البطاطا تباع بالغرامات في الأسواق السورية لتعلن اقتراب ثورة الجياع

5 أبريل، 2017

مضر الزعبي: المصدر

في زمن الطغيان تنتهي البساطة وترتفع أسعار البطاطا، فخلال العقود الماضية كان يربط السوريين بين بساطة الحياة والبطاطا، كونها المادة الأساسية على موائد الأسر السورية، ولكن حتى البطاطا رفضت أن تحافظ على أسعارها لتعلن أن الإنسان السوري هو الأرخص في “سوريا الأسد”، وأنه لا سبيل للحياة في ظل نظام باع بلده لشذاذ الآفاق من كل أصقاع المعمورة.

بورصة البطاطا

وقال محمد القاسم، صاحب بقالية خضروات في ريف درعا، لـ “المصدر”، إن السؤال اليومي للأهالي أصبح: بكم البطاطا؟ فالمادة أصبحت شغل الأهالي، كونهم لا يستطيعون الأستغناء عنها، فهي رفقية دربهم وطعامهم الأساسي، حالها حال الخبز.

وأضاف بأن سعر كيلو البطاطا ثبت خلال الأيام الماضية عند حاجز 500 ليرة سورية، وهذا المبلغ يشكل نصف دخل الأسرة السورية ليوم كامل، كون متوسط دخل الأسر هو 30 ألف ليرة سورية شهريا، مما يعني أن من يريد شراء كيلو بطاطا عليه أن يعمل 10 ساعات متواصلة، لذلك أصبحت البطاطا تباع بالغرامات في الأسواق، وهو نمط جديد من البيع لم يكن موجوداً حتى وقت قريب، فالبطاطا كانت تباع في معظم الأحيان دون أن يتم وزنها، ويتم بيع (أكياس) بالجملة.

وأشار القاسم إلى أن المفراقة في هذه الأيام في الأسواق السورية تكمن في أن بعض المنتجات المحلية، والتي كان الكيلو الواحد منها حتى وقت قريب يعادل ثمن 10 كيلو بطاطا، أصبحت أسعارها أقل من البطاطا، فكيلو الفريز بـ 400 ليرة سورية.

وأوضح القاسم أن ارتفاع الأسعار يشمل معظم الخضروات، فمثلاً كيلو الفليفلة وصل إلى 1400 ليرة سورية، والباذنجان إلى 500 ليرة سورية، والكوسا إلى 600 ليرة سورية، لكن تبقى البطاطا تحتل الأولوية لدى الأهالي.

ثورة الجياع

وبدوره، قال الناشط سامي الأحمد لـ “المصدر”، إن ارتفاع سعر كيلو البطاطا كان له تأثير كبير على الموالين للنظام في المناطق الخاضعة لسيطرته، وبات جل حديث الأهالي عن عدم أهلية النظام لحكم البلد كما يقولون، فـ “نظام لا يتمكن من تأمين كيلو بطاطا لا يستحق أن يحكم بلد”.

وأضاف بأن تجار الجملة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام باتوا يبيعون ويشترون البطاطا بالدولار، بعد أن كانت الخضروات إلى وقت قريب بعيدة عن التعامل بالدولار، وكانت هذه التجارة محصورة بالمواد الغذائية والكماليات.

وأشار الأحمد إلى أن الشارع الموالي للنظام لم تحركه خلال السنوات الماضية آلاف المجازر التي ارتكبت بحق أبناء الشعب السوري كما حركه ارتفاع أسعار البطاطا، وبات يهدد حكومة النظام بالعصيان إذا استمر الوضع على حالة.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]