صحف العالم تفرد صفحاتها لخان شيخون والإعلام الروسي يتجاهل
5 أبريل، 2017
جيرون
أثارت مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام في خان شيخون أمس، وذهب ضحيتها أكثر من 100 قتيل ونحو 500 مصاب، تنديدًا دوليًا واسعًا استدعى اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن. وحظيت كذلك بتغطية إعلامية على نطاق دولي واسع، باستثناء الاعلام الروسي، الذي غيّب الجريمة والمجرم، وحاول عبر بيان لوزارة الدفاع تحميل المعارضة وزر الجريمة.
ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء مقالًا عن الهجوم بالأسلحة الكيميائية في مدينة خان شيخون، وصورًا للأطفال القتلى التي أصبحت واقعًا يوميًا في سورية.
وذكرت الصحيفة أن “الهجوم الذي استهدف بغاز السارين منطقة خان شيخون والمنشآت الطبية القريبة منها يحمل بصمات النظام السوري وفق ما يؤكده سفير بريطانية في الأمم المتحدة… الأدلة المتوفرة حتى الأن تؤكد مسؤوليته (النظام) عن الهجوم لأن غاز السارين ليس من السهل انتاجه”.
وربطت الصحيفة بين الهجوم بالأسلحة الكيميائية، والتحول بالسياسة الأميركية تجاه سورية، بعد تصريح وزير الخارجية الأميركي الأسبوع الماضي بأن مستقبل الأسد إنما هو مسألة تخص الشعب السوري، وحديث السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة بأن “إسقاط الأسد لم يعد أولوية بالنسبة لنا”.
في حين أشارت صحيفة “التايمز” البريطانية في مقال تحليلي لها اليوم الأربعاء، إلى أن “دوائر صنع القرار المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد التقطت الموقف الأمريكي الجديد كرسالة اطمئنان للإفلات من العقاب، وعليه اتخذ القرار بشنّ هجوم بغازات سامّة على مناطق المعارضة في ريف إدلب”.
ونشرت معظم الصحف البريطانية على صدر صفحاتها الأولى صورًا للضحايا لاسيما الأطفال منهم.
بالمقابل تجاهل الإعلام الروسية كليًا الإشارة إلى المجزرة؛ صمت يتوافق والسياسة الروسية. وكل ما فعلته بعض الصحف، هو نقل مقتطفات من بيان لوزارة الدفاع زعمت فيه “قصف طيران النظام السوري لمستودع ذخيرة تابع للمعارضة في خان شيخون، كان يحوي على أسلحة كيميائية وصلت من العراق”.
وذكر بيان للوزارة ليل أمس أن “الارهابيين استخدموا سابقًا هذا المخزون نفسه في حلب”. في محاولة من موسكو تتجاوز تبرئة النظام إلى إعلان موقف يعبر عن استعدادها لمواجهة أي قرار يدين النظام، يمكن أن يتخذه مجلس الأمن في اجتماعه اليوم.
وكان إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قال اليوم: “وفقًا لوسائل الرصد الجوية الروسية، فإن القوات الجوية السورية قصفت مستودعًا ضخمًا للذخيرة في الأطراف الشرقية لبلدة خان شيخون بريف إدلب، وكان المستودع يحوي ذخيرة ومعدات، فضلًا عن مصنع محلي لإنتاج قنابل محشوة بمواد سامة”.
استنكرت معظم عواصم القرار العالمي مجزرة خان شيخون، فقد أدان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء الهجوم الكيميائي، محملًا المسؤولية لإدارة الرئيس السابق بارك أوباما “كونها لم تضع خطًا أحمر أمام استخدام نظام الرئيس السوري لهذه الأسلحة”.
وقال ترامب في معرض حديثه عن المجزرة “إن هجوم الكيميائي اليوم في سورية ضد الأبرياء من نساء وأطفال، هو أمر مؤسف، ولا يمكن للعالم المتحضر تقبله، وإن الأفعال الشنيعة التي يرتكبها نظام بشار الأسد هي نتائج ضعف الإدارة (الأمريكية) السابقة وعدم امتلاكها للعزيمة، فالرئيس أوباما قال عام 2012 إنه سيضع خطًا أحمر ضد استخدام الأسلحة الكيميائية، لكنه لم يفعل شيئًا”.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون إنه “الادعاء الثالث لاستخدام الأسلحة الكيميائية خلال شهر، والولايات المتحدة تراقب الوضع المزري في سورية عن كثب”.
وأضاف تيلرسون من الواضح أن هذا هو السبيل الوحيد الذي يعمل به بشار الأسد، متمثلًا في الوحشية والهمجية المستمرة، وكل من يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه يظهر إصراره على التجاهل المتعمد للكرامة الإنسانية، ويجب أن يخضع للمساءلة.
بدورها أدانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي استخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون، مؤكدة أنه ” سيكون دليلًا جديدًا على وحشية النظام السوري، في حال ثبوت وقوفه وراء الهجوم”.
وقالت ماي بأن بلادها “ستدعو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأقرب وقت لإجراء تحقيق بهذا الحادث”، مؤكدة ” لن يكون للأسد مستقبل في سورية”.
أما الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند فحمّل المسؤولية السياسية والأخلاقية لمجزرة خان شيخون لمن أسماهم حلفاء النظام السوري، لأن “بشار الأسد يعوّل على الاستفادة من تواطؤ حلفائه للإفلات من العقاب مجددًا”.
في حين اعتبر وزير الخارجية الفرنسية جان مارك آيرولت بأن الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون “يشكل اختبارًا للإدارة الأميركية الجديدة لتوضيح موقفها من بشار الأسد”.
[sociallocker] [/sociallocker]