العيد جنوبي العاصمة يمتزج بأجواء زاهية وأعباء لا تنتهي

25 يونيو، 2017

فادي شباط – محمد كساح: المصدر
هو عيد الفطر الخامس الذي يمر على منطقة جنوب دمشق المحاصرة بعد خروجها كلياً عن سلطة النظام في عام 2012.
تتجلى أجواء العيد في الأسواق العامة للمنطقة بكل وضوح، لكن الارتفاع الكبير في أسعار حاجيات العيد من حلويات وألبسة وألعاب أطفال أجبر السكان على الاقتصاد في عملية الشراء على قدر الإمكان.
“أبو رائف السعدي” من أبناء بلدة يلدا صَور لـ “المصدر” أجواء العيد قائلا: “بدأ الكثير من الشباب في تأهيل ساحات الملاهي ونصب المراجيح، كما عملت محلات الحلويات على إنتاج كم كبير من الحلويات الشهية والمتنوعة، بالإضافة لاستيراد متاجر الألبسة والأحذية والألعاب بضاعتها من دمشق عبر الحاجز الوحيد للمنطقة”.
* مأساة
لم تتمكن “أم محمد” التي نزحت من بلدة سبينة إلى يلدا من تأمين مُستلزمات العيد هذا العام، وقالت الأرملة التي أطعمت أطفالها الثلاثة طيلة شهر رمضان المبارك مما كانت تحصل عليه من الجمعيات الخيرية لـ (المصدر)”: “هل يستطيع من غادر منزله وأصبح نازحاً ولا يملك عملاً ويفقد الحد الأدنى من الموارد أن يشتري مُستلزمات العيد ويعيش أجواءه الحقيقية، وهو بالكاد قادر على تأمين احتياجات الحياة اليومية؟”.
وأردفت “أم محمد” بالقول “قبل عام 2011 كانت العائلات تستمتع جيداً في تجهيز حلويات العيد منزلياً بالرغم من تضاعف كلفتها عن المُصنعة في الأسواق، لكن في هذه الأيام سعر حلويات الأسواق أقل كلفةً من التصنيع المنزلي ومع ذلك لا نستطيع حتى أن نحلم بشرائها”.
* تبرير
في المقابل عزا “جهاد الرفيدي” وهو صاحب محل ألبسة في بلدة بيت سحم وصول أسعار الألبسة لمبالغ جنونية إلى انعدام ورش التصنيع في المنطقة ولجوء التجار لاستيراد بضائعهم من دمشق و دفع ضريبة “أتاوة” تصل لما بين العشرة والخمسة عشر بالمائة من ثمنها لفرع الدوريات الذي يُسيطر على المعبر الوحيد للمنطقة في مدخل بلدة ببيلا .
ومن جهته قال “أبو فؤاد” وهو صاحب محل صغير لتصنيع الحلويات في بلدة ببيلا إن ارتفاع أسعار الحلويات في المنطقة سببه ارتفاع أسعار الطحين والسكر والسمنة والسمسم.
وأضاف أنّ مُستلزمات التغليف من نايلون وكرتون وورقيات قد نفدت من المنطقة، وشراؤها بالأسعار الجديدة يدفع مُصنعي الحلويات إلى رفع السعر.
* ما دور المؤسسات؟
وحول دور المؤسسات الخيرية والرسمية في توفير أجواء عيد إيجابية للمحاصرين أشار “حاتم الدمشقي” رئيس المجلس المحلي لحي التضامن إلى أنّ سبعة مجالس محلية عاملة في المنطقة محرومةً من الدعم الرسمي نظرا لكونها مُهجّرة من مناطقها.
وقال الدمشقي خلال تصريح لـ (المصدر) إن المجالس المحلية للحجر الأسود، التضامن، السبينة، الذيابية، حجيرة، البويضة، الحسينية تحاول جاهدةً توفير بعض الملابس والألعاب الجديدة للأطفال من خلال مؤسسات التنمية والجمعيات الخيرية الموجودة في المنطقة.
واستدرك قائلاً “لكن بطبيعة الحال كانت مُعظم الجمعيات مُهتمةً بتوفير الطعام خلال شهر رمضان، ولا نرى لها أي دور مُهم في مُساعدة الناس بتأمين مُستلزمات العيد، وهناك جمعيات جهزت ساحات مُخصصة لألعاب الأطفال ونشاطهم في العيد بشكل مجاني”.
* أجواء قاتمة
أجواء العيد في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم الواقعة تحت سيطرة الثوار أفضل بكثير من أجواء مناطق مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وحي التضامن الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة منذ مطلع عام 2015م
” جهاد النابلسي ”  واحد من بين ألف لاجئ فلسطيني حافظوا على منازلهم في مخيم اليرموك ولم يغادروها نتيجة كل الظروف القاسية التي تتعرض حياتهم لها، ومع قدوم العيد سيضّطر جهاد للمرور  هو وزوجته وأطفاله الأربعة من حاجر العروبة الفاصل بين منطقة سيطرة تنظيم الدولة و مناطق الثوار ،في محاولةٍ منه لعدم حرمان أطفاله من أجواء العيد التي ينتظرونها عاماً كاملاً.
وقال جهاد متحدثاً  لـ ( المصدر ) إن عناصر الحسبة في تنظيم الدولة  قاموا بتنبيه أصحاب المحلات إلى عدم عرض ألعاب الأطفال أو بيعها تحت طائلة إغلاق المحل وتعرض البائع للسجن وكذلك الأمر بالنسبة لنصب المراجيح .

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]