الصيف يرهق كاهل الأهالي في درعا

14 يوليو، 2017

إياس العمر: المصدر

لامست درجات الحرارة الـ 45 درجة مئوية في محافظة درعا خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المحافظة، ولا سيما أن عدد المهجرين في المناطق المحررة يتجاوز الـ 200 ألف نسمة، أكثر من 20 ألفاً منهم يقطنون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، وكل ذلك في ظل ارتفاع ثمن المياه وقوالب الثلج.

400 ليرة ثمن قالب ثلج

وقال حمزة سويدان، أحد أهالي مدينة (نوى) غرب درعا، إن قوالب الثلج باتت الملجأ الوحيد للأهالي في المناطق المحررة في ظل الانقطاع المتواصل للكهرباء، وذلك في سبيل التخفيف من عبء موجة الحر الغير مسبوقة التي تضرب المنطقة.

وأضاف سويدان في حديث لـ (المصدر)، أن تجارة الثلج أصبحت الأكثر رواجاً في المناطق المحررة، وقد تم إنشاء عشرات المعامل الجديدة المخصصة لصناعة الثلج، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في ارتفاع ثمن قوالب الثلج، فسعر القالب وزن 3 كغ يصل إلى 200 ليرة سورية، والأسر المتوسطة بحاجة لقالبين بشكل يومي، مما يعني أنها بحاجة لـ 400 ليرة سوريا ثمن ثلج، أي 12 ألف ليرة سورية شهرياً، ما يعادل ثلث متوسط دخل الأسرة في المناطق المحررة.

وأكد أن مشاكل العائلات في الصيف لا تتوقف عند هذا الحد، فالمشكلة الثانية تكمن في زيادة مصروف المياه، ما يرتب نفقات إضافية عليها، فسعر صهريج المياه (20 برميلاً) وصل إلى 3 آلاف ليرة سورية، والأسرة المتوسطة بحاجة إلى 4 صهاريج شهريا، ما يعني أنها بحاجة 12 ألف ليرة سورية ثمن مياه شرب، وهذا يعني أن أكثر من 70 في المئة من دخل الأسر في المناطق المحررة في فصل الصيف يذهب لتغطية نفقات المياه وقوالب الثلج.

ولفت سويدان إلى أن المنظمات العاملة في الداخل السوري لا تزال بعيدة كل البعد عن إيجاد حلول لهذه المعضلة التي ترهق كاهل الأهالي، فالسكان اليوم بأمس الحاجة لمعالجة هذه القضايا، ولاسيما أنها تستنزف دخلهم الشهري، على حد قوله.

أكثر من 20 ألف نازح في مخيمات عشوائية

وقال الناشط محمد الحريري، إن ثلث سكان المناطق المحررة من محافظة درعا هم من المهجرين، وأن عددهم يصل إلى ما يقارب الـ 200 ألف نازح، وما يقارب الـ 10 في المئة منهم لم يتمكنوا من تأمين مساكن، ما دفعهم لإنشاء مخيمات عشوائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

وأشار الحريري في حديث لـ (المصدر)، أن هذه الشريحة كانت الأكثر تضرراً من موجة الحر التي ضربت المناطق المحررة من محافظة درعا في الأيام الماضية، لأن أغلب قاطني هذه المخيمات لا معيل لهم، بالإضافة لبعد المخيمات عن الأسواق والنقاط الطبية في المناطق المحررة، ومع زيادة الحالات المرضية نتيجة موجة الحر تصبح مشكلة بعد النقاط الطبية هي المشكلة الأكبر للسكان.

وأوضح أن المنظمات في فصل الشتاء تقدم مواد التدفئة ولاسيما (الحطب) للسكان، بينما يصعب تقديم الثلج لسكان هذه المخيمات في فصل الصيف، نتيجة صعوبة حفظ قوالب الثلج داخل الخيام البدائية.

“أم سعيد”، مهجرة من مدينة درعا، تسكن في مخيم على الحدود الأردنية السورية، قالت لـ (المصدر) إنها تحاول التأقلم مع الارتفاع الغير مسبوق في درجات الحرارة بعدة وسائل، منها تغليف قوارير المياه بـ (الخيش) كما كان الحال قبل نصف قرن من الآن.

وأضافت بأنها قامت بصناعة (خابية) مياه أمام خيمتها، وتتم صناعتها بجبْل التراب بمادة (التبن) ومن بعدها يتم تعريضها للحرارة، لتصبح جاهزة لاستيعاب المياه، وهي وسيلة قديمة لتبريد المياه في فصل الصيف والمحافظة على الطعام.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]