روسيا تنشر قوات في مصر وعينها على ليبيا
14 مارس، 2017
ذكرت مصادر أمريكية ومصرية ودبلوماسية أن روسيا نشرت فيما يبدو قوات خاصة في قاعدة جوية بغرب مصر قرب الحدود مع ليبيا في الأيام الأخيرة في خطوة من شأنها زيادة المخاوف الأمريكية بشأن دور موسكو المتنامي في ليبيا.
وبيّن المسؤولون الأمريكيون والدبلوماسيون أن أي نشر لقوات روسية من هذا القبيل قد يكون في إطار محاولة دعم القائد العسكري الليبي خليفة حفتر الذي تعرض لانتكاسة عندما هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته يوم الثالث من مارس/ آذار عند موانئ النفط الخاضعة لسيطرته.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم أن الولايات المتحدة لاحظت فيما يبدو قوات عمليات خاصة روسية وطائرات بدون طيار عند سيدي براني على بعد 100 كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا.
وقدمت مصادر أمنية مصرية مزيداً من التفاصيل قائلة إنها وحدة عمليات خاصة روسية قوامها 22 فرداً لكنها امتنعت عن مناقشة مهمتها. وأضافت المصادر أن روسيا استخدمت أيضاً قاعدة مصرية أخرى إلى الشرق من سيدي براني بمرسى مطروح في أوائل فبراير/ شباط.
وذكرت المصادر المصرية أن طائرات عسكرية روسية حملت نحو ست وحدات عسكرية إلى مرسى مطروح قبل أن تذهب إلى ليبيا بعد حوالي عشرة أيام.
ولم ترد أي تقارير في السابق عن عملية نشر القوات الروسية. ولم تقدم وزارة الدفاع الروسية أي تعليق على الفور أمس ونفت مصر وجود أي قوات روسية على أراضيها.
وقال “أوليج كرينيتسين” رئيس مجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية إن قوة من بضع عشرات من المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى الشهر الماضي في منطقة بليبيا خاضعة لسيطرة حفتر.
لكن وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان إنها ليس لديها علم بأن متعاقدين مسلحين تابعين لمجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية عملوا حتى الشهر الماضي في ليبيا.
بدوره نفى محمد منفور قائد قاعدة بنينا الجوية قرب بنغازي أن يكون الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر قد تلقى مساعدة عسكرية من الدولة الروسية أو متعاقدين عسكريين روس ونفى أيضاً وجود أي قوات أو قواعد روسية في شرق ليبيا.
وخلال العامين المنصرمين أرسلت بعض الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا. ونفذ أيضاً الجيش الأمريكي ضربات جوية دعماً لحملة ليبية ناجحة العام الماضي لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من معقله في مدينة سرت.
ووصلت الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس إلى طريق مسدود مع حفتر واجتمع مسؤولون روس مع الجانبين في الأشهر الأخيرة. واستعدت موسكو فيما يبدو لتعزيز دعمها الدبلوماسي لحفتر على الرغم من غضب الحكومات الغربية بالفعل من تدخل روسيا في سوريا لدعم بشار الأسد.
وقال قائد القوات الأمريكية في أفريقيا الجنرال “توماس والدهاوسر” لمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي إن روسيا تحاول بسط نفوذها في ليبيا لتعزز سطوتها في نهاية المطاف على كل من يمسك بزمام السلطة.
وأوضح مسؤول بالمخابرات الأمريكية أن هدف روسيا في ليبيا محاولة فيما يبدو “لاستعادة موطئ قدم حيث كان الاتحاد السوفييتي ذات يوم حليفاً للقذافي”.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: “في الوقت نفسه، كما في سوريا، يبدو أنهم يحاولون الحد من التدخل العسكري واستخدام ما يكفي لفرض بعض القرار لكن ليس بدرجة تجعلهم أصحاب المشكلة.”
ودفعت مغازلة روسيا لحفتر آخرين إلى رسم أوجه تشابه مع سوريا التي ارتبطت أيضاً طويلاً بالاتحاد السوفيتي قبل انهياره. ويميل حفتر إلى وصف منافسيه المسلحين بالإسلاميين المتطرفين ويراه بعض الليبيين الرجل القوي الذي تحتاج إليه البلاد بعد سنوات من انعدام الاستقرار.
ورداً على سؤال للسناتور الأمريكي “لينزي جراهام” عما إذا كانت روسيا تحاول أن تفعل في ليبيا ما فعلته في سوريا قال “والدهاوسر”: “نعم هذه طريقة جيدة لوصف ذلك.”
وتحاول مصر إقناع الروس باستئناف الرحلات الجوية إلى مصر بعد تعليقها منذ أن أسقطت قنبلة طائرة روسية تحمل 224 شخصاً من منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر إلى سان بطرسبرج في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015. وأعلن فرع “تنظيم الدولة” في شمال سيناء مسؤوليته عن إسقاط الطائرة.
وتقول روسيا إن هدفها الرئيسي في الشرق الأوسط هو احتواء انتشار الجماعات الإسلامية العنيفة.
وتعهد وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” هذا الشهر بالمساعدة في توحيد ليبيا وتعزيز الحوار عندما اجتمع مع فائز السراج رئيس الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة.
من ناحية أخرى تعزز روسيا أيضاً علاقاتها مع مصر التي ربطتها علاقات مع الاتحاد السوفييتي في الفترة من عام 1956 وحتى عام 1972م.
[sociallocker] [/sociallocker]