إسبانيا تحذو حذو فرنسا في مصادرة ممتلكات رفعت الأسد
7 أبريل، 2017
جيرون
صادرت المحكمة العليا في إسبانيا، ممتلكات وعقارات يمتلكها رفعت الأسد، جزار حماة، ومعاونين له، وجمّدت حساباته المصرفية، وذاك في” إطار التحقيقات في عمليات غسيل أموال”.
وذكرت المحكمة الإسبانية في موقعها الرسمي أن “القاضي خوسيه دي لاماتا أمر بمصادرة منازل صيفية، ومرائب سيارات وشقق فخمة وعقارات ريفية في جنوبي فرنسا، تبلغ قيمتها 691 مليون يورو (736 مليون دولار). بحسب “رويترز”.
وقالت الشرطة الإسبانية: إنها “نفذت عمليات مداهمة وتفتيش طالت مبانٍ تابعة لرفعت الأسد في بلدتي “مارابيلا” و”بورتو بانوس” جنوبي إسبانيا، بمساعدة الشرطة الفرنسية”، وذلك “بناءً على طلب من المحكمة الإسبانية العليا ضمن تحقيقاتها في جرائم غسيل أموال نفذتها عصابة في البلدتين، إذ أمر بمصادرة 500 عقار تابع لرفعت الأسد البالغ من العمر 78 عامًا، وأقاربه، بينها مزرعة تمتد على أكثر من 33 مليون متر مربع، وتقدر قيمتها بـ 60 مليون يورو.
وإضافة إلى العقارات التي صودرت، أغلقت السلطات الإسبانية حسابات بنكية لـ 76 شخصية اعتبارية، تشمل شركات ومؤسسات وائتمانيات يملكها أو يديرها رفعت وأقاربه، وأكدت المحكمة الإسبانية أنها “تجري تحقيقًا مع اثنين من زوجات رفعت الأسد، وستة من أبنائه، هم من بين 16 شخصية يجري التحقيق معها، دون أن تصدر مذكرة اعتقال بحق أي منهم”.
يشتبه المحققون الإسبان في أن رفعت اختلس أكثر من 300 مليون دولار من خزينة الدولة السورية، قبل أن يبدأ بشراء عقارات في إسبانيا.
يأتي قرار المحكمة العليا في إسبانيا بعد أيام -فحسب- من قرار القضاء الفرنسي مصادرة الأملاك العقارية لرفعت الأسد، بتهمة اختلاس أموال من سورية، و”تبييض أموال تبييضًا منظمًا في إطار تهرب ضريبي خطِر”، إذ رفضت محكمة الاستئناف في باريس الطعون التي تقدم بها رفعت الأسد، وأكدت عمليات المصادرة التي شملت عدة شركات، لها أملاك عقارية في أحياء فاخرة في العاصمة الفرنسية.
من بين الأملاك المصادرة منزلان فخمان في الدائرة 16 من باريس مساحة الأول 6000 متر مربع في جادة “فوش” الراقية، وتشمل تعويضات دفعتها بلدية باريس بقيمة 9.5 مليون يورو لمصادرة قطعة أرض في الدائرة 16 لبناء مساكن عامة.
تعاونت دول أوروبية عدة في التحقيق، بعد بدء الإجراءات القانونية، وذلك بعدما قدمت منظمة “شيربا” المناهضة للفساد (غير حكومية)، الدعوى القضائية الأصلية في فرنسا عام 2013، متهمة رفعت باستغلال مكاسب غير مشروعة من الفساد في سورية؛ لبناء ثروة عقارية في فرنسا، إذ وجدت السلطات الفرنسية أن معظم ممتلكات رفعت الأسد موجودة جنوبي إسبانيا.
يذكر أن رفعت الأسد متهم بارتكاب جرائم حرب في سورية، وهو ما تؤكده أدلة دامغة في حوزة السوريين، أبرزها مجزرة حماة التي راح ضحيتها 40 ألف مدني، كما أنه خاض صراعًا دمويًا على السلطة مع أخيه حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن ينتقل مع عائلته ليعيش في فرنسا، بعد أن حُلّت أزمة الأخوين بمنح احتياطي سورية من العملة الصعبة إلى رفعت الأسد؛ ثمنًا لموافقته على الخروج من سورية وتركها لأخيه.
[sociallocker] [/sociallocker]