بوغدانوف يحذر من التقسيم بالمنطقة.. كيف أجاب على سؤال حول سحب روسيا وإيران لقواتهما من سوريا؟
5 مارس، 2017
حذر نائب وزير الخارجية الروسي، ومبعوث روسيا إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، مما أسماها “سيناريوهات التقسيم” في المنطقة، إذا فشلت التسويات السياسية للأزمات الإقليمية، متجنباً توجيه الانتقادات إلى إيران حيال تدخلها في سوريا.
وقال بوغدانوف في لقاء مع صحيفة “الحياة” اللندنية، نشرته، اليوم الأحد، إلى أن روسيا تبذل مساعيها لـ”استضافة حوارات عربية إيرانية”. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تنعقد جولة جديدة من المباحثات حول سوريا في العاصمة الكازاخية (أستانا) بعد أسبوعين، مبرراً التدخل الروسي والإيراني في سوريا بأنه جاء بطلب من نظام بشار الأسد.
وتهرب بوغدانوف من الإجابة عن حول وجود القوات الإيرانية في سوريا، وما الوقت المتوقع فيه أن تسحب إيران قواتها من هناك، وقال: “عندما يتم التوصل إلى حل سياسي تنتفي الحاجة لوجود قوات أجنبية”.
وأضاف: “من سيطلب من الإيرانيين الانسحاب؟ وعلى أي أساس؟ في سوريا عشرات الآلاف من المتطوعين الأجانب، آلاف من التوانسة والمغاربة ومن أفغانستان، بأي منطق سيطلب منهم الانسحاب؟ أقصد من ذلك أن القيادة الرسمية هي المخولة بأن تطالب كل القوى الأجنبية بالانسحاب بعد التوصل إلى حل”.
بوغدانوف أكد على أن الوضع في سوريا لم يعد مقتصراً على أطراف داخلية، ولا عن خلاف سوري – سوري. وقال: “المشكلة باتت أعقد من ذلك بكثير، خصوصاً مع الوجود الإرهابي لتنظيمي داعش والنصرة. نحن والإيرانيون موجودون بطلب من القيادة الشرعية”، حسب زعمه.
وفي إجابته على سؤال عما إذا كانت روسيا مستعدة للانسحاب من سوريا، قال: موارباً: “نحن نريد ذلك”.
“روسيا وإيران”
وشدد المسؤول الروسي على دور إيران في المحادثات التي تعقد حول سوريا، وقال في هذا الصدد: “عندما كان الحديث يجري مع الأميركيين في إطار ثلاثي مع الأمم المتحدة هم قالوا إنهم يريدون شطب إيران من قوائم المشاركين في العملية. قلنا لهم يجب أن تشارك إيران. وكان الحديث عن تطبيق بيان جنيف واحد، ونحن قلنا لا يجوز أن نترك إيران جانباً لأن هذا يعني عدم تحمل طهران أي مسؤولية عما يجري، أو التزام تطبيق القرارات”.
وهاجم بوغدانوف السياسة الأمريكية، وقال “إنهم (الأمريكيون) يعملون دون احترام القوانين الدولية. ويجب احترام سيادة سوريا، الدولة العضو في الأمم المتحدة”. حسب تعبيره.
وفي تعليقه على مطالب المعارضة السورية برحيل الأسد عن السلطة، وضرورة إحالته إلى محكمة دولية لمحاسبته على الجرائم التي ارتكبها، قال بوغدانوف: “نتحدث معهم (مع المعارضة) وهم يقولون الثورة لا تنتهي إلا بعد إسقاط النظام، وبيان مجموعة الرياض يقول إن بشّار الأسد وزمرته يجب أن يحالوا على محكمة دولية. إذا وضعنا هذا الهدف يمكن أن تستمر المشكلة إلى الأبد. هناك تناقض صارخ بين الاتفاقات والفعل. لأننا نتفق على آلية ثم يقولون إن القيادة (السورية) يجب أن تذهب إلى محاكمة”.
وفي تعليقه على آخر “فيتو” استخدمته روسيا لمنع إدانة نظام الأسد على استخدامه السلاح الكيميائي في سوريا، قال بوغدانوف: “الفيتو أوقف مساعي التدخل الخارجي لإسقاط النظام. نحن تعاملنا مع قرارات مجلس الأمن في مسألة السلاح الكيماوي في سورية ونجحنا في ذلك، فما الداعي إلى التصعيد الآن؟”.
وادعى بوغدانوف أن التقارير التي تحدثت وأكدت استخدام النظام للسلاح الكيميائي “لا تشمل أجوبة عن كل التساؤلات. ثمة حالات أخرى استُخدم فيها الكيماوي وتم تجاهلها. لذلك لا أساس لاتخاذ قرار من هذا النوع”.
من ناحية ثانية، اعتبر بوغدانوف أنه “ليس من شأن تركيا أن توافق على إقامة دولية كردية في سوريا”، وفي في إجابته على سؤال حول رفض تركيا لإقامة كيان كردي بالشمال السوري: “هنا سؤال مهم، لماذا توافق تركيا على كردستان العراق ولا توافق على كردستان سوريا؟ أعتقد أن هذا ليس من شأنهم. هذا شأن عراقي وشأن سوري. الشعب السوري وليس الروسي أو التركي يقرر شكل الدولة والقيادة. وهذا هو موقفنا، تغيير النظام وترتيب الأمور شأن سيادي داخلي”.
وفي الوقت الذي تطرح فيه سيناريوهات محتملة لإقامة مناطق آمنة في سوريا، خصوصاً بعدما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه إقامة تلك المناطق في الأراضي السورية، قال بوغدانوف عن موقف روسيا منها: “حتى هذه اللحظة لا نفهم الآلية ولا تفاصيل الأفكار الأميركية. منطقة آمنة باتفاق مع من؟ أي ترتيبات؟ بموافقة الحكومة أو من دون موافقتها؟ لا نعلم من سيشرف عليها. وما الهدف، ومن يتحمل المسؤولية؟”.
[sociallocker] [/sociallocker]