هاجرتا من سوريا واستقرتا بألمانيا.. أختان ترويان قصة الهجرة والشوق للوطن

15 مايو، 2017

في دمشق عاشت سارة (17 عاماً) حياة طبيعية نسبياً مع والديها. والدها مدرس لمادة الأحياء ومدير مدرسة. أما أمها فقد كانت تعتني بشقيقتيها وأخيها.

كانت سارة تذهب إلى المدرسة وفي المساء كانت تلتقي بصديقاتها أو تذهب إلى دروس رقص الزومبا. لكن كل ذلك تغير حين بدأت الحرب في عام 2011. فقد تم تدمير منزل العائلة وانتقلت سارة مع والديها وأشقائها إلى مكان آخر في المدينة. وازداد الوضع صعوبة، لأن العائلة لم تتمكن من مغادرة المكان الجديد.

قبض نظام الأسد على شقيق سارة وزج به في السجن “دون سبب”. ومع تفاقم الحرب غادرت سارة وشقيقتها فاطمة -البالغة من العمر 29 عاماً- من سوريا إلى أوروبا.

سافرتا بالطائرة إلى تركيا ثم ركبتا قارباً إلى اليونان. “لقد أجلسونا في قارب مطاطي على متنه 65 شخصاً”، كما تقول فاطمة شقيقة سارة.

وتضيف: “بعد 20 دقيقة من مغادرة الشاطئ التركي، أصبح قاربنا عالقاً وتوقف عن الحركة ثم جاء حراس السواحل اليونانيين وساعدونا. أما القوارب الأخرى التي أبحرت معنا فقد غرقت. ومات جميع من كان على متنها”.

وصلت فاطمة وسارة إلى ألمانيا بعد رحلة شاقة، في البداية تم إرسال اللاجئتين إلى مأوى للاجئين في مدينة دويسبورغ غربي ألمانيا، ولهذا المبنى غرف منفصلة مع مرحاض مرفق لكل غرفة.

لكن سارة تقول إن المأوى “الأكثر سوءاً” كان هو المأوى المتكوِّن من حاويات في بورنهايم، إحدى ضواحي مدينة بون، مضيفةً: “لقد كانت الحالة سيئة للغاية وكان علينا البقاء هناك لمدة 25 يوماً”.

كان يوجد في هذا المأوى مرحاض واحد فقط لـ100 شخص وكان هذا المرحاض شديد القذارة. وتكشف سارة أن “الكثير من الناس هناك أصيبوا بالعدوى والمرض”.

كما أن النساء لم يشعرن بالأمان في الحاويات. إذ لم يكن يوجد هناك أي مسؤولين أمنيين، أما ملجأ الحاويات المجاور فيسكن فيه عمال من رومانيا جاؤوا إلى ألمانيا من أجل العمل الموسمي والمساعدة في أعمال الحقول. “كنا نغادر المكان في الساعة الـ8 صباحاً ولم نكن نعود إلا في الساعة الـ10 مساءً”.

لقد كانت اللاجئتان تقضيان يومهما مع امرأة طيبة سمحت لهما باستخدام منزلها خلال النهار. لكن هذه اللفتة الكريمة لم تكن كافية لتحسين مزاج سارة، التي كانت تقضي معظم يومها في البكاء، كما تقول شقيقتها.

بمساعدة رجل عراقي دبرت الأختان شقة ومنذ ذلك الحين، أصبحت الحياة أسهل بالنسبة للأختين. فسارة، التي أصبحت لغتها الألمانية تقريباً في مستوى زميلاتها في المدرسة، صارت مشغولة بالدراسة بجد كي تصبح طبيبة. أما فاطمة فهي صيدلانية، وهي قيد الحصول على الاعتراف بشهادتها السورية من ألمانيا.

تبقى كلتاهما على اتصال دائم بعائلاتهما في سوريا. “غالباً لا يكون لدى أفراد عائلتنا أي كهرباء، لذا فإن الحديث معهم صعب على برنامج سكايب”، كما تقول الشقيقتان.

تعابير وجهيهما لا تخفي قلقهما على عائلتهما في سوريا. وفي حين يبدو أن فاطمة (عمرها 29 عاماً) راضية بقَدَرها، فإن شقيقتها الصغرى لا تزال في طور التقبل التدريجي للمدرسة واللغة الجديدة والثقافة والشعب في ألمانيا. وتقول: “أفتقد صديقاتي في أرض الوطن”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

15 مايو، 2017