أخطائه، وهي حالة طبيعية في المؤسسات الشقيقة له حيث أصبح افتتاح المشاريع الجديدة مرهوناً بالتغطية على فشل حالي أو سابق، فمن فشل في مؤسسة ميتافورا يذهب ليغطي فشله بإنشاء قناة تلفزيونية، ومن فشل في تلفزيون العربي يذهب ليفتح قناة ثانية له، وهكذا دواليك..

عندما يكتشف مسؤول ما سرقة بقيمة 25 مليون دولار تمت على مدى أكثر من سنة عليه أن يسأل نفسه أين كان عندما تمت سرقة المليون الأول، وهل عرف وسكت عنها أم أنه لم يعرف، وكل حالة من هاتين أسوأ من الأخرى!!. …………………………….

قطر تطيح برئيس قناة العربي وتواصل التحقيق في قضية الفساد

أطاحت الشركة القطرية المالكة لشبكة “التلفزيون_العربي” في لندن بالرئيس التنفيذي إسلام_لطفي ، وتولت لجنة من الشركة القطرية إدارة القناة مؤقتا وتقوم أيضا بالتحقيق في تجاوزات متعددة منها قضية فساد باتت معروفة داخل القناة باسم قضية “علي بابا والعشرة في المية”. وأوقف اللجنة عن العمل اثنين من المتورطين في القضية وهما باسم الشربيني رئيس قسم تطوير الأعمال والدعاية وحمايات رحمان رئيس قسم المالية. وكانت (صفحة خلف الكوابيس) انفردت بنشر خبر التحقيق وتفاصيل قضية الفساد .

وتشمل المخالفات أيضا:
١- التزوير في أوراق مكتب الشبكة في اسطنبول والذي أدى إلى اتخاذ الحكومة التركية قرار بإغلاقه.

٢- إسناد أعمال الإنتاج بملايين الدولارات لشركات مملوكة للطفي وأصدقائه بالمخالفة لسياسات تجنب تضارب المصالح المعمول بها في بريطانيا.

٣- إهدار حوالي ٢٥ مليون دولار في عملية بناء الاستوديوهات الجديدة، حيث أنفق لطفي  ٥٠ مليون دولار وهي ضعف المبلغ الذي كانت رصدته الشركة المالكة والفشل حتى الآن في الانتقال إلى الاستوديوهات الجديدة رغم أن الموعد المقرر كان يناير ٢٠١٦ .

٤- الفشل حتى الآن في إطلاق قناة مخصصة لشمال افريقيا رغم أن الموعد كان يوليو ٢٠١٦ .

٥- تعيين أصدقاء لطفي من معدومي الكفاءات على رأس كل أقسام الشبكة ومنهم شخص لا يجيد القراءة والكتابة يعمل كمدير لقسم البرامج السياسية.

٦- فرض إسلام لطفي سيطرته على إدارة التحرير وتوجيه تعليمات متضاربة مما أدى إلى ظهور أخطاء مثل فضيحة حلقة باسم_يوسف  وتأييد موقف النظام المصري في قضية جوليو ريجيني
شبكة التلفزيون العربي اطلقتها قطر في سنة ٢٠١٥ ويشرف عليها الدكتور عزمي بشارة.

المصدر “خلف الكواليس”

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]