انحلالٌ أخلاقيٌ في شوارع حلب وحالات إجهاضٍ نتيجة علاقاتٍ غير شرعية

19 يونيو، 2017

زياد عدوان: المصدر

ما تشهده حلب منذ سيطرة ميليشيات النظام والشبيحة على المدينة، من انحلالٍ أخلاقيٍ وتصرفاتٍ منافيةٍ للحشمة والأخلاق، جعل سكان المدينة يستغربون وبشدة من انتشار هذه الظاهرة الدخيلة، التي غزت المدينة، وباتت آثارها تظهر بأطفالٍ مجهولي النسب.

انتشارٌ واسع

وبالرغم من ازدحام الشوارع وبعض الحدائق و انتشار تلك الظاهرة، فقد أصبحت تلك التصرفات عادية جداً وبل اعتيادية، وذلك لأن عناصر الشبيحة والنظام بدلاً من الزواج الذي أصبح مكلفاً للغاية، باتوا يفضلون مرافقة الفتيات اللواتي غالباً ما يحلمن بشاب للزواج والاستقرار معه، وذلك بعدما أصبحت نسبة الذكور المدنيين لا تتجاوز 20 في المئة مقارنة بالنسبة الكبيرة والعدد الهائل للإناث في مدينة حلب، نتيجة هروب آلاف الشبان وتجنيد الآلاف منهم، وبسبب الأوضاع المالية وغلاء الأسعار يفضل العديد من الشبان الذين يكونون أغلبهم من عناصر النظام مرافقة الفتيات والخروج معهن لتمضية بعض الأوقات، والتي ينتج عنها علاقات غير شرعية.

وشكلت هذه الظاهرة انتشاراً واسعاً في مدينة حلب، حيث تمتلئ الحدائق والشوارع العامة بعدما كانت تقتصر على بعض الأحياء والمناطق الغربية لمدينة حلب، ولكن منذ مطلع العام الجاري انتشرت الظاهرة الدخيلة على أهالي مدينة حلب والتي أدت إلى انحلال أخلاقي وعلاقات غير شرعية غالباً ما تكون نتائجها السلبية إجراء عمليات إجهاض للعديد من الفتيات.

النظام يسهل الانحلال الأخلاقي

ومن خلال غض الطرف عن تلك الظاهرة من قبل الأفرع الأمنية التابعة للنظام، يسهّل النظام تلك الظاهرة بدلاً الحد من انتشارها، وذلك من خلال عدم التعرض للشباب أثناء رؤيتهم بأوضاع مخلة بالآداب في المرافق العامة وحتى الشوارع الفرعية، وغالباً ما تمر الدوريات الراجلة وتكون في أحد الأزقة حالات من الفلتان والانحلال الأخلاقي، ولكن أقصى ما يهم النظام حالياً هو “مكافحة الإرهاب” على حد وصفه، والحد من انتشار السلاح واللباس العسكري، فقد أجريت العشرات من عمليات الإجهاض منذ منتصف العام الماضي والأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.

“عثرت على طفلةٍ بجانب القمامة”

وقال “سمير فرج” أحد سكان حي الشهباء لـ “المصدر”: “عثرت على طفلة عمرها ساعات مرمية بجانب حاوية قمامة في العشرين من شهر أيار الماضي، لدى قدومي إلى المنزل في وقت متأخر من ليل الجمعة، وقد سمعت صوت بكاء طفل صغير، ولدى اقترابي عثرت على الطفلة، والتي كانت تبدو حديثة الولادة، فحبل السرة كان موجودا، وفوراً ذهبت إلى مخفر الحي و أبلغتهم بعثوري على الطفلة، وتم التحقيق معي، وبعد أقل من ساعتين خرجت من المخفر، وأظن بأن الطفلة الصغيرة هي نتيجة علاقة غير شرعية”.

عياداتٌ خاصةٌ للإجهاض

وتكتسب العيادات الطبية الخاصة والتي يشرف عليها دكاترة نساء بالأفضلية، وذلك بسبب السرية والخصوصية داخل تلك العيادات الطبية، وقد أسهمت تلك العيادات بإجراء العديد من عمليات الإجهاض نتيجة علاقة غير شرعية، وتتراوح تكلفة عملية الإجهاض ما بين الثلاثين ألف وصولاً لخمسين ألف ليرة سورية مقابل إجراء عملية إجهاض.

ولا تستغرق عملية الإجهاض وقتا طويلا، كما أنه ليس لها أي أعراض جانبية، وأجريت عدد كبير من عمليات الإجهاض منها في عيادة خاصة وتحت إشراف عدد من الأطباء، منهم الطبيبات (ث. محمد، أ. حزروي، ب. سراج)، وغيرهم.

وتفضل الفتيات إجراء عملية الإجهاض لدى طبيبة مختصة وذلك لعدة أسباب، وأهمها إشراف امرأة على العملية لما فيه من سرية وخصوصية وارتياح وعدم تعرضها لمضايقات في المستقبل.

الشبيحة الطرف الثاني في العلاقات

ويرجع سبب إجراء عمليات الإجهاض نتيجة علاقة غير شرعية بعد تعرفها على شاب، وغالباً ما يكون من عناصر النظام والشبيحة، والذي يقدم وعوداً بالزواج خلال فترة التعارف واللقاءات، وبعد تلقي الفتاة التطمينات بأنها الزوجة المستقبلية، وبتلك الإغراءات التي يقدمها الشاب، تصبح الفتاة فريسة سهلة المنال، وتسفر عن إقامة علاقة بينهما ينتج عنها حمل، وبالتالي يستوجب على الفتاة قيامها بعملية إجهاض، خشية افتضاح أمرها لدى الأهل.

مسؤولية الأهل

ويقع على عاتق الأهل معرفة ما يجري مع بناتهم بشكل كبير ومفصل، وخصوصاً في ظل ما تشهده مدينة حلب من انحلال أخلاقي و تصرفات منافية للحشمة وانتشار الرذيلة، بسبب إهمال النظام الجانب الأخلاقي.

أماكن “مشموسة”

وتشتهر ساحة جامعة حلب من طرف مول “شهبا روز” بالفلتان الأخلاقي وقيام الشبان بتصرفات غير أخلاقية، وبالرغم من تواجد الشرطة وعناصر الأمن إلا أن الشبان يقومون بحركات قذرة تتجاوب معها بعض الفتيات، ويبدين الإعجاب بتلك التصرفات، كما أن حيي الفرقان والموكامبو يشهدان فلتاناً أخلاقياً كبيرا، الأمر الذي يثير استياء وغضب السكان بالرغم من تواجد الدوريات الأمنية المشتركة.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]