انتحاريو طهران إيرانيون عرب وأكراد
9 يونيو، 2017
تباينت ردود الأفعال الإيرانية أمس، على الهجومين اللذين استهدفا مجلس الشورى (البرلمان) ومرقد الإمام الخميني، وتصاعدت الانتقادات في الشارع لضعف الإجراءات الأمنية الذي سمح بـ «اختراق» كهذا، فيما قلل مرشد «الجمهورية الإسلامية» علي خامنئي من أهمية الحدث ووصفه بـ «مفرقعات نارية». وشدد خامنئي على أن الحادث «لن يؤثر في إرادة الشعب»، وقال إنه «لولا صمود إيران في البؤرة الأساس لهذه الفتن، لواجهت بلادنا كثيراً من هذه الهجمات الإرهابية».
وفي وقت ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 17 قتيلاً و50 جريحاً، أعلن رضا سيف اللهي مساعد رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، أن جميع المهاجمين يحملون الجنسية الإيرانية، وأشار إلى أنهم من مناطق حدودية، قبل أن تنشر وزارة الأمن صور المشاركين في الهجومين.
وأفادت الوزارة في بيان بأنها حددت هويات المشاركين في الهجومين وتعرفت إلى عناصر مرتبطة بهم واعتقلت ستة إيرانيين بينهم امرأة. وأشار البيان إلى أن 5 من المهاجمين معروفون لدى الأجهزة بانتمائهم إلى «مجموعات تكفيرية» وتواصلهم مع «داعش» ومغادرتهم إيران للانضمام إلى التنظيم في سورية والعراق، ومشاركتهم في عملياته في الرقة والموصل.
ولفت البيان إلى أن المجموعة المتورطة بالهجومين تتبع لقيادي «داعشي» يلقب بـ «أبو عائشة» ودخلت إيران في تموز (يوليو) 2016، لكن القوى الأمنية تصدت لها وقتلت قائدها، ما اضطر البقية إلى الفرار.
واللافت أن الوزارة عرضت صور المهاجمين بعد قتلهم، لكنها امتنعت عن ذكر أسمائهم لـ «أسباب اجتماعية»، غير أن مصادر مطلعة أبلغت «الحياة» بأن بينهم اثنين من أهالي مدينة باوة الكردية الإيرانية، واثنين من أهالي خوزستان ذات الغالبية العربية، إضافة إلى أن المعتقلة هي من محافظة خوزستان ووفرت غطاء اجتماعياً وأمنياً.
وعززت الأجهزة الأمنية إجراءاتها على الحدود الإيرانية وفي محيط المؤسسات الرسمية، فيما انتشرت دوريات من قوات التعبئة «الباسيج» التابعة لـ «الحرس الثوري» في شوارع العاصمة وأقامت «حواجز طيارة» للتدقيق في السيارات وركابها، تحسباً لأي طارئ.
ولفتت وكالات الأنباء العالمية إلى أنها المرة الأولى التي يستهدف «داعش» إيران، وتحدثت عن جماعتين سنيتين هما: «جيش العدل» و «جند الله»، وأشارت إلى أنهما تنشطان في مناطق نائية من إيران منذ نحو عشر سنوات.
وانتشر فيديو يظهر لقطات من كاميرات مراقبة أمنية خلال الهجوم على البرلمان، ظهر فيه ثلاثة من المهاجمين الأربعة أحدهم يحمل مسدساً فيما يحمل الآخران بندقيتين وهم يدخلون المبنى ويفتحون النار على الناس.
وسجل على هامش الحدث، تراشق كلامي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وكان ترامب غرد قائلاً إنه «صلى من أجل ضحايا الهجمات»، لكنه أضاف أن «الدول الراعية للإرهاب تجازف بالوقوع ضحية للشر الذي تروّج له».
ورد الوزير ظريف رافضاً تعزية ترامب، وغرد قائلاً: «تصريح بغيض للبيت الأبيض… الأمة الإيرانية ترفض مزاعم الصداقة الأميركية هذه».
ودعا الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الأسرة الدولية إلى وضع حد لمثل هذه العمليات التي «تستهدف الأبرياء وأمنهم واستقرارهم» من خلال التوصل إلى «جهد مشترك لمواجهتها».
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]