بعد أسابيعٍ من الجدال… القائمون على (وثيقة العهد) يعلنون تجميدها

12 مايو، 2017

مضر الزعبي: المصدر

أعلن القائمون على وثيقة (العهد) يوم الإثنين 8 أيار/مايو، تجميد الوثيقة، وذلك بعد أكثر من شهر على طرح الوثيقة التي أشغلت الرأي العام الداخلي في حوران وخارجها، وقوبلت بانتقادات كبيرة، ما دفع شخصيات موقعة عليها للانسحاب مبكرا، فيما حاول آخرون الدفاع عنها وتأكيدهم على أنها لا تدعو لتقسيم سوريا، بل تقوية المناطق المحررة، من خلال إنشاء أجهزة قادرة على إدارتها، وملء الفراغ الأمني والإداري.

وقال الدكتور عبد الكريم الحريري، أحد أبرز الشخصيات الموقعة على وثيقة (العهد)، إنه في يوم الثلاثاء 12 كانون الثاني/يناير الماضي، أطلق مجموعة من السوريين من أبناء محافظة درعا رؤيةً لتصويب الأوضاع في الداخل المحرَّر الخارج عن سيطرة نظام الإجرام الأسديّ وحلفائه والتنظيمات الإرهابية الأخرى مثل تنظيم (داعش).

وأضاف الحريري في حديث لـ (المصدر)، أنَ المبادرون أطلقوا على رؤيتهم اسم (المبادرة من أجل سوريا)، وعرضوا الفكرة على مجموعة من أهالي المحافظة للتشاورِ وإبداء الرأي، وكان نتيجة ذلك أن انقسمت الآراء حول إحدى مفردات المبادرة الثانوية (مسودة وثيقة العهد)، بين مؤيد وناصح ومعارض.

وتابع “بعدها بدأ الخلطُ المتعمّدُ، من بعض التيّارات المتضررة من فكرة الرقابة الشعبية، بين مسودة وثيقة العهد وبين وثيقة أخرى كُتبت، ولم تُطرح للتداول، من قبل حركة سياسية لا علاقة لنا بها من قريب أو بعيد، كذلك بدأ التلفيقُ من بعض المواقع الإخبارية المشبوهة ضدّ المبادرة برمّتها انطلاقاً من تحريفاتٍ وتشويهاتٍ مقصودةٍ لمسودة (وثيقة العهد)”.

وأشار إلى أن الحملة المدروسة على المبادرةِ والمبادرين تواصلت، للتغطيةِ على تمرير مشاريعِ التقسيمِ على الأرض من قبل بعض المتعاملين مع النظامِ والمستفيدينَ مما أُطلق عليه اسمُ (معبر خربة غزالة).

وأوضخ أن “الخلاف اتسع ما بين أبناء المحافظة، حتى تراوحت الآراءُ بين، أخٍ واعٍ ناصحٍ بوقف طرح هذه الجزئية (مسودة وثيقة العهد) من التداول، انطلاقاً من حسٍّ وطنيٍّ عالٍ بالمسؤولية والخوف من استغلال هذا الطرح لتنفيذ مآرب انفصالية، متثاقفٍ متنطّحٍ عن جهل لمسائل لا يدرك قيمتها ولا يصدرُ إِلّا عن أصحاب فكرٍ ضحلٍ لا يرقى لمستوى المسؤولية الوطنية، مُغالٍ مهدّدٍ متوعّدٍ بما لا يليق بثائرٍ حرٍ خرج بثورة الكرامة والحريّة ضدٍ نظام القمع والاستبداد، بل لا يصدرُ إلّا عن عميلٍ مأجورٍ للنظام أو عن إرهابيّ تكفيري حاقد”.

وأشار الدكتور عبد الكريم الحريري إلى أنه “رغم تأكيدنا مراراً وتكراراً على أنّ مسودّة (وثيقة العهد) التي شارك في صياغتها وإعادة صياغتها العديدُ من أبناء المحافظة على مدار الأشهر الماضية، ما هي إلّا مجردُ ورقة عملٍ تنظيمية قد تُطرحُ على المؤتمر العام التأسيسي – في حال انعقاده – وقد لا تُطرح، فهي موقوفَةٌ بطبيعتها وبقوّة المنطق وطبيعة الأشياء، ورغم معرفتنا بأنّ من اتّبع نهْجَ التخوين والتكفير والإقصاء لن يكفّ عن ذلك مهما فعلنا”.

وأكد الحريري أنه “حرصاً من فريق المبادرةِ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وانطلاقاً من إدراكنا العميق لخطورة ما يُحاكُ لسوريا من مخططات تقسيمية وانفصالية واستعمارية كُبرى، ومنعاً من استغلال المبادرة وتحميلها ما لا تحتملُ من تأويلاتٍ أو تفسيراتٍ ما أنزل الله بها من سُلْطان، وتعبيراً عن إيماننا المطلق بضرورة استمرار التحرّك لإيجاد حلولٍ وطنيّة سوريّة للخروج من عُنقِ الزجاجة التي حُشِرَت بها ثورتنا، سواءٌ بفعلنا نحن السوريين أم بفعل غيرنا، وسواءٌ أكان ذلك بقصد أم بغير قصد، واحتراماً منا لآراء بعض الإخوة من أهالي المحافظة ووجهائها الكرام الذين أبدوا ملاحظاتهم على (مسودة وثيقة العهد)، فإننا أعلنا توقيف طرح فكرة مسودة (وثيقة العهد) من النقاش والتداول”.

وأردف “كما أعلنا الاستمرار في طرح مبادرتنا الرامية إلى العودة إلى الشرعية الشعبية، وعلى مستوى سوريا بأكملها، ودعوة القوى الثورية والشخصيّاتِ الوطنية في محافظة درعا على وجه الخصوص، وفي سوريا على وجه العموم، لتدارُسِ أمر انعقاد مؤتمر سوري ثوريّ عام للتأسيس لمرحلة جديدة من العمل الوطني المسؤول، وإعلان الموقف الواضح الصريح من عمليّات التقسيم والانفصال المشبوهة الجاري تنفيذها على أرض الواقع”.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]