طبيبٌ سوريٌ أنقذ ضحايا عبر (واتس أب)

31 مايو، 2017

المصدر: رصد

لم تمنع الظروف الصعبة التي أحاطت بالطبيب “محمد درويش” في بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق من إنقاذه لحياة العديد من الضحايا، ورغم أنه ليس بطبيبٍ جراحٍ، ولم يكمل دراسته، إلا أنه أجرى العديد من العمليات الجراحية، مستعيناً بـ “واتس أب”.

وأفاد تقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية، ترجمته “عربي21″، أن درويش “البطل” طالب طب الأسنان، استخدم هاتفه المحمول لإنقاذ مرضى سوريين، معتمداً على رسائل وتوجيهات حصلها عليها عبر “واتس أب”، حيث أجرى عمليات جراحية خطرة لمرضى عن طريق الهاتف فقط، عبر إرشاداته، رغم تخصصه في طب الأسنان.

ويبلغ “درويش” من العمر 26 عاما، وقد ترك دراسته في دمشق في صيف عام 2015 متجهاً إلى مدينة مضايا، التي غادرها معظم الأطباء بسبب الحصار الذي فرض عليها من قبل النظام وميليشيا حزب الله.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن “درويش” شارك في إجراء عمليتين جراحيتين قبل أن يأخذ على عاتقه القيام بالعمليات الجراحية منفردا.

عملية جراحية باستخدام “واتس أب”

ونقلت الصحيفة عن “درويش” قوله إنه أجرى أول عملية جراحية لطفل صغير أصيب برصاص قناص في أحشائه، ضمن فريق شمله هو وطبيب بيطري وطبيب أسنان آخر.

وروى للصحيفة كيف أن عائلة الطفل اضطرت لتلقي أي مساعدة ممكنة، وأنه أخبرها بأنه لا يمتلك الخبرة الكافية للقيام بهذه العملية، بالإضافة إلى أنه يشكو من نقص المعدات الضرورية لذلك.

وقال إن الأمر لم يكن يتحمل الانتظار، وحياة الطفل مهددة في حال لم يتم استخراج الرصاصة من أحشائه، فوافقت العائلة على إجراء العملية.

وقص “درويش” للصحيفة ما حدث معه، والمشاعر التي انتابته أثناء قيامه بالعملية، فقد شعر بالخوف، ما دفعه لاستخدام تطبيق “واتس أب” للتزود ببعض النصائح والمعلومات من أطباء وجراحيين لهم خبرة في هذا المجال.  وكانت هذه المرة الأولى التي يستفيد فيها درويش من “واتس أب” بهذه الطريقة.

وشرح أنه كان يسجل العملية خطوة بخطوة على هاتفه ثم يرسلها إلى أطباء آخرين، وعند حاجته للاستفسار عن أمر ما، كانوا يضطرون لترك غرفة العمليات الموجودة تحت الأرض والخروج إلى طابق أعلى حيث الاتصال أفضل بالإنترنت.

وأكد أنه تعرض للكثير من المعوقات لاستخدامه التطبيق الذي يعتمد على شبكة الإنترنت، وذكر أيضاً مشكلة أخرى بسبب ذلك؛ أنه كان يضطر إلى المرور بعملية التعقيم في كل مرة غادر فيها غرفة العمليات من أجل الحصول على مشورة.

وتكللت عميلة الطفل بالنجاح، وأنقذت جهود “درويش” حياته بعد عشر ساعات من العملية. وأكد أن هذه العملية كانت واحدة من بين عدد كبير من العمليات التي أجراها.

وبسبب العدد الكبير من الجرحى بفعل غارات النظام، قال “درويش” للصحيفة إنه اضطر في وقت من الأوقات لإجراء عمليتين أو ثلاث عمليات في وقت واحد.

وذكر أنه كان يجري عملية قيصرية ويعالج طفلاً أصيب بطلق ناري في آن واحد.

وقال: “قبل هذا الأمر، كنت طالباً أدرس على نفقة والدي، ولكنني الآن أعرف ما أقحمت نفسي به، صرت مسؤولا عن حياة الآخرين، أريد فقط أن تنتهي الحرب في سوريا، ولا أهتم حتى أي طرف سيفوز فيها.. هذه الحرب يجب أن تنتهي”.

وكان “درويش” محاصراً في مضايا مع 40 ألفاً من سكانها، وغادرها ضمن الاتفاقية التي تم التوصل إليها برعاية قطرية.

وختمت الصحيفة قصتها عن الطبيب السوري، بالقول إنه يعيش اليوم في تركيا، ويحاول الحصول على منحة لدراسة الطب في الولايات المتحدة أو في أوروبا، وقد تم تكريمه في حفل جائزة “أورورا” لنشر التوعية الإنسانية في يارافان في أرمينيا.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]