ناجون وشهود عيان يروون لـسمارت تفاصيل الهجوم الكيماوي على خان شيخون (فيديو)
5 أبريل، 2017
سمارت-أمنة رياض
روى شهود عيان وناجون لـ”سمارت”، مساء اليوم الأربعاء، تفاصيل “مروعة” حول هجوم قوات النظام الكيماوي على مدينة خان شيخون (60 كم جنوب مدينة إدلب)، شمالي سوريا، حيث ما زال البعض يرفض تصديق ما حصل.
وقال مسعف في منظومة الإسعاف بإدلب، ويدعى “أحمد أبو صطيف”، إن الحادثة كانت بالنسبة له وللكوادر الطبية بمثابة “صدمة”، وتابع “للمرة الأولى أشاهد هذا الأمر، الناس تموت لأنها تتنفس، تموت من دون دماء”.
وأردف، أنه استيقظ على نداء عبر جهازه اللاسلكي يطلب إلى جميع الكوادر الطبية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام التوجه إلى خان شيخون، ليذهب بأسرع ما يمكن، ويشاهد الناس ملقاة ترتجف ويخرج من فمها مادة صفراء، وتتضح عليها علامات تسرع دقات القلب، حيث استطاع إسعاف مصابين اثنين إلى منطقة بعيدة خوفا من استهداف المدينة مجددا، قبل أن يتأثر برائحة الغاز.
ووصف مسعف آخر يدعى “أبو جمال” شعوره لحظة رؤية المصابين بـ”الصعب” عند وصول مثل هذه الحالات لهم على أرض الواقع، بعد أن أخذوا العديد من التعليمات النظرية عن كيفية التعامل معها سابقا، رافضا تصديق ما حصل حتى الآن.
أما أحد الناجين، عبد الحميد اليوسف، الذي فقد 19 فردا من عائلته، بينهم زوجته وطفلاه التوأم، قال لنا إن المصابين حاول كل منهم إسعاف الآخر، ولكن شدة الإصابة جعلت الكثيرين يسقطون على الأرض، ما حال دون مقدرتهم على الحركة، وناشد المجتمع الدولي بالقدوم إلى أرض الواقع ليروا “كيف يموت الأطفال”.
وحدثنا أحد الأطفال الناجين من داخل المشفى الذي يتلقى العلاج فيه، أن الطائرة الحربية قصفت المنطقة التي يقيم بها، ليغيب بعدها عن الوعي، ويجد نفسه مستلقيا في المشفى، دون تذكر أي شيء آخر.
بدوره قال طبيب، إنهم يقومون بأخذ العينات من الشارع والنباتات والحيوانات، في حال قدوم أي لجنة دولية إلى مدينة خان شيخون، بعد تلقيهم وعود بإرسال لجنة من الأمم المتحدة، وتابع ” وإلى الآن يوجد تسرب غاز”.
وناج آخر، قال إن زوجته أخبرته بأن الطيران استهدف منزل شقيقه، وعندما وصل إلى الشارع وجد مصابين اثنين حاول إسعافهما، وأكمل طريقه وصعد إلى منزل أخيه ليسقط على درج المنزل، ثم حاول الصعود إلى السطح لكنه فقد وعيه عند الدرجة الأخيرة، ليصحو لاحقا ويبدأ برمي الحجارة ليلحظ الناس مكانه.
وتابع “لحظة وصول الناس إلي، سألوني عن سبب تواجدي في البناء وعلى هذا الشكل، لأعرف لاحقا أني غبت عن الوعي لعدة ساعات، متأثرا برائحة الكيماوي، وأني نجوت بأعجوبة”.
وخلال تواصل “سمارت” مع العديد من الناجين وشهود العيان لم يتمكن الكثير منهم الحديث، نتيجة الصدمات التي يعيشونها، واختناق الكلام عند البعض الآخر.
وقتل أكثر من 70 مدنياً وأصيب المئات بحالات اختناق، معظمهم من الأطفال والنساء، أمس الثلاثاء، جراء استهداف طائرات النظام لمدينة خان شيخون بغازات سامة، رجّح أطباء أن تكون “السارين”، وسط تنديد دولي واسع.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود”، في وقت سابق اليوم، إن ضحايا الهجوم على مدينة خان شيخونتعرضوا لنوعين مختلفين من العوامل الكيماويةعلى الأقل.
ونزح 40 بالمئة من سكان مدينة خان شيخون عقب هجوم النظام الكيماوي، حسب ما أفاد المجلس المحلي، في وقت سابق اليوم.