الحجز التنفيذي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لـ “صائب نحاس” وولديه

17 أغسطس، 2015

 

صائب نحاس حصل على قروض من المصارف السورية وتسهيلات ائتمانية بقيمة (3.8 مليار ل.س)

مخرز دوت كوم-

في خطوة مفاجأة أصدر مصرف سورية المركزي بتاريخ 01/08/2015 تعميماً إلى جميع المصارف العاملة في سورية ومؤسسات التمويل الصغير بالحجز التنفيذي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لكل من رجل الأعمال المحسوب على النظام صائب نحاس وولديه محمد صبيح وهادي.

وحصل موقعنا مخرز دوت كوم على نسخة حصرية من هذا القرار نضعه أمام السوريين ليعرف الذين منهم مازال متمسكاً بنظام القمع والاجرام  وأزلامه، أنه نظام مافيوي بامتياز فهو يقوم بابتزاز حتى من يساعده في تمويل ارهابه، وفي مرات أخرى يقوم بمنحه مايريد. هذا هو صائب نحاس الذي ولد في دمشق، وترعرع في مكاتب مخابرات النظام فأصبح دمية لهم يستخدمونه اليوم، ويرمونه غداً ، وقد ينتشلونه بعد غد.

صائب نحاس، رجل الأعمل الردئ والمطوبز رقم 1

صائب شفيق نحاس: مواطن سوري ، دمشقي المولد، شيعي الديانة، و في روايات أخرى يقال أنه من أهم رجال الأعمال، لكن لا تتوفر لدينا معلومات لأي شريحة من الشعب السوري تعود هذه أهميته.

منذ تسعينيات القرن الماضي انتشر مفهوم ” الطوبزة” في المجتمع السوري بشكل لافت، ولرجل الأعمال المذكور الدور الكبير في انتشار هذا المفهوم ، فهو الاقتصادي العتيق، من مواليد محلة البحصة البرانية في دمشق العام 1937، هو الذي أدخل الميكرو باصات أو السرفيس إلى سورية، حيث كان ثمن السرفيس يبدأ بـ (مليون ل.س) أو أكثر قليلا”، وهو رقم خيالي أنذاك.

يحدث أن السوريين وَنظراً لمستوى الرفاهية الذي ينعمون به في ظل نظام البعث، يعتمدون بشكل رئيسي في تنقلاتهم على الميكرو باصات بسبب انخفاض تكلفتها مقارنة بالسيارات العمومية، أومقارنة بشرائهم سيارات جديدة.

من الغريب وفي بلد مثل سورية، كان يتبختر زهوّاً في أحياء عاصمتها في العام 1904 تحديداً، خط ترام كهربائي متطور يربط أهم مناطقها و محلاتها بشكل جميل وَأنيق، أن يعتمد شعبها منذ قرابة الثلاثة عقود وحتى اليوم على الميكرو باصات القبيحة التي استوردها النحاس لدرجة أنها شبهت فيما بعد بـ ( الجرذان أو (الجرادين بين العامة)).

(تعال نوقف شي جردون نركبو)، يقول أحد السوريين وهو يحاول الوقوف صامداً أمام تعب الانتظار.

في سورية، لصعود الميكروباص تكتيكات و مهارات تكتسب بالممارسة، ولا يمكن تعلمها نظرياً كونها متجددة و تختلف باختلاف نوع الميكروباص أو خط السير الخاص به، أو بحسب المنطقة التي ينحدر منها السائق، حيث تشاع عدة نصائح بين الناس لصعود الميكروباص بأبهى حلة، ودون أي احراج، وَسأعدد بعضها:

