استمرار تهجير حي الوعر أسبوعياً وممارسات حواجز النظام تضاعف أعداد المهجّرين

25 أبريل، 2017

زين العمر: المصدر

تستمر عملية تهجير أهالي حي الوعر بشكل فاضح أسبوعياً، وقد تم ظهر اليوم الإثنين (24 نيسان/أبريل)، خروج نحو 1800 مهجرٍ جديدٍ تركوا منازلهم، وهجروا إلى مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، بعد رفضهم العودة لظل سقف نظام بشار الأسد.

وأفاد مكتب تسجيل الخارجين من حي الوعر أنه تم خروج ستة دفعات، وبانتظار تهجير ستة دفعات أخرى ستتبعها وفق الاتفاق الذي ضمن تنفيذه الطرف الروسي.

وفي المقابل يحاول النظام مع الطرف الروسي بث رسائل تطمين لأهالي حي الوعر يحثهم بها على البقاء وعدم ترك الحي، وتم رصد هذه التطمينات من خلال ندوات ومطالبات أقامها النظام في مدينة حمص، ومن خلال صعود محافظ النظام وشخصيات دينية إلى حافلات المهجرين يطالبوهم بالبقاء، وبعض برامج التلفزيون السوري التي ترصد وترقب عملية تهجير المدنيين، وتوثق إجرام النظام في انتهاك القوانين الدولية لحقوق الإنسان.

ما الذي يُجبر أهالي حي الوعر على الخروج من منازلهم؟

مع توالي خروج هذه الدفعات التي يحمل أصحابها حقائب خيطت من بطانيات الإغاثة وشوادرها، لتصبح أكياساً كبيرة تتسع لأحلامهم بالأمان والسلام، وفي خطابات أزلام النظام تسمع عبارات الحض على عدم الرحيل، بينما على الأرض يمارسون كل الموبقات ليحسم أمره ذاك المتردد ويقرر الرحيل.

تستمر ممارسات النظام الحاقدة ضد أهالي حي الوعر الذين يتعرضون للذل والهوان أمام أصغر عنصر بلا رتبة يوجد على الحاجز الفاصل بين الحي والمدينة، هذا الحاجز صاحب السمعة السيئة والذي يتناول عناصره بألسنتهم النساء والرجال.

وتحدث لـ “المصدر”، “زياد” أحد الأشخاص الذين غيروا رأيهم في البقاء واختاروا الخروج، بعد عبوره حاجز الشؤون الفنية قاصداً زيارة الأهل والمدينة، ليعود سريعاً لحي الوعر، راغباً بالخروج من هذا الحي، حيث قال “عشرات العناصر تقف تترصدنا عند الحاجز، يتأملوننا ويحدّقون بنا، وكأنهم ينتظرون فرصة الانقضاض علينا، واحد منهم فقط يقوم بتفتيش رتل يشكله مئات الأشخاص الخارجة من الحي، مستعرضاً لرفاقه بطريقة ساخرة ما يحمله الناس من حاجياتهم الخاصة”.

وتابع “زياد”: “نقف عاجزين أمام كرامات الناس المهدورة، أي استكبار وأي حماقة وأي قناعات يريدون أن يزرعوها بين الناس بأنهم على العهد ماضون”.

وأردف “ولأن جهابذة النظام في حمص لم تقم بأي عمل فعلي لتطمين الناس والإفراج عن المعتقلين، بل يستمر اعتقال الناس على المعابر وتستمر ممارساتهم التشبيحية ضد أهالي مدينة حمص، ليضاف كل ذلك لمن قام بفرض الحصار وحرمان الطفل من رغيف الخبز والحليب، وقام باستهداف الكاهل حتى داخل الملاجئ، وحرم المريض من الدواء، فلأجل من سيبقى؟”.

هذا وستخرج من حي الوعر في مطلع الأسبوع القادم دفعة جديدة باتجاه مدينة إدلب، ليستمر تهجير المدنيين أسبوعياً دون وجود حل يلوح في الأفق القريب، ليوقف عملية التغيير الديمغرافي في هذا الوطن الجريح.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]