أستانا تبدأ غدًا وسط أجواء محمومة عسكريًا

3 يوليو، 2017

صبحي فرنجية

تبدأ جولة مفاوضات أستانا الجديدة، يوم غدٍ الثلاثاء، وسط أجواء محمومة، ولا سيمّا أن النظام السوري يخوض معارك طاحنة، من أجل استعادة المنطقة المحيطة بالعاصمة دمشق، وينفذ هجومًا شرسًا في محافظة درعا جنوب البلاد.

وقال وزير الخارجية الكازاخي، خيرت عبد الرحمنوف، في تصريحات له اليوم: إن وفدَي النظام والمعارضة سيشاركان في مفاوضات أستانا المنعقدة يومي 4-5 تموز/ يوليو الجاري. وأضاف المسؤول الكازاخي أن وفد النظام سيصل اليوم، دون أن يذكر موعد وصول وفد المعارضة. ووفق صحيفة (الوطن) التابعة للنظام، فإن التوقعات تشير إلى إمكانية “رسم وتحديد مناطق تخفيف التصعيد ووضع آلية لمراقبتها” خلال هذه الجولة.

في السياق ذاته، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مباحثاتٍ مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في مدينة إسطنبول التركية، حول التحضير لمفاوضات أستانا، ورسم الملامح النهائية لمناطق وقف التصعيد. ووفق مصادر إعلامية، فإن “هناك احتمالات لتنسيق تركي-روسي، جرى خلال المحادثات، بشأن عملية (سيف الفرات) المحتملة في عفرين”.

يأتي كل ذلك بالتزامن مع معارك عنيفة بين المعارضة والنظام، على محور حي جوبر الدمشقي وفي جنوب سورية، وذلك في محاولة الأخير كسب مناطق أكبر لحماية مواقع سيطرته، قُبيل انعقاد المفاوضات وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.

خطة النظام في دمشق ترمي إلى إضعاف المعارضة، من خلال شن هجمات متعاقبة على حي جوبر الدمشقي من ثلاثة محاور، الأول هو محور عين ترما، والثاني حي عربين شمال جوبر، والثالث هو المحور الرئيسي من اتجاه ساحة العباسيين.

يرى وائل علوان المتحدث الرسمي لـ (فيلق الرحمن) الذي يقارع النظام على جبهة جوبر أن روسيا غير جادة في ضبط النظام، وأضاف في حديثه لـ (جيرون) قوله: “نحن -الفصائلَ- تأكدنا أن روسيا غير جادة في ضبط النظام، وهي دولة مخادعة تستغل كل هذه المؤتمرات، لمدّ النظام بكافة الدعم اللوجستي والسياسي، وتريد من النظام التقدمَ العسكري”.

وأشار إلى أن روسيا تريد أن تساعد النظام من أجل السيطرة على مناطق جيوسياسية، تدعم المصالح الروسية، وموضوع إقحام إيران، بصفة ضامن، في اتفاق أستانا لم يكن إلا من أجل تعطيل مسار أستانا نفسها.

من جهة ثانية، قال مصدر معارض: إن الواقع الميداني يشير إلى أن النظام، بدعم روسي، يحاول قضم أكبر كم من الأراضي، قبيل انعقاد مفاوضات أستانا، وذلك لترسيخ مناطق النفوذ من جهة، وليمتلك أوراقًا أكبر للتفاوض عليها مع الدول الفاعلة من جهة أخرى.

وتابع مبيّنًا: “إن أسهم المعارضة في الجولة القادمة ليست مبشرة في الحقيقة، إذا ما نظرنا إلى أن واقع الحال لديها هو صد الهجوم وليس قيادته، ما يؤكد أن روسيا وإيران وذراعهما في سورية بشار الأسد يحاولون وضع مفاتيح التفاوض في يد الأخير؛ ليكون النتاج وقف التصعيد بعد التقدم المُحرز قبل المفاوضات”.

وأضاف المصدر ذاته، في تصريحات لـ (جيرون)، أن تركيا اليوم تحاول التنسيق من أجل ضمان قطع الطريق على الأكراد في منطقة عفرين، خصوصًا أن عملية (سيف الفرات) المتوقع بدؤها مطلعَ الشهر المقبل ستسعى في البداية إلى السيطرة على مطار منغ العسكري وتل رفعت، بالتزامن مع انطلاق جبهة من إعزاز وتل جبرين ومارع إلى أطمة في ريف إدلب.

ورأى أن التحضير لهذه الخطة يأتي في سياق المباحثات التركية-الروسية التي تجري بين قادة القرار في البلدين؛ مما يعني أن مفاوضات أستانا القادمة ستكون محورية بالنسبة إلى تركيا.

ووفقًا لما رشح عن تقارير إعلامية، فإن سبعة آلاف من القوات التركية الخاصة حُشدوا، خلال الأيام الماضية، على الحدود السورية، وسيشارك في تلك العملية عشرون ألف عنصر من فصائل المعارضة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]