رصاصة زوج غاضب أقعدتها مدى الحياة وطائرةٌ قتلت بصيص الأمل

4 مايو، 2017

ولاء عساف: المصدر

فاطمة القاسم فتاة من ريف إدلب الشرقي، عمرها لم يتجاوز الثامنة عشرة، اصيبت برصاصة في ظهرها لتقول هذا ما خلفته لنا الثورة من مفاهيم يتمسك بها الجاهلون حتى انهم لا يعلمون سبب حمل السلاح.

تقول فاطمة إنها كانت قد تزوجت ككل الفتيات، ولكن زوجها كان سريع الغضب والانفعال “وهذا ما عانيت منه في حياتنا الزوجية، بقيت معه حوالي السنة والنصف عندما جاء اليوم المشؤوم”.

تضيف الفتاة الجالسة على كرسيها المتحرك “عندما دخل زوجي المنزل غاضبا بعد شجار بينه وبين عائلته، ظننته ككل مرة سيركب دراجته النارية ويخرج ليقابل رفاقه، ويعود هادئا إلا أنه دخل ليحمل سلاحه ويخرج، حاولت عدم التصادم معه كي لا اثير غضبه أكثر خاصة وهو يحمل سلاحه، لكنه تبعني بغضب”.

“سمعت صوت تلقيم البارودة، ارتعب قلبي لكن حاولت التماسك لأسمع صوت طلق ناري، كانت معي ابنة أخته الصغيرة، وعجزت قدماي عن الحراك لكن ظننت انني من الخوف لم اعد أستطيع الحركة، عاودت أحركهما فلم يتحركا، ساعدت نفسي لأنهض لم أستطع فالألم شديد”، تكمل سرد قصتها محاولةً حبس دموعها.

تقول ضحية الزوج الهائج “لمست ظهري لأرى الدماء تجري حمراء قانية، راحت تصيح النساء قتلت فاطمة.. قتلت فاطمة، قام الجيران وأهلي بإسعافي، فقال الطبيب لوالدي أنه تم ازالة الكلية والطحال لتعطلهما، إضافة الى انكسار فقرتين من العامود الفقري أدت لإقعادي عن الحركة نهائياً”.

حاول الأب المفجوع بفلذة كبده معالجتها والانتقال بها من مكان إلى آخر بحثاً عن طبيبٍ يزرع فيهم بعض الأمل، وتتابع بصوتٍ مخنوقٍ “تحسن وضعي لكن من المستحيل أن أعود لأمشي كما في السابق، رحت أراقب أخوتي واهلي بحسرة وهم يسيرون من حولي، كم هم محظوظين يملكون اقدام ويتحركون”.

ثم تابعت قائلة “لم استسلم وساعدني أبي في التسجيل على شهادة التعليم الثانوي وفعلاً حصلت على الشهادة وبعلامات جيدة، كنت اريد ان اعمل في مجال التمريض وعندما ذهبت الى المقابلة تم رفضي بسبب اعاقتي”.

وتستذكر فاطمة حياتها قبل الإعاقة، فلم يكن يراودها شك أن حياتها ستتوقف على هذا الحال، وأن ما ستعيشه هو انتظار من يساعدها في كل حركة، “حتى وانا اؤدي صلاتي”.

ذهبت الى مستشفى قريب في ريف إدلب الجنوبي وحاولت أن تتعاون فيه مع الممرضات لتتعلم شيئاً من المهنة، وتقول “عندما بدأت اتأقلم على حالتي وتواسيني رغبتي في تعلم مهنة التمريض… بعد فترة قام الطيران الروسي بضرب المستشفى ليخرج نهائيا عن الخدمة وأصبت بعدة جروح، ولكن عاودت لألملم آثار خيبتي، ووجعي الذي لم ولن ينتهي حتى تفارق روحي جسدي مؤمنة دائما أن الحياة ستمضي بمرها وحلوها… وتستمر الحياة..”

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]