فاق مستويات الحرب الباردة.. النشاط الروسي البحري بأوروبا قد يؤدي إلى تقسيم وتشتيت بحلف الأطلسي

10 أبريل، 2017

صرحت مسؤولة عسكرية بارزة في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أن النشاط البحري لروسيا في أوروبا في الآونة الأخيرة تجاوز المستويات التي شهدتها الحرب الباردة وأبدت قلقها من إمكان أن تؤدي طبيعة نشر القوات إلى “تقسيم وتشتيت” رؤية حلف شمال الأطلسي.

وقالت الأميرال البحرية “ميشيل هاوارد” التي ترأس قيادة القوات المشتركة المتحالفة في نيبال وتقود قوات البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا إن روسيا صعدت بوضوح تحركاتها البحرية في السنوات الأخيرة رغم أن حجم أسطولها أقل الآن مما كان عليه وقت الحرب الباردة.

وقالت “هاوارد” مساء أمس خلال مؤتمر عن الدفاع الصاروخي “نشهد نشاطاً لم نر مثله حتى في عهد الاتحاد السوفيتي. إنه نشاط يمثل سابقة”.

وأشارت إلى نطاق واسع من الأنشطة التي تشمل نشر روسيا لحاملة طائراتها “أميرال كوزنتسوف” في البحر المتوسط وزيادة الدوريات في شمال المحيط الأطلسي والبحر الأدرياتيكي ونشر كبير للغواصات في أماكن خارجية وحركة الغواصات في البحر الأسود.

وأوضحت “هاوارد”: “إنها بحرية عالمية، أتفهم ذلك. لكن النشاط على هذه الساحة زاد بدرجة كبيرة في العامين الماضيين”.

وقالت إن هناك خطراً أن ينصب تركيز الدول الأعضاء في الحلف على مناطق الاهتمام الأقرب لهم في حين يفقدون الرؤية الشاملة للتحركات الروسية في مناطق أخرى.

وتابعت: “عندما تفكر فيما يحدث عندما يحركون قواتهم، تنظر إلى الحلف وتجد أنهم يقسمون ويشتتون رؤية الحلف.”

وتأتي تصريحات “هاوارد” وسط تصعيد حاد في التوترات بين روسيا والولايات المتحدة بعد أن أطلقت واشنطن 59 صاروخاً على قاعدة جوية في سوريا ردا على هجوم بالغاز قتل العشرات.

وبيّنت روسيا أن المناورات البحرية الروسية قابلتها زيادة في هجمات موسكو على الإنترنت وعدد ثابت من اقتراب الطائرات الروسية من سفن أمريكية أو سفن تابعة لدول التحالف في البحر.

وتوترت العلاقات بين موسكو والغرب منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014 ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا.

وحشد حلف شمال الأطلسي قوات في بولندا ودول البلطيق لتشكل رادعاً وتسلط الضوء على قوة التحالف لكن قلق المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يزداد أيضاً بشأن ما يصفونه باستخدام موسكو للدعاية والهجمات الإلكترونية للتأثير على الانتخابات الغربية.

وتنفي روسيا زعم واشنطن بأن موسكو سعت إلى التأثير على الانتخابات الأمريكية وتعتبر حشد حلف شمال الأطلسي للقوات في أوروبا استفزازاً.

وقالت “هاوارد” إن أعضاء حلف الأطلسي يتعاونون لزيادة قدراتهم وليرسلوا بإشارة واضحة بشأن قوة وعزم الحلف.

وأشادت باتفاق وقع في الآونة الأخيرة بين ألمانيا والنرويج لبناء غواصات جديدة معاً باعتبار ذلك علامة على زيادة التعاون وقالت إنها ترحب بمزيد من الجهود من جانب الشركات الأوروبيين لحشد الموارد.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]