مسيحيون يطلقون وسم (دير محردة الإرهابي)… كيف حول النظام مكاناً مقدساً إلى معسكرٍ للقتل والإرهاب
24 مارس، 2017
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
في معركتهم التي شهدت انسحاباتٍ من جانب قوات النظام فاجأت المتابعين، تقدمت كتائب الثوار في حماة إلى مشارف مدينة محردة، وباتت مئات الأمتار فقط تفصلهم عن معسكر “دير محردة”، المكان الذي أذاق حماة وإدلب ويلات القصف والقتل والتنكيل.
دير محردة أو دير القديس مارجيوس، هو منطقةٌ أثرية تقع على بعد نحو كيلومترٍ واحدٍ جنوب غرب مدينة محردة، ذات الخصوصية لدى مسيحيي سوريا، وكانت قوات النظام أنشأت منذ عهد حافظ الأسد حقلاً للرماية بالقرب منه، ومع انطلاق الثورة السورية، استقدمت قوات النظام عشرات المدرعات والآليات والمدافع وراجمات الصواريخ، عدا مئات العناصر من مختلف المحافظات السورية، وحوّلت الدير المقدّس إلى ثكنةٍ عسكريةٍ باتت مركز ثقلٍ للنظام في قصفه حماة وإدلب.
“قتلت صواريخ الدير 1500 سوري”
في هذا السياق، يقول الصحفي السوري المعارض “أسعد حنا” مستشار وفد هيئة المفاوضات إلى جنيف، “هذا الدير احتلته قوات النظام مع نهاية ٢٠١١ واستخدمته كمقر عمليات وحولته لثكنة عسكرية ونقطة لقصف ريفي إدلب وحماة ومع ذلك لم يأتي على ذكره أحد من المنظمات المعنية بهذا الأمر”.
وأكد “حنا” في تدوينة على “فيسبوك” أن هذا الدير بات متعارفاً عليه بين أبناء المنطقة باسم “دير محردة الإرهابي”، لكونه تسبب في استشهاد مالا يقل عن ١٥٠٠ مدني وجرح ضعفهم فضلاً عن الدمار الذي ألحقه بالبنية التحتية ومازال حتى اللحظة يدك قرى ريفي إدلب وحماة.
الصحفي أرفق تدوينته بالوسم “#دير_محردة_الإرهابي” ليتبعه بذلك عشرات الناشطين المسيحيين وغيرهم، للدلالة على المعنى الحقيقي الذي تحوّل إليه هذا المكان المقدّس.
وأضاف “حنا” أيضاً “وأخشى ما أخشاه بعد تحرير هذا الدير أن يستخدمه البعض على أنه من المقدسات ولا يجوز تدنيسه وأن الثوار ينتهكون حقوق الإنسان والمقدسات وما إلى هنالك”. وختم قائلاً “وجب التنويه بأن هذا الدير عبارة عن ثكنة عسكرية حين يمر اسمه امام أحد سكان ريفي إدلب وحماة تقف الدمعة في محجر العين على عزيز فقد بسبب هذا الدير”.
محردة ليست هدفاً والدير نقطة عسكرية
ورغم التطمينات التي أرسلها الثوار لأهالي مدينة محردة على لسان الناطق باسم “جيش العزة” الذي يقود جبهات القتال هناك، فإنهم ما زالوا يعتبرون أن “الدير” الذي يجاورها هدفاً لهم.
وفي جولةٍ خاصة لـ “المصدر” على خطوط التماس بين قوات النظام وكتائب الثوار، التقينا الخميس القائد العسكري الميداني في جيش العزّة (أبو حسين) الذي قال إنهم “بالاشتراك مع عدة فصائل ثورية وضمن معركة في سبيل الله نمضي، وبعد التمهيد بالأسلحة الثقيلة، استطعنا تحرير قرية معرزاف والمجدل والشير وكذلك تحرير مدينة خطاب، والرحبة أمس، واليوم استطعنا تحرير قرية شليوط وحاجزها، وكذلك تحرير بلدة شيزر”.
وأشار بعض العناصر من الجيش الحر الذين كانوا ينفذون رماياتٍ بقذائف الهاون على معسكر “دير محردة” إن قيادتهم أعطتهم تعليمات واضحةٍ بعدم استهداف أيّ نقطةٍ داخل محردة، وتركيز رماياتهم على “الدير”.
وعن احتمالات الخطأ، قال مقاتلٌ رفض الكشف عن هويته، إن تنفيذ الرمايات يجري من مسافةٍ قريبةٍ من “دير محردة”، وهو يبعد أكثر من كيلومترٍ عن منازل المدينة، لذا فالخطأ غير واردٍ في مثل هذه الرمايات، على حدّ تعبيره.
ولم يسجّل حتى إعلام النظام سقوط أيّ قذيفةٍ داخل مدينة محردة، واكتفت الشبكة الموالية للنظام في محردة بالإشارة إلى انقطاع خدمات الانترنت عن المدينة، مؤكدةً أن المدينة هادئة نسبياً مع استعداداتٍ لكثيرٍ من سكانها للرحيل تحسباً من تطوراتٍ غير متوقّعة.
وبالعودة إلى حديث القيادي “أبو حسين”، قال “ما زلنا نتقدم في محيط العديد من المناطق العسكرية التي كانت تسيطر عليها قوات بشار الأسد، وهناك خطط عسكرية للوصول إلى عمق المناطق الموالية للنظام، والتي تؤوي مراكز الشبيحة والأمن”.
وبعد سيطرة الثوار على العديد من المواقع العسكرية والنقاط، أصبحت مدينة محردة محاصرة من ثلاثة جهات، وأكدت كتائب الثّوار بأن المدينة ليست من ضمن خطتها، وبأنها بعيدة عن ضربات الثّوار.
ورصدت “المصدر” تحليقاً مكثفاً للطّائرات الحربية الروسية من الطراز الحديث (سيخوي 35) وطائرات نظام بشار الأسد، التي استهدفت مناطق الاشتباكات ومدن حلفايا وكفرزيتا واللطامنة، والقرى والبلدات التي سيطر عليها الثوار.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]