  • إن كنت أنثى، يفضل أن ترتدي ثياب طويلة أو بنطال، و في حال ارتديتي بنطالاً، يستحسن أن ترتدي كنزة أو جاكيب طويل، عندها تستطيعين “الطوبزة” بأمان دون أن يتكشف جزء من جسدك فيشتعل السيرفيس بالنشوة، و تحمر الوجوه الخجلة “إن وجدت”، و تطلق بعض صيحات الاستغفار أو الاعجاب.
  • و إن كنت ذكراً، يجب عليك أن تمسك بحزام بنطالك، أو نهاية كنزتك لتغطي ظهرك أو مؤخرتك، فتجنب بذلك الصبايا و الشباب عناء رؤية مفاتنك الجذابة.
  • و بشكل عام على كل من يركب بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه أو عمله أن يطأطئ رأسه و يحني ظهره ليتمكن من صعود الميكروباص، و في حال ارتطم رأسك بأعلى الباب أو دست على قدم أحد الركاب، لا تقلق و لا تهتم بنظرات الناس أو ضحكاتهم أو حتى مواساتهم لك، اعتذر بهدوء و ابتسم و اعلم أنهم وقعو بهذا الموقف من قبل، أو سيأتيهم الدور عاجلاً أم آجلاً.
  • حاول الجلوس في المقعد المجاور للسائق، أو في مقعد بالسيرفيس، عندها تتجنب الكثير من المواقف المحرجة، و النزول و الصعود لأجل أن تفسح المجال لغيرك.
  • من أهم الاحتياطات أن تتذكر النصيحة التالية ((لا تجمع الحساب للسائق))، و لا تدخل في جدال معه حول من دفع أم لم يدفع. قم فقط بالدفع عن نفسك و لا تأبه بغيرك، كن أناني بطبعك حتى لا يتعكر مزاجك في كل مرة تصعد بها إلى السيرفيس.

لقد استرسلت قليلاً في شرح أحد أنشطة صائب نحاس، لكن هذا ضروري كونه القطاع الذي أثر بشكل مباشر في الشعب السوري و طريقة حياته، لكن هذا التأثير كان سلبياً، وَمهيناً، ويخلو من أي معايير للكرامة و احترام الانسان السوري. هذه أحد النشاطات التجارية لرجل الاعمال المذكور لكن له مجالات أخرى فهو يعمل في السياحة و المقاولات و الوكالات والصناعة تحت اسم (مجموعة مؤسسات نحاس) المؤلفة من حوالي (30) شركة تتوزع مابين سورية و الامارات و لبنان الاردن و العراق، حيث نذكر منها:

شركات  يملك النحاس منها حصة 50%:

  • معمل لصناعة ودرفلة الحديد (السودان)
  • شركة التقنية للانشاءات (سورية).
  • شركة ابن زهر للصناعات الدوائية (سورية).
  • شركة (فامكو).
  • شركة الماجد للسفر ( دبي- الإمارات المتحدة(
  • الشركة الصناعية المتحدة للمنتجات الغذائية.
  • شركة للنقل المبرد ( كارينا )
  • شركة نحاس و علم الدين.
  • شركة المشرق العربي للتأمين (سورية)،  يمتلك منها النحاس حصة 25%.

شركات يملك النحاس منها مابين 3 % و 20%.

  • شركة الصناعات الكيماوية.
  • شركة ترانستور المعروفة للسوريين.
  • فرنسا بنك (سورية).
  • شركة السيدة زينب للسياحة.
  • الشركة العربية السورية لتطوير المنتجات الزراعية.

ومن الشركات الأخرى التي يملكها النحاس في سورية:

  • نحاس للآليات و التجارة (آليات فولفو).
  • نحاس للسفريات ( الخطوط الجوية النمساوية)
  • شركة الأليات الحديثة (منطقة حرة دمشق)
  • وكالة الآليات الثقيلة (هوندا)
  • مؤسسة التنفيذ للمركبات (وكالة فولفو و بيجو)

كل ذلك، ولم يترك النحاس تأثيراً على أبناء بلده ((إن صح التعبير))، سوى إجبارهم على “الطوبزة” لعشرات السنين داخل الميكرو باصات التي استوردها، و التي في غالب الظن لم يرها إلا في الصور.

فكيف تحول عراب الطوبزة في سورية إلى “المطوبز رقم 1″؟؟؟

لقد تبين بعد حصولنا على نسخة خاصة بموقع مخزر دوت كوم عن وضع القروض وَالتسهيلات المصرفية الحاصل عليها هذا الرجل من المصارف السورية فقط أنه حصل على قروض وتسهيلات ائتمانية بقيمة (3.8 مليار ل.س)، وهو أمر مألوف لمجموعة اقتاتت على مال الشعب السوري كمجموعة نحاس التي باتت توصف بالعالمية، لكن من غير الطبيعي وَ الخطير مايلي:

