‘«ذي أتلانتك»: هل تعرضت وكالة الأنباء القطرية لاختراق روسي أشعل أزمة الخليج؟’

8 يونيو، 2017

ذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية مساء أمس الثلاثاء أن قراصنة روس ربما يكونون قد اخترقوا موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، وبثوا من خلالها أخبارًا زائفة. كما أن الاختراق ربما يكون قد عجل بالأزمة التي أسفرت عن قطع ستة بلدان عربية علاقاتها مع قطر، بحسب ما ذكر تقرير لمجلة «ذي أتلانتك» الأمريكية.

تقرير المجلة الأمريكية نقل فقرات من تقرير «سي إن إن» قالت فيها:

أرسل مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤخرًا فريقًا من المحققين إلى الدوحة لمساعدة الحكومة القطرية في التحقيق في حادث القرصنة المزعوم، حسبما ذكر مسؤولون حكوميون قطريون وأمريكيون.

وقال مسؤولون أمريكيون: إن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها أجهزة الأمن الأمريكية تشير إلى أن القراصنة الروس كانوا وراء الاختراق الذي أعلنت عنه الحكومة القطرية قبل أسبوعين.

كانت دول: السعودية، ومصر، والبحرين، والإمارات، وليبيا، واليمن، قد قطعت علاقاتها مع قطر؛ بسبب دعمها المزعوم لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وتنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين، فضلًا عن المتمردين الشيعة في السعودية والبحرين. وهذه الادعاءات ليست جديدة، وفق تقرير «ذي أتلانتك».

اعتبر التقرير أن السياسة الخارجية لدولة قطر كانت منذ وقت طويل مصدرًا للخلافات مع جيرانها العرب. سحبت السعودية سفيرها بالدوحة من عام 2002 إلى عام 2008. وفي عام 2014، سحبت بعض البلدان العربية دبلوماسييها من قطر مشيرة إلى مخاوف مماثلة. واستغرق هذا النزاع ما يقرب من عام لحله. إلا أن التطورات الأخيرة ذهبت الى أبعد من ذلك: أغلقت السعودية الحدود البرية مع قطر، الأمر الذي قد يكون له عواقب اقتصادية حادة على البلاد.
وقال التقرير: إن النزاع أثار مخاوف جدية للسياسة الأمريكية في المنطقة، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تشكيل جبهة موحدة ضد داعش والجماعات المتطرفة الأخرى. قطر هي موطن لقاعدة «العديد»، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، حيث تستهدف أمريكا تنظيم داعش في العراق وسوريا.

وذكر التقرير أنه وفي الوقت الذي أعرب فيه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس عن أملهما في أن تؤدي الدبلوماسية بين الدول العربية إلى حل الأزمة، فقد غرد الرئيس ترامب سلسلة تغريدات عن الأزمة قائلًا: «خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط، ذكرتُ أنَّه لا يمكن أن يكون هناك تمويل للفكر المتطرف بعد الآن. قادة الدول أشاروا إلى قطر قائلين: انظر!». وفي تغريدة ثانية قال الرئيس الأمريكي: «من الجيد رؤية زيارتي إلى السعودية ومقابلة الملك ورؤساء 50 دولة أخرى تؤتي ثمارها بالفعل. لقد قالوا إنَّهم سيتبعون نهجًا متشددًا تجاه تمويل الإرهاب».

 

ومع أخذ تقرير «سي إن إن» في الاعتبار، فقد ذكر التقرير أن القصة تثير عددًا من القضايا:

أولًا، لماذا يستهدف القراصنة الروس القطريين؟ قالت «سي إن إن»: «من الواضح أنها تسعى لزرع انقسامات بين الولايات المتحدة وحلفائها». وتفيد وكالات الاستخبارات الاميركية أن القراصنة الروس تدخلوا في الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب، بالرغم من أنهم يقولون: إنه لا يوجد دليل على أن القرصنة نجحت. كما اتهمت روسيا باستخدام أخبار مزيفة لاستهداف الانتخابات في الولايات المتحدة وفرنسا وهولندا وغيرها.

حتى لو تبين أن القراصنة الروس قد وضعوا أخبارًا مزيفة على مواقع قطرية،
فمن غير الواضح ما إذا كان ذلك سيغير فورًا نظرة السعودية وحلفائها لدور
قطر في المنطقة.
ثانيًا، حتى لو كان التقرير الإخباري القطري مزيفًا، فما هو مدى انحرافه عن السياسة القطرية الرسمية؟ كما كتب ديفيد روبرتس، أستاذ الدراسات الدفاعية في كلية كينغز، لموقع بي بي سي: «المشكلة الرئيسة هي أن هذه التعليقات عبرت بصوت عال عما يفهمه الكثيرون منذ وقت طويل في مواقف السياسة الحقيقية في قطر. سعت قطر بشكل خاص تحت قيادة الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني إلى خلق مكانة فريدة لنفسها وسياساتها، مثل تدعيم العلاقات مع إسرائيل أو إيران، ورفض الإجماع الأوسع للمجموعة الإقليمية من الملكيات ومجلس التعاون الخليجي».

ثالثًا، ليس من الواضح ما هو أثر التقرير القطري المزعوم. دول الخليج، وخاصة السعودية، ساءتها منذ فترة طويلة قطر وسياساتها. وقد يكون التقرير المزعوم مجرد نقطة التحول. قال تيلرسون في سيدني باستراليا الاثنين الماضي: «أعتقد أن ما نشهده هو قائمة متزايدة من بعض التوترات في المنطقة التي كانت موجودة هناك منذ فترة، ومن الواضح أنهم قد وصلوا إلى مستوى قررت فيه الدول أنها بحاجة إلى اتخاذ إجراءات في محاولة لمعالجة تلك الاختلافات».

وأخيرًا، قال التقرير إنه حتى لو تبين أن القراصنة الروس قد وضعوا أخبارًا مزيفة على مواقع قطرية، فمن غير الواضح ما إذا كان ذلك سيغير فورًا نظرة السعودية وحلفائها لدور قطر في المنطقة. ومن المرجح أن يكون هذا تحديًا أكبر سيكون على الولايات التغلب عليه في الأيام والأسابيع المقبلة.

 

 

رابط المادة الأصلي: هنا.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]