مشهدٌ تمثيليٌ يستغلّ رعب أهالي دمشق وموالون يطالبون باعتذار

9 أبريل، 2017

معتصم الطويل: المصدر

أثار مشهدٌ تمثيليٌ لتفجير سيارةٍ مفخخةٍ في ساحة عرنوس وسط العاصمة دمشق، أمس الجمعة 7 نيسان/أبريل، موجةً كبيرةً من الغضب الممزوج بالخوف، في أوساط أهالي المدينة، الذين لم يكونوا على علم بحقيقة التفجير، والذي تقصد القائمون عليه عدم إخبار الأهالي بوقوعه لاستغلال مشاعرهم ورعبهم ليضفوا على المشهد صبغةً حقيقية، وخاصة في ظل مخاوف من ضرباتٍ أمريكيةٍ جديدة، عقب الضربات التي استهدفت مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص الشرقي.

وأفادت صفات موالية للنظام، ومنها صفحة “يوميات قذيفة هاون في دمشق”، وتحت عنوان (ألا يستحق الدمشقيون اعتذارا؟)، بأنه في وقت حسّاس، وبمكان حيوي وسط العاصمة، دوى صباح أمس الجمعة صوت انفجار، اهتزّت على إثره النوافذ والأبواب، بعد ساعات من قصف أميركي طال مطاراً عسكرياً في حمص، واعتقد أبناء دمشق أن سبب الانفجار، إما قصف أميركي آخر، أو سيارة مفخخة.

وأضاف المصدر أنه على إثر التفجير، هرع -بشكل طبيعي- سكان منطقة الشعلان والطلياني وعرنوس والجسر الأبيض والمناطق المجاورة لتفحّص ما جرى، ومُنعوا من الاقتراب، ليتبيّن لاحقاً أن سبب الانفجار هو “مشهد تمثيلي لأحد المسلسلات التلفزيونية”، دون سابق إنذار، ولا تنويه، ولا تحذير، ولا إخبار، يدوي انفجار في دمشق لأجل “مسلسل تلفزيوني”، ويدخل الرعبُ قلب العاصمة “بشكل مجّاني”، على حد تعبير الصفحة.

ونقل المصدر عن أهالي دمشق شكاويهم التي عبروا فيها عن شديد انزعاجهم من الحادثة، “فمشاعر الناس ليست لعبة، وصوت الانفجار ليس مُزاحا، في مدينة حرب، في بلد حرب، في توقيت تشتعلُ فيه الأحداث والأهوال”.

وأضافت الصفحة “وصلنا الكثير من العتب على إدارة المسلسل، والقائمين على المنطقة، فمنهم من استيقظ رعبا، ومنهم من اتصل خوفا، ومنهم من فقد الكثير في هذه الحرب ولا طاقة له للانتظار ومعرفة ما حصل”، “أفلا يستحق الدمشقيون اعتذارا؟؟!”.

وأكد موالون في تعليقاتهم على الخبر، أن القائمين على المسلسل استخدموا أهالي مدينة دمشق ككومبارس لإعطاء المشهد صبغة حقيقية، فعلّق أحدهم قائلا: “بتعرفو ليش القليلين الفهم ماخبرو عن هالمشهد الغبي يلي عملوه للناس قبل بوقت؟! لانو بدن المشهد يطلع حقيقي ميه بالميه، واستخدمو الناس ك كومبارس، بيهربو ويصرخو ويتخبوو، بس ما خطر ببالهن ممكن حدا يوقف قلبو من جلطه او ارتفاع سكر او ضغط، ما خطر ببالهم تكون مارقه هونيك حامل او مرضعه شو صار فيهم؟! لك ما خطر ببالهم ممكن الاطفال من الرعبه يقطعو الشارع بالغلط وتفوت فيهم شي سياره”.

وأردف “باختصار الله لا يوفقهم…ما عاد في ضمير ولا احساس. ولسا بدكن البلد ترجع.. لك ما بترجع طول ما في بيناتنا هيك حثاله بشر وقليلين ضمير… ان شالله كل واحد ارتعب وانأذى من تحت راسهم يصير فيهن اكتر… والله كبير”.

وأضاف آخر “والله الخوف يللي عشناه اليوم لا ينسى، والاعتذار لا يكفي، خصوصاً أننا عندما شاهدنا الدخان حاولنا ان نتسلل لنرى منظر أشلاء ورأس مقطوع، وبما أننا نعيش ونشاهد القذائف فصدقنا وتأثرنا كثيراً”، وأضاف “رشا شربتجي تستحقين أوسكار مرسوم عليه رأس حمار، ويجب أن تحاسبي على بث الرعب والخوف، والاعتذار غير مقبول”.

وعلّق آخر “بسوريا لا قيمة للمشاعر ولا للاحاسيس، قال فن قال… طز اذا بدو ينزل دمعة لطفل، واذا بدو يرعب عجوز، واذا بدو يوتر شاب… طز بهيك فن لا يحترم الناس ويالي عطاهم الموافقة كمان، كانو مو من الشعب”.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]