  • إن معظم التسهيلات الحاصل عليها النحاس من المصارف السورية تم تجديدها أو منحها بعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011، حيث كانت قروض النحاس تشهد تراجعاً قبل ذلك، فمثلاً في العام 2010، بلغت حوالي 400 مليون ل.س فقط أي ما نسبته 11% من القروض الممنوحة حتى بداية العام 2015.
  • حصل صائب نحاس على قروض وسلف مصرفية من معظم البنوك السورية عرف منها 10 بنوك محلية هي: المصرف التجاري السوري (وله الحصة الأكبر من القروض الممنوحة)، بنك سورية الدولي الاسلامي، المصرف الدولي للتجارة و التمويل، بنك الشام الاسلامي، بنك قطر سورية، بنك سورية و الاردن، بنك بيمو السعودي الفرنسي، بنك سورية و المهجر، البنك العربي –سورية، بنك الشرق –سورية، وبذلك يحصل على مصادر تمويل من جهات مختلفة تجعل من الرقابة عليه أمراً معقداً.
  • إن جميع القروض و التسهيلات الائتمانية الحاصل عليها النحاس من المصارف السورية الخاصة هي مقابل كفالة شخصية لابنه محمد صبيح، أو بدون ضمانة (على بياض)، باستثناء المصرف التجاري السوري الذي حصل على رهن عقاري من الدرجة الأولى على عقارات تعود للنحاس مقابل منحه تسهيلات هي الأكبر من حيث القيمة، وهنا ننوه أن التسهيلات الممنوحة على بياض تشكل خطراً ائتمانياً مباشراً بنسبة 100%، و قد تعاني البنوك مشاكل مادية و قانونية كبيرة في حال اضطرت لاتخاذ الاجراءات القانونية بحق النحاس في حال عدم تسديده للمستحقات بتواريخ استحقاقها.
  • إن جميع الديون الحاصل عليها النحاس حالياً هي مستحقة للسداد في جميع البنوك السورية العامة والخاصة    و تحمل تصنيف (ديون رديئة)، وهو أسوأ درجات التصنيف السلبية بحق أي عميل مصرفي. و بالتالي يترتب على البنوك المانحة لهذه الديون حجز مؤونات من أموالها الخاصة (أموال المساهمين و المودعين فعليا“)، قد تصل إلى 20% من قيمة التسهيلات كونها بدون ضمانات، وفقاً لقرارات التصنيف الائتماني الصادرة عن مصرف سورية المركزي.
  • لقد حاولت العديد من المصارف السورية الخاصة تحصيل جزء من الديون المتراكمة على رجل الأعمال (المخضرم)، لكن لم تستطع الحصول سوى ما تعبر عنه مقولة (من الجمل أذنه)، وعندما قررت رفع دعاوى قضائية ضده، تبين أن المصرف التجاري السوري وضع إشارة حجز تنفيذي على عقارات النحاس الأساسية   و القابلة للبيع بسهولة، وبالتالي حرم جميع المصارف الأخرى من نعمة الحجز بشكل عام، كونه مصرف حكومي.

هو نفسه النحاس صائب ابن شفيق، لم يشفع له تشيعه و لا أصوله الدمشقية ولا علاقاته الكونية من ملاحقات البنوك و المصارف له، لكنه يناور، وَيستغل علاقته في تأجيل أو إعادة هيكلة ديون تقدر بالمليارات و دون أية ضمانات فهو مواليد ال 1937 فإن أخذ الله أمانته اليوم (راحت المصرات)، أما المحاكم فالأيام بيننا… بل السنوات. هو المحترف في طأطأة الرأس والانحناءات حتى ينال ما يريده، رخيص مهما ارتفع رصيده في بنوك العرب، وَالغرب.

رديء كديونه، وَمطوبز للنظام و أسياده ، في حين يُمنع السوريون من الحصول على قروض استهلاكية أو تجارية بسيطة بحجة ارتفاع المخاطر الائتمانية ، و ظروف الحرب، وفي حال قبول بعض منها منح أي نوع من القروض فإنها تشترط حصولها على ضمانات وكفالات دون أي تساهل، يحصل صائب النحاس على مليارات الليرات السورية ، وبدون أي ضمانات.

في النهاية يراقب صائب نحاس الشعب السوري وهو يناضل لاستعادة كرامته المسلوبة و انسانيته المهدورة، في حين يستمر هو في حياته بلا كرامة، يتبع لمعلمه الايراني و نظامه الأسدي،.. سيموت ولن يذكره السوريون سوى بالطوبزة كلما صعدوا إلى السرافيس أو جلسوا على كرسي الحمّام….