شروط سهلة ومسابقات كثيرة.. نظام الأسد يرمي بطعم الوظيفة لتجنيد الشباب في حربه
19 أبريل، 2017
علي الأمين ـ خاص السورية نت
ما إن بدأ العام الجديد وانطلقت أيامه الأولى، حتى بدأت مؤسسات ووزارات نظام الأسد بالإعلان عن فرص عمل جديدة، من خلال مسابقات تتضمن شروطاً تعتبر سهلة جداً مقارنة بالشروط المفروضة سابقاً.
ويتساءل كثير من السوريين في الداخل عن الحجم الكبير لفرص العمل التي هطلت فجأة على مسامعهم، ويبدون استغرابهم من إلغاء العديد من الشروط التعجيزية التي كانت مفروضة سابقاً للتقدم للمسابقات في حكومة نظام الأسد.
مسابقات وفرص عمل
بلغ عدد المسابقات المعلن عنها منذ بداية عام 2017 وحتى الآن أكثر من 25 مسابقة، أما عدد فرص العمل فتجاوز 15 ألف فرصة عمل خلال 3 أشهر.
وقد تمكن نظام الأسد من تقديم العديد من الفرص، ورفع عدد الوظائف الحكومية، بعد أن تخلى كثير من السوريين الذين رحلوا عن ديارهم إما عبر التهريب أو عبر منح موافقات سفر عن وظائفهم التي كانوا يشغلونها.
وفي حين، لا تعتبر الوظيفة في نظام الأسد، مكسباً لمن غادر سوريا، كون الدخل الشهري لها لا يتجاوز 80 دولار لموظفي الدرجة الأولى، و60 دولاراً للدرجة الثانية، و50 دولاراً للدرجة الثالثةـ إلا أنها تعد خياراً مقبولاً للشباب الذين بقوا في سوريا، ولا يجدون فرص عمل، ولم يتح لهم سبيل للسفر خارج بلد يعيش أغلب سكانه على دولارين يومياً.
ومن الملاحظ في جميع الوظائف الجديدة أنها لا تتضمن شرطاً رئيساً لم يتخلَّ عنه النظام سابقاً، وهو أن يكون المتقدم للمسابقة مؤدياً للخدمة الإلزامية.
لماذا تخلى النظام عن شروطه؟
يؤكد صحفي يعمل لدى النظام في حديثه لـ”السورية نت”، رافضاً الكشف عن اسمه خوفاً من الاعتقال، أن نظام الأسد سمح لكثير من الموظفين في السابق بالسفر خارج البلاد ومنحهم تأشيرات خروج رغم معرفته المسبقة أن معظمهم لن يعود، ومرد ذلك أن كان يرى أن هؤلاء لا يمكن أن يستفيد منهم، لأنه توقع أن الحل العسكري سينهي واقع الثورة خلال سنتين أو 3 سنوات.
ويتابع: “لكن امتداد أمد الصراع جعل الأسد يلجأ إلى سحب الشباب إلى الاحتياط، أو محاولة زج بعضهم في الخدمة الإلزامية، حتى فرغت الكثير من المؤسسات من الشباب أو كادت، وذلك بسبب خدمتهم بالاحتياط أو بسبب تعرضهم للتهجير، إضافة لفقدان العديد منهم في المعارك”.
وبحسب مصادر خاصة لـ”السورية نت”، فإن نظام الأسد بفتحه لباب التوظيف بشكل كبير في مؤسساته، يسهل عليه سوق الموظفين الشباب الجدد نحو الخدمة الاحتياطية أو الإلزامية.
فمن خلال حصوله على عناوينهم أصبح قادراً على الاطلاع الدائم على أمورهم، إضافة إلى أن أي موظف لا يستطيع مغادرة سوريا قبل الحصول على موافقة من الوزير الذي تتبع له دائرته، وبالتالي فمن المتوقع منعهم مستقبلاً من المغادرة، ما يسهل عليه سوقهم إلى ساحات المعارك.
ويؤكد أستاذ جامعي من كلية التربية في أحد جامعات سوريا لـ”السورية نت”، وقد طلب عدم الكشف عن اسمه خوفاً على سلامته، أن تلك المسابقات التي ظهرت فجأة ربما يكون الهدف منها الإبقاء على عدد كبير من الشباب من أجل استدراجهم إلى التجنيد.
ويشار إلى حكومة الأسد تقدم 50 بالمئة من الوظائف المطروحة في مسابقات الجهات العامة، لصالح “ذوي الشهداء” والعسكريين والمصابين بعجز، وكل من في حكمهم.
الجدير بالذكر أن نظام الأسد يحاول زج من تبقى من الشباب داخل المعارك الحاصلة في سوريا، سواء بالإغراء أم بالإكراه أم بتجنيدهم من السجون أو الجامعات، وهو يلجأ إلى تجنيد النساء والأطفال أيضاً.
وخلال العام الماضي، أصدرت “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة” التابعة لوزارة الدفاع في حكومة النظام بياناً دعت فيه المواطنين في مناطق سيطرة النظام للانتساب إلى الألوية التطوعية، على أساس أن تقوم فكرة هذه الألوية على تدريب وتسليح المدنيين من موظفين وطلاب ومتطوعين ضمن لجان شعبية مهمتها حماية المناطق التي تسكنهh>
[sociallocker] [/sociallocker]