هربت من عائلة الأسد بعد محاولة قتلها وظهرت برفقة قاسم سليماني.. من هي قريبة بشار التي لجأت إلى ألمانيا؟

13 يونيو، 2017

كشف رئيس مكتب شرطة بلدية فارندورف في ألمانيا، رالف هولتشتيغه، أن إحدى قريبات رأس النظام في سوريا بشار الأسد، تقدمت بطلب لجوء إلى السلطات في ألمانيا.

وذكر هولتشيتيغه، أمس الإثنين أن المرأة هي أرملة وإحدى أبناء عمومة بشار الأسد، وتعيش في الوقت الراهن في دار للاجئين في منطقة فارندورف غربي ألمانيا، إلا أن السلطات رفضت تقديم طلب لجوئها لكونها تحمل الجنسية اللبنانية إلى جانب الجنسية السورية.

وهذه المرأة هي فاطمة مسعود الأسد، والتي دخلت قبل خروجها من سوريا في صراع لم يبق طي الكتمان مع عائلة بشار الأسد، حتى وصل الأمر إلى محاولة قتلها، وذلك بعد مقتل زوجها واعتقال ابنها الذي أشعل غضب الموالين على نظام الأسد وطالبوا بإعدامه بعد قتله لأحد الضباط.

زوجة لزعيم ميليشيا

وفاطمة هي زوجة هلال الأسد ابن عم بشار الأسد، وقد كان رئيساً للشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة سابقاً، وعند تشكيل ميليشيا “الدفاع الوطني” في اللاذقية عين رئيساً لها، وأصبح أحد أبرز الشخصيات الحاكمة للمدينة التي ينحدر منها بشار الأسد.

وكان هلال برفقة زعماء آخرين لميليشيات عسكرية بمثابة الحاكمين الفعليين للمدينة، وعُرف بكثرة “أعماله الشتبيحية” وإجرامه سواءً حيال المعارضين للنظام الذي شارك بقمعهم، أو الموالين الذين دخل معهم في خلافات.

وبرز اسم فاطمة مسعود الأسد عقب مقتل زوجها هلال في العام 2014، واعتبر مقتله بمثابة خسارة أحد حُكّام اللاذقية، وادعى نظام الأسد حينها أن هلال قتل خلال المعارك في مدينة كسب، وقد ظهرت فاطمة في إحدى الصور برفقة قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، وهو يقدم التعازي لها بوفاة زوجها.

جريمة أربكت النظام

وتسبب سليمان الأسد ابن هلال وفاطمة بأزمة كبيرة لوالدته ربما هي ما دفعتها إلى الخروج من سوريا رغم النفوذ الكبير الذي تمتعت به في اللاذقية خلال حياة زوجها وبعد مقتله بفترة قصيرة.

في اليوم الخامس من أغسطس/ آب 2015 قتَل سليمان الأسد العقيد في قوات نظام الأسد حسان الشيخ بمدينة اللاذقية أمام مرأى زوجته وأطفاله، وذلك بسبب خلاف نشب بينهما على أحد حواجز المدينة.

والعميد الشيخ من مرتبات الدفاع الجوي في حمص، وهو من مواليد حي بسنادا في اللاذقية، وقد كرمه رأس النظام بشار الأسد منذ 5 أعوام كمكافأة على أعماله، كما أرسل الشيخ في بعثات إلى الدول المجاورة، وتسبب مقتله في موجة غضب عارمة وضعت النظام في أكبر موجة احتجاج من قبل الموالين له، إذ انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حينها دعوات للمطالبة بإعدام سليمان الأسد.

واضطر نظام الأسد حينها إلى اعتقال سليمان، وهو ما فجر خلافاً كبيراً بين فاطمة مسعود الأسد وبين النظام، وهددت فاطمة آنذاك أنها “ستفضح الجميع” في إشارتها لعائلة الأسد في حال تنفيذ حكم الإعدام بحق ابنها، ونُقل عنها آنذاك اعتراضها على محاسبة ابنها فقط وترك بقية الشخصيات في عائلة الأسد التي ارتكبت الجرائم دون عقاب.

وتسبب الصدام بين فاطمة وبين عائلة الأسد في تعرضها لمحاولة اغتيال في سبتمبر/ أيلول 2015، وأظهرت صور نشرت على صفحة فاطمة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تعرضها لمحاولة قتل بأربع طلقات من قبل هالة الأسد شقيقة هلال، وعمة سليمان الأسد.

وطالبت فاطمة حينها رأس النظام بشار الأسد “بعدم السكوت عن هذا الإجرام أمام ممارسات ميليشيات سليمان الأسد والتي تتمدد دون حسيب أو رقيب، وتساءلت أيضاً عن دور العدالة في الحد من ممارسات تلك الميليشيا والتي وصفتهم بالزعران والمسيئين لعائلة آل الأسد”.

الفرار من سوريا

وبعد الخلافات الواسعة قررت فاطمة الانتقال إلى لبنان حيث تحمل جنسيته، وهناك برز اسمها في قضية هنيبعل القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وكان هنيبعل قد اختُطف في لبنان عام 2016، واعترفت حينها فاطمة أمام القضاء بتورطها في الترتيب لاختطاف هانيبعل، وفقاً لما ذكره موقع “ام تي في”.

وانتهى المطاف بفاطمة إلى تقديمها للجوء في ألمانيا هرباً من آل الأسد، وذكر موقع “بيلد” الألماني أن أمر فاطمة الأسد انكشف عندما جاءت الشرطة لفض مشاجرة كبيرة في مكتب الأجانب في فارندورف، تبين أن السوريين هناك تعرفوا عليها وضربوها، لأنها غدت رمزاً لبشار الأسد.

وأشار إلى أن “سبب فرار المرأة من سوريا يعود إلى شجار داخل العائلة في سوريا وإطلاق النار عليها، وإصابتها بـ 4 رصاصات، نجت منها رغم إصابتها بجراح خطيرة”، وفقاً لما نقله موقع “دير تلغراف”.

وذكر موقع “فسفاليشه ناخريشتن” أن فاطمة الأسد جاءت في صيف العام 2016 إلى ألمانيا، وقدمت طلب اللجوء في أيلول العام الماضي. وقدمت طلب نقلها إلى ولاية ساكسونيا السفلى لـ”أسباب شخصية”.

وتعتزم فاطمة الأسد تقديم طعن على رفض السلطات منحها للجوء، ووفقاً لرئيس مكتب شرطة بلدية فارندورف في ألمانيا، هولتشتيغه، فإنه لن يُسمح بترحيلها إلى سوريا، وأنه بالنظر إلى امتلاكها جنسية لبنانية، فمن الممكن ترحيلها إلى هناك.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]