القوات الألمانية من “إنجرليك” إلى “الأزرق”

8 يونيو، 2017

حافظ قرقوط

وافقت برلين، يوم أمس الأربعاء، على خطة وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين، بسحب قوات بلادها من قاعدة (إنجرليك) التركية، وإعادة تمركزها في قاعدة (الأزرق) الجوية في المملكة الأردنية، بحسب (دوتشه فيليه).

واستبعدت الوزيرة الألمانية، في خطتها، نقلَ تلك القوات إلى قاعدة (قونية) التابعة لحلف شمال الأطلسي في تركيا، كبديل عن قاعدة (إنجرليك)، وأرجعت ذلك إلى أسباب “تقنية”.

وكانت صحيفة (الرأي) الأردنية، أشارت يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن “عمّان ستنظر في الطلب في حال تسلمته عبر القنوات الرسمية”.

وظهر الخلاف الألماني التركي للعلن حول القاعدة العامَ الماضي، إثر رفض أنقرة زيارة وفد برلماني ألماني، إلى الجنود الألمان المتواجدين في (إنجرليك)، ما حُسِب -حينئذ- ردًا على قرار البرلمان الألماني الذي اعتبر أن الأرمن تعرضوا في عام 1915 إلى “إبادة جماعية” على يد الدولة العثمانية، الأمر الذي رفضته -وترفضه- تركيا.

كذلك توترت العلاقات بين البلدين، بعد منح ألمانيا اللجوءَ السياسي، لعدد من الجنود الأتراك الذين شاركوا في محاولة الانقلاب الفاشلة، العام الماضي؛ لتزداد الأمور تعقيدًا أثناء الاستعداد للاستفتاء، على تعديل الدستور التركي، حيث منعت ألمانيا عددًا من المسؤولين الأتراك في نيسان/ أبريل الماضي، من لقاء الجالية التركية في ألمانيا، لشرح تلك التعديلات.

وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل، خلال زيارته تركيا يوم الإثنين الماضي: إن بلاده “ليس أمامها خيار سوى البدء في سحب قواتها، من قاعدة (إنجيرليك)، بعد إصرار أنقرة على منع أي مشرّع ألماني من زيارة القوات الألمانية المتمركزة هناك”. وأضاف: إن “على تركيا أن تدرك أنه -وفق هذه الظروف- لا بد من سحب الجنود الألمان”.

بالمقابل عرض وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، على الوزير الألماني، إمكانية زيارة البرلمانيين الألمان لقاعدة (قونية) التابعة للحلف الأطلسي.

يتواجد في قاعدة (إنجرليك) نحو 260 جنديًا ألمانيًا، في مهمة مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (داعش)، داخل سورية والعراق، وتشير المعلومات إلى وجود 6 طائرات استطلاع تابعة لسلاح الجو الألماني من نوع (تورنادو)، وطائرة للتزويد بالوقود.

تعدّ ألمانيا وتركيا من الدول الـ 28 المكونة لحلف شمال الأطلسي -وانضمت إليه دولة الجبل الأسود أخيرًا لتصبح الدولة 29- ويستفيد الحلف من الموقع الجغرافي المهم والواسع لتركيا الرابط بين أوروبا وآسيا؛ ما يتيح مرونة أكثر لحركة طائراته وجنوده.

تشير المعلومات إلى أن عملية نقل القوات سوف تستدعي التوقف، لفترة معينة، عن دعم قوات التحالف الدولي في حربه ضد (داعش)، بما فيها توقف تزويد المقاتلات بالوقود.

يأتي نقل القوات الألمانية إلى الأردن، مع تزايد الحديث عن تدريبات تقوم بها قوات عسكرية أميركية وبريطانية لدعم بعض فصائل الجيش الحر العاملة في البادية السورية، وفي بعض المناطق القريبة من الحدود السورية الأردنية، وذلك لمنع تنظيم (داعش) من التمدد جنوبًا.

كما أن القوات الأميركية والبريطانية تدعم قواعد قواتها بمنطقة التنف الحدودية بين سورية والعراق، والأردن، مع زيادة التصعيد الأميركي تجاه إيران، بعد أن وصل إلى استهداف ميليشياتها مرتين بشكل مباشر، وإيقاع خسائر بشرية ومادية في صفوفها.

يذكر أن قاعدة (الأزرق) الجوية، ويُطلق عليها أيضًا قاعدة (موفق السطلي)، افتتحت عام 1981 وتقع في محافظة الأزرق، على مسافة نحو 90 كيلو مترًا إلى الشمال الشرقي من العاصمة الأردنية عمان.

وتتواجد تلك القاعدة على الطريق الدولي الذي يربط الأردن بالعراق، كما تبعد عن الحدود السورية الأردنية، نحو 60 كيلو مترًا، وعن الحدود العراقية الأردنية، نحو 280 كيلو مترًا، وعن الحدود السعودية الأردنية بنحو 50 كيلو مترًا.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

8 يونيو، 2017