المرتزقة
20 يوليو، 2017
جيرون
عرّفت (الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم) المرتزقَ بأنه “أي شخص يُجنّد خصيصًا -محليًا أو في الخارج- للقتال في نزاع مسلح، ويكون دافعه الأساس، للاشتراك في الأعمال العدائية، هو الرغبة في تحقيق مغنمٍ شخصيٍّ ذي شأن، ويُحفزه على ذلك وعد بمكافأة مادية أو دفع تلك المكافأة”.
وهو شخص لا يكون “من رعايا طرف في النزاع، ولا من المقيمين في إقليم خاضع لسيطرة طرف في النزاع”، وهو بالتأكيد ليس مقاتلًا ضمن القوات المسلحة في داخل البلد.
واعتبرت الاتفاقية التي أقرتها الأمم المتحدة عام 1989، أن المرتزق يرتكب بعمله هذا جريمة، وأضافت أن كل شخص يقوم بتجنيد أو استخدام أو تمويل أو تدريب المرتزقة، يرتكب أيضًا جريمة، وأكدت أنه لا يجوز للدول الأطراف تجنيد المرتزقة أو استخدامهم أو تمويلهم أو تدريبهم، بغرض مقاومة الممارسة الشرعية لحق الشعوب، غير القابل للتصرف في تقرير المصير، حسبما يعترف به القانون الدولي، وعلى الدول أن تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع ذلك.
وعلى هذا؛ لا يتمتع المرتزق بحقوق المقاتل في جيش نظامي، إذا وقع في الأسر، ولا تنطبق عليه اتفاقيات القانون الدولي الخاصة بقوانين الحرب، ولذلك قد يتم استخدام المرتزقة لارتكاب مجازر وجرائم حرب، لتتنصل الدول من مسؤولياتها في بعض الأعمال التي تنال أمن أو استقرار بلدان ومجتمعات أخرى. والمرتزق هو شخص يقدم ولاءه لمنافعه الشخصية وللمال والإغراء والوعد المقدم له، وهو شخص فاقد للأخلاق العامة، وغالبًا ما يشتمل سلوك المرتزق على قدر كبير من الانحطاط، ولا توجد أي قيم أو أعراف وقوانين تحكم تصرفاته؛ وهذا ما يسبب مشكلة كبرى على مستوى العالم، تستفيد منها عدة منظمات في أعمال خارج الحدود، لأهداف غير قانونية.
لطالما استخدمت الإمبراطوريات القديمة المرتزقة في حروبها، فهو يقاتل وينقل العتاد ويتحمل المسير والتنقل عبر القارات الذي يحتاج القوة البدنية، بحسب الأسلحة والأدوات المتوفرة في ذلك الوقت. ولكن مع تطور الوسائل وتقنيات الحروب وأدواتها، وتطور القوانين والحقوق المدنية، وأيضًا انحسار عمليات الجيوش التي تحتل أراضي دول أخرى بغية التوسع الاستعماري؛ اختلفت طرق استخدام المرتزقة بشكل ما.
تم تجنيد العديد من المرتزقة في بعض المجتمعات بسبب الفقر والحاجة، وهنالك نوع من المرتزقة يتبعون شركات أمنية دولية، يتم تأجيرهم للعمل في دول وأماكن بعيدة عن أوطانهم، وقد يحصل بعضهم على وعود بمنحهم جنسية بلد معين، بعد انتهاء مهماتهم، وقد استُخدم عدد كبير من المرتزقة، من قبل الولايات المتحدة الأميركية في حربها مع فيتنام، وأيضًا في أفغانستان والعراق.
انتشرت ظاهرة المرتزقة، في العقود الأخيرة، انتشارًا أكثرَ وضوحًا، وبرزت على شكل ميليشيات تحمل عقائد خاصة، وتمارس جرائم علنية، وتمولها دول بشكل واضح، كما تفعل إيران، على سبيل المثال، في حربها على السوريين خلال السنوات الماضية، حيث جندت مرتزقة عراقيين ولبنانيين، وكذلك مرتزقة من الأفغان اللاجئين لديها والفارين من الحرب الأفغانية؛ تبتزهم لمنحهم جنسيتها لاحقًا.
كذلك استقدم نظام الأسد عددًا من مرتزقة الدول العربية، تحت غطاء أحزاب قومية أو غير ذلك، وهي ظاهرة لافتة أن يقوم نظام باستقدام مرتزقة لقتل شعبه، وتقديم وعود لهم بتمليكهم وتجنيسهم.
[sociallocker] [/sociallocker]