100 يوم على رئاسة ترامب.. يحن لأيامه السابقة وزعماء العالم يبحثون عن طرق التعامل معه

28 أبريل، 2017

بدا الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” تواقاً لحياته قبل دخول البيت الأبيض، وبعد مرور 100 يوم في عمله قال: “كنت أعشق حياتي السابقة. كانت لدي أشياء كثيرة جداً (…) الآن لدي عمل أكثر مما كان في حياتي الماضية. كنت أظن أن الأمر سيكون أسهل”.

وخلال حوار أجرته معه وكالة “رويترز” عن أول 100 يوم في عمله أبدى “ترامب” أنه يحن لقيادة السيارات ويشعر وكأنه محبوس في شرنقة، أنه لم يكن يدرك مدى صعوبة وظيفته الجديدة.

وبعد أن كان رجل أعمال ثرياً في نيويورك تولى ترامب منصبا عاما لأول مرة حين دخل البيت الأبيض في 20 يناير كانون الثاني بعد أن هزم منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

وقال الرئيس الجمهوري من مكتبه في البيت الأبيض: “تفضلوا، يمكنكم أخذ هذا. هذه هي الخريطة الأخيرة للأرقام”. وسلم نسخاً لخرائط للولايات المتحدة عليها علامات باللون الأحمر على المناطق التي فاز فيها. وقال: “هذ يبدو جيداً جداً. أليس كذلك؟ من الواضح أن الأحمر يمثلنا”. فالرئيس الأمريكي ورغم مرور خمسة أشهر على فوزه بالانتخابات الرئاسية مازالت تلك الانتخابات تستحوذ على تفكيره.

وقال ترامب إنه لم يكن ينعم بالخصوصية في “حياته الماضية” لكنه عبر عن اندهاشه لضآلة القدر المتوافر الآن. وتحدث كيف أنه لا يزال يحاول التعود على وجود حماية من جهاز الأمن الداخلي على مدار الأربع والعشرين ساعة وما يفرضه ذلك من قيود.

وأضاف: “أنت تعيش فعلياً داخل شرنقتك الصغيرة لأن هناك مثل هذه الحماية الضخمة التي تحرمك فعلياً من الذهاب لأي مكان”.

لم تتغير أشياء كثيرة في حياة “ترامب” التي انتقل فيها إلى الرئاسة بعد أن كان يقدم حلقات من برامج الواقع ورجل أعمال يدير إمبراطوريته من الطابق السادس والعشرين من برج “ترامب” في نيويورك وتكاد اتصالاته الهاتفية لا تتوقف.

وهو يداوم الاتصال بأصدقائه وزملائه السابقين طلباً للنصح وتلقي الدعم الإيجابي. ويقول كبار مساعديه إنهم أذعنوا لهذا الأمر.

واختلف “ترامب” مع كثير من المؤسسات الإخبارية منذ حملته الانتخابية وقرر عدم حضور عشاء مراسلي البيت الأبيض في واشنطن يوم السبت لأنه يشعر أن وسائل الإعلام لم تنصفه.

زعماء العالم و”ترامب”

ومرور 100 يوم على توليه مهام الرئاسة، اضطر زعماء الدول الكبرى في العالم إلى التكيف مع أسلوبه السياسي غير التقليدي.

وكان “ترامب” هاجم الصين كثيراً أثناء حملته الانتخابية وهدد بفرض عقوبات ضدها وإقامة علاقات رسمية مع تايوان. وعلى هذه الخلفية اختار الرئيس الصيني “شي جين بينغ” الانتظار ولم يتصل بنظيره الأمريكي بعد انتخابه للتهنئة قبل أن يحصل على التأكيدات المطلوبة من جانب واشنطن، خاصة فيما يتعلق بسياسة “الصين الموحدة”.

وزار “جين بينغ” مزرعة “ترامب” في فلوريدا يوم 7 أبريل/نيسان واتفقا على التعاون في ممارسة الضغط على كوريا الشمالية. من جهته تراجع الرئيس الأمريكي عن مواقفه السابقة حيال الصين وتخلى عن فكرة الحرب التجارية ضد بكين.

أما الرئيس المكسيكي “أنريكي بينيا نيتو” فوقع في وضع حرج للغاية بعد انتخاب “ترامب” رئيساً للولايات المتحدة، بسبب وعود الأخير بإقامة جدار على الحدود بين البلدين على حساب المكسيكيين وتهديده بترحيل الملايين منهم  من الولايات المتحدة.

وحاول “نيتو” ضبط النفس والتحلي بالصبر وإجراء مباحثات مع “ترامب” ساعياً إلى التركيز على المصالح المشتركة، إلا أنه اضطر أخيراً إلى إلغاء زيارته إلى واشنطن بعد أن هاجم ترامب المكسيك من جديد في يناير/ كانون الثاني الماضي.

من جهته أثار رئيس وزراء أستراليا “مالكولم تيرنبول” غضب الرئيس “ترامب”، على ما يبدو، أثناء مكالمتهما الهاتفية بعد انتخاب “ترامب”، بعد أن ذكّر بوعد الرئيس السابق “باراك أوباما” باستقبال آلاف اللاجئين الموجودين في أستراليا.

كما أدى قرار “ترامب” الخاص بإلغاء اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ إلى زيادة التوتر في العلاقات بين البلدين.

ومن المتوقع أن يعقد لقاء بين زعيمي البلدين في نهاية المطاف في نيويورك الأسبوع المقبل.

أما رئيس الوزراء الكندي “جاستين ترودو” والمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” فحاولا تنبي النهج البراغماتي والامتناع عن استفزاز الرئيس الأمريكي المندفع والتركيز على المصالح المشتركة.

 بدوره أشاد رئيس الوزراء الياباني “شينزو آبي” بمزايا “ترامب” وخصائصه العملية وشكره على فرصة قضاء عطلة نهاية الأسبوع معا.ً

وعلى ما يبدو، كان لنهج “آبي” تأثير إيجابي على الرئيس الأمريكي الذي تحدث بعد ذلك عن علاقته الودية مع رئيس الحكومة اليابانية، قائلاً: “لدينا علاقات جيدة جداً جداً وبيننا كيمياء جيدة جداً”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

28 أبريل، 2017