‘المعارضة تُقدم رؤية للعملية السياسية.. وموسكو: الإرهاب أولًا’

13 يوليو، 2017

جيرون

بعد ثلاثة أيام من بدء مفاوضات جنيف السورية، اجتمع وفد المعارضة السورية مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في لقاء تقني ركّز -وفق مصادر معارضة- على المسائل القانونية المتعلقة بالعملية السياسية، في الوقت الذي طلبت فيه موسكو من المعارضة الابتعادَ عن طرح فكرة تغيير النظام الحالي خلال المفاوضات.
وقال نصر الحريري رئيس وفد المعارضة، عقب اللقاء الذي جمعهم مع دي ميستورا: إن الوفد قدّم رؤية سياسية واضحة لعملية الانتقال السياسي، وإن النقاش تركز على العملية السياسية وجوهرها المتصل بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأوضح الحريري، خلال مؤتمر صحفي له أمس (الأربعاء)، أنه “كان هناك عدد من اللقاءات التقنية المهمة، في الفترة الماضية، بلورت مواقف نوقشت فيها مسائل مهمة في السلة الثانية (الدستور)، والثالثة (الانتخابات)، واليوم كان النقاش بالتركيز على العملية السياسية، والتركيز على جوهرها؛ لتحقيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالانتقال السياسي”.
وتابع: “بالنسبة إلينا، قدمنا رؤى وتصورات واضحة.. كان هناك مذكرة تفصيلية عن وضع المعتقلين، ولا سيما أن جهود أستانا لم تنجح في التقدم بهذا الملف، ونواصل جهودنا مع الأمم المتحدة”. ودعا الحريري الأممَ المتحدة إلى “الوفاء بالتزاماتها بتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالانتقال السياسي في سورية” معقبًا أن “لدى المعارضة معلومات، تفيد بأن نظام بشار الأسد ما يزال يرفض العملية السياسية”.
ووفق مصادر إعلامية؛ فإن موضوع تعنت النظام وعدم رغبته في الدخول بعملية سياسية جاء على لسان مبعوث الولايات المتحدة إلى سورية مايكل راتني. ونقلت صحيفة (الشرق الأوسط) عن مصدر معارض قوله إن راتني أخبر وفد المعارضة، خلال لقاء بينهما، بموقف النظام، قائلًا: “أعتذر إليكم، لدينا من الإحباطات ما لا نريد نقله إليكم، بشأن موقف النظام الرافض أي حل سياسي”.
تساءل الحريري، خلال مؤتمره الصحفي، عن جوهر وجود قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري قائلًا: “هل اتخِذت تلك القرارات لتجد طريقها إلى التطبيق أم لمجرد اتخاذها فقط؟”.
في السياق ذاته، اعتبر عضو الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي، في تصريحات صحفية، أن اختيار النظام بات واضحًا، وهو “الحل العسكري والقتل والتدمير، ولا يزال مستمرًا في هذا النهج الذي وجد من يدعمه فيه، وتحديدًا إيران وروسيا، إذ تعمد الأولى إلى إنجاز مخططاتها في الشرق الأوسط في سورية، والثانية تأخذها رهينة”.
بالتزامن مع ذلك، طالب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف وفدَ المعارضة السورية بـ “التخلي عن محاولات تغيير النظام وأسلوب الإنذارات والاشتراطات المسبقة في مفاوضات جنيف”، مضيفًا، في مؤتمر صحافي مع نظيره البلجيكي ديدييه ريندرز في بروكسيل أمس، أنه “ليس من الضروري انتظار وضع دستور جديد، ويمكن البدء بإشراك أطراف من المعارضة في إدارة شؤون البلاد على أساس الدستور الحالي”.
وزعم لافروف أن سورية اليوم “تشهد تغييرات إيجابية، بعد الاتفاق على إقامة مناطق خفض التوتر”، وأنه ينبغي على المعارضة التركيز في جنيف “على ملفَّي التعاون في مكافحة الإرهاب، والإصلاح الدستوري باعتباره المدخل نحو التسوية السياسية”.
وكانت روسيا وواشنطن قد توصلتا، في وقت سابق، إلى اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية، ودخل حيز التنفيذ يوم الأحد الفائت، في حين رأت المعارضة السورية أن الاتفاق قد يمهد لتقسيم البلاد، وطالبت بتعميم الاتفاق على كافة الأراضي السورية.
وحول الموضوع، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إن الاجتماع الذي تم مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين “كان علامة طيبة وأظهر أن البلدين يمكنهما العمل معًا بشأن قضايا محل اهتمام منهما، مثل وقف إطلاق النار في سورية”.
ورأى ترامب، في لقاء مع قناة (سي. بي. إن)، أن واشنطن وموسكو انسجمتا بشكل “جيد جدًا”، وأضاف: “نحن قوة نووية هائلة وهم كذلك أيضًا؛ وليس من المنطقي ألا تكون بيننا علاقة ما”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]