‘التايمز: مصير الإيزيدين يجب أن لا يترك لإيران وترامب لديه المبرر لمنع ذلك’
31 مايو، 2017
كرست صحيفة “التايمز” البريطانية اليوم الأربعاء، مقالاً افتتاحياً فيها وتحقيقاً في صفحاتها الداخلية لسيطرة ميليشيات “الحشد الشعبي” في العراق على مناطق الطائفة الإيزيدية، بعد طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها.
وتقول الصحيفة، إن الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، تهيمن على قوات “الحشد الشعبي”، التي تقاتل إلى جانب قوات الجيش العراقي النظامية.
وتضيف الصحيفة، أن الجزء الأقوى من هذه القوات هو من يحظى بدعم إيران، ويقوده أشخاص عاشوا سنوات في المنفى، وهم الآن يسيطرون على مساحة من الأرض في العراق ويهدفون إلى مد نفوذهم للوصول إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
وأشارت إلى أن “الانتصار الذي تحقق في الأيام الثلاثة الأخيرة تركز على قرية كوجو”، التي سبق أن شهدت واحدة من أسوأ المجازر عند اجتياح مقاتلي “تنظيم الدولة” لمناطق الإيزيدين في عام 2014.
وتؤكد الصحيفة، أن هادي العامري قائد “قوات بدر”، ويعمل عن قرب مع قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، قد اندفع برجاله إلى الحدود السورية القريبة، حيث شوهدوا يلتقطون صوراً قرب منطقة أم الجريس وهم يتعانقون مهنئين بعضهم البعض.
وترى افتتاحية الصحيفة، أن سيطرة قوات تضم ميليشيات موالية لإيران على هذه المناطق، يمثل (حسب تعبيرها) أول موطئ قدم لإيران في هذه الجبهة منذ غزو قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة للعراق في عام 2003.
وتشير إلى أنه في الجهة الأخرى من الحدود السورية، ثمة سباق بين القوات المدعومة من الولايات المتحدة وقوات النظام في سوريا للوصول إلى هذه الحدود، وتتساءل هل سيفوز نظام الأسد ويكمل قوس بمساحة نحو 500 ميل من المناطق الخاضعة للشيعة تمتد من إيران إلى لبنان، ليتحقق ما ظلت تحلم به طهران لزمن طويل في السيطرة على ممر أرضي يمتد إلى البحر الأبيض المتوسط.
وتقول الصحيفة، إن هذا التغيير الجيوستراتيجي هو ما يسعى الرئيس الأمريكي لمنعه إذا كان جاداً في تقليم أجنحة إيران بوصفها قوة إقليمية متنامية، مشددة على أن “ترامب” إذا كان يحتاج إلى تبرير أخلاقي فإن محنة الإيزيدين توفر ذلك.
وترى الصحيفة، أن “ترامب” إذا رمى بثقل أكبر إلى جانب فصائل معارضة مدعومة من الولايات المتحدة لمساعدتها في الوصول أولا الى كوجو من جهة الغرب، فإنه يجازف بصدام مباشر مع القوات الروسية التي تدعم نظام الأسد، وإذا لم يفعل ذلك فإنه سيترك مصير الإيزيدين للأسد وإيران، وهذا ما سيبقي المشكلة معلقة للمستقبل ولا يمثل وصفة لتحقيق العدالة، بنظر الصحيفة.
[sociallocker] [/sociallocker]