‘وكالة: أمريكا تنتهك اتفاقية حلف الناتو من أجل دعم الميليشيات الكردية في سوريا’

30 أبريل، 2017

قالت وكالة الأناضول، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة، تسعى إلى تقوية الميليشيات الكردية على الحدود السورية من خلال تعزيز مساعداتها العسكرية، معتبرةً ذلك انتهاكاً لاتفاقية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ووفقاً للاتفاقية ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون ملتزمة بتعزيز أمن “الحليف التركي”، وبالتالي عدم دعم التنظيمات التي تهدد ذلك الأمن. كما تتفق الدول الأعضاء في حلف الناتو، الذي لعبت الولايات المتحدة دوراً بارزاً في وجوده وتطويره وكانت أكبر المساهمين فيه، على تعزيز الدفاع الجماعي والمشترك زمن الحرب والسلم، وتوحيد الجهود لحماية الأمن.

وتقول المادة الثالثة من معاهدة حلف شمال الأطلسي: “يعمل الأطراف فرادى ومجتمعين، من خلال الاعتماد الذاتي الفعال، والدائم، والدعم المتبادل، على تحقيق قوة مقاومة وقناعة ذاتية ومشتركة ضد الهجمات والاعتداءات المسلحة والاستمرار في تطوير ذلك”.

فيما تقول المادة الخامسة، إن “أي اعتداء أو هجوم أو عدوان مسلح ضد أي طرف في حلف الناتو، يعتبر عدوانًا على جميع دول الحلف”.

استهداف الميليشيات الكردية

وأشارت الأناضول أنه بناء على ذلك فإن “جميع دول الحلف متفقة على أنه في حال وقوع مثل هذا العدوان المسلح ينبغي على كل طرف منهم تقديم العون والمساندة للطرف أو الأطراف التي تتعرض للعدوان باتخاذ الإجراءات الذاتية، وبالتعاون مع الأطراف الأخرى دون تأخير، بما في ذلك استخدام قوة السلاح إذا تطلب الأمر لإعادة الأمن”.

واستهداف سلاح الجو التركي، حليف الولايات المتحدة وفق معاهدة حلف شمال الأطلسي، فجر الأربعاء الماضي، مواقع لميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردي  بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، التي تعد  امتدادا لحزب “العمال الكردستاني” المصنف إرهابياً في أمريكا وتركيا، وعقب ذلك بدأت تصدر تصريحات مثيرة للاهتمام من قبل المسؤولين الأميركيين في واشنطن.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، الميجور أدريان رانكين غالاوي، في بيان مكتوب وجهه لوكالة الأناضول، إن “الغارة الجوية (التركية) هذه؛ لم يتم الموافقة عليها من قبل التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش وأدت إلى مقتل قوات متحالفة معنا، بما في ذلك قوات من البيشمركة”.

هجمات على الحدود

وعقب الغارة الجوية التركية التي استهدفت أيضاً مواقع لـ”حزب العمال الكردستاني”، في قضاء سنجار التابع لمحافظة الموصل شمالي العراق، استخدمت الميليشيات الكردية الموجودة على الحدود السورية، صواريخ “تاو” (TOW) الأميركية الصنع، ضد عناصر القوات المسلحة التركية على خط الحدود.

واستهدفوا في 26 أبريل/ نيسان الجاري، مخفراً تركياً على الحدود مع سوريا، في قضاء “قزل تبه” بولاية ماردين (جنوب شرقي تركيا)، وسجلوا الهجوم على مقطع فيديو، ونشروه في وسائل التواصل الاجتماعي، كما سجلوا لحظة إطلاق الصاروخ أميركي الصنع باتجاه الهدف.

كما أكّد مصدر عسكري تركي اطلع على التسجيلات المصورة، لوكالة الأناضول، صحة المشاهد، مؤكّدًا كذلك أن السلاح المستخدم ضد الموقع التركي كان من طراز “تاو” أميركي الصنع.

ونشرت عناصر تابعة لـ”العمال الكردستاني” في وقت سابق، صوراً ومشاهد مسجلة على شبكة الإنترنت، أكّدت فيها امتلاكها صواريخ “تاو” الأميركية المضادة للدبابات.

وكانت الميليشيات الكردية شنت منذ 26 أبريل/ نيسان 2017، عدة هجمات ضد أراضي الجمهورية التركية، والتي هي إحدى دول حلف الناتو، وذلك انطلاقًا من الأراضي السورية.

أسلحة أمريكية 

ومن خلال رصد أجرته وكالة الأناضول للتسجيلات المصورة التي نشرها مسلحو الميليشيات الكردية شمال سوريا، أوضحت الوكالة أن مسلحي المنظمة يمتلكون مجموعة من الأسلحة الأميركية أبرزها صواريخ مضادة للدبابات “تاو”.

وأضافت أن مسلحي الميليشيات يمتلكون مجموعة من مرابض إطلاق قاذفات الصواريخ، وقذائف هاون عيار 80 و120، وقذائف قنابل يدوية (أم كي 19)، وبنادق “ام 16″، وسيارات عسكرية نوع “هاموي” (Humwe)، وناقلات جند مدرعة “كوغار”، وطائرات مراقبة صغيرة بدون طيار، وغيرها من الأسلحة والذخائر، وجميعها أميركية الصنع.

وتسيطر الميليشيات الكردية لى نحو 65 بالمئة من الأراضي السورية الواقعة على الحدود مع التركية، وذلك من خلال دعم سخي أغدقته الولايات المتحدة على الميلشيات في إطار محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.  

وبدأت الميليشيات الكردية التي تعتبرها واشنطن حليفة لها في المنطقة، تطلق على نفسها اسم “قوات سوريا الديمقراطية”، بعد أن جمعت حولها عام 2015 بعض المجموعات الصغيرة التي تتلقى دعمًا لوجستيًا من الأكراد، في الوقت الذي بقي فيه مسلحو “وحدات حماية الشعب” الكردية يشكلون الأغلبية الساحقة لتلك القوات.